استحق اعصار «سيدر» كل سخط الناشطات النسويات الألمانيات، لا لأنه حطم المدن والمزارع واسقط آلاف الضحايا في جنوب آسيا بل لأنه وقبل كل شيء، يحمل اسما مذكرا. وهذه ليست نكتة لأن ناشطات الحركة النسوية وخصوصا حزب النساء الألماني كان أول من احتج على منح الأعاصير المدمرة أسماء نسائية. إذ لا حظ الحزب قبل عدة سنوات أن علماء المناخ يطلقون الاسماء المؤنثة على الأعاصير المدمرة والاسماء الذكرية على الرياح المؤاتية المصحوبة بالشمس. وتتهم النساء الألمانيات الآن الرجال بتلويث البيئة من خلال طريقة حياتهم وقيادتهم للسيارات الكبيرة. وهكذا تحاول اينيس فيللر البروفيسورة في جامعة بريمن والناشطة النسائية المعروفة قلب ميزان البيئة رأسا على عقب بفعل تشبيهها للرجال بالسيارات والنساء بالدراجات الهوائية أثناء وصفها لتأثيرات الذكور على المناخ. وذكرت فيللر، في ندوة عقدتها في جامعة بريمن، ان الرجال يقودون السيارت الكبيرة التي تستهلك الكثير من الوقود قياسا بسيارات النساء الصغيرة. فالرجال الألمان يسعون لامتلاك المرسيدس والبي أم دبليو وأودي بينما تفضل النساء قيادة السيارات الصغيرة مثل فولكسفاجن بولو وسمارت. وأكدت فيللر أن «التحولات المناخية»، التي تهدد كوكب الأرض، ليست «بلا جنس» فالرجل، حسب رأيها، مسؤول اكثر من غيره عن هذه التحولات الدراماتيكية. فالرجال يأكلون أيضا الكثير من اللحم مقارنة بالنساء، يقودون سياراتهم بسرعة لا داعي لها، ويدخنون أكثر بكثير من النساء. وربطت الباحثة بين التحولات البيئية وبين الأجور المتفاوتة بين النساء والرجال. وقالت فيللر إن من يربح أموالا أكثر يسافر اكثر ويلحق بالبيئة أضرارا أكثر. وطالبت بالمساواة بين النساء والرجال في الأجور، بل وزيادة مرتبات النساء أيضا، بسبب موقفهن الإيجابي من البيئة. وعبرت فيللر عن شكها بقدرة البرلمان على حسم المشاكل البيئية في ظل الأغلبية الذكورية الظاهرة في البرلمان. وقال: أن مشاكل البيئية ذكورية وأشك بإمكانية الذكور على حلها. وعبرت فيللر عن ثقتها بأن النساء اكثر حساسية وتفهما لمواضيع تلوث البيئة والتحولات المناخية في العالم.