نداء عاجل ومستعجل، أتوجه به مخلصا - اليوم - إلى كل من يهمه الأمر، في هذا البلد. كل مواطن مصري خفير، جملة من أربع كلمات، يجب أن يضعها كل مواطن مصري، وكل مواطنة مصرية، من الآن فصاعدا، نصب أعينهم، وحلقا في آذانهم، طالما انفجرت في المنطقة - المحيطة بنا من كل الاتجاهات - براكين وسيناريوهات الغبرة من الحروب الأهلية، والتقسيم. كل مواطن مصري خفير، فالدولة المصرية مهددة، أمنيا وسياسيا وإقتصاديا، مستهدفة في حاضرها وفي مستقبلها، مكبلة على جميع الأصعدة والمستويات، محاصرة بالفتنة وبالتآمر وبالإرهاب من كل الإتجاهات، وبصورة لم يسبق لها مثيل. كل مواطن مصري خفير، طالما اندلعت في المنطقة حروب داعش والغبراء، الطائفية والمذهبية، إلى هذه الدرجة المخيفة، وطالما حيكت حول أعناقنا حلقات التوتر والعنف، والإرهاب الأسود، وطالما تواصل التآمر الخارجي والداخلي، واحتكمت حلقات النذالة والتفريط والخيانة، حول رقاب المحروسة، إلى هذه المستويات الدنيئة والمنحطة، وغير المسبوقة. كل مواطن مصري خفير، لأن جيش مصر العظيم يجب أن يتخفف من أعباء الأمن الداخلي، ويكفيه فخرا، واحتراما وتقديرا. كل مواطن مصري خفير، وليتحمل كل واحد منا مسئوليته الأخلاقية والوطنية، لحماية أمن مصر القومي، المهدد - بشدة - في هذه المرحلة، ولتستمر، في الوقت نفسه، مسيرة التغيير والتنمية والتعمير الخيرة حتى منتهاها، وكفى ما قام به الجيش من دور في حماية الأمن الداخلي، مساندة صلبة ونبيلة لإرادة الشعب فيتحقق شعار ثورتيه: عيش .. حرية .. عدالة إجتماعية .. كرامة إنسانية.. إستقلال القرار الوطني، على مدار السنوات الثلاث الماضية. كل مواطن مصري خفير، لمساندة أجهزة الأمن الداخلي والشرطة المصرية الفتية في القيام بدورها الأساسي، ويجب أن يعود جيش مصر العظيم إلى القيام بمهامه الأساسية، ويتفرغ لذلك تماما اليوم قبل الغد، في الحفاظ على الأمن القومي، ونخفف عن كاهله أي أعباء مضافة إليه، في ظروف خاصة جدا فرضت نفسها منذ قيام ثورة 25 يناير. يكفي جيشنا أن يتفرغ بكامل عدته وعتاده، وقادته وأفراده، لحماية حدود مصر المهددة الآن من كل الجهات. كل مواطن مصري خفير، كل واحد منا، باختصار، بات مسئولا - من الآن فصاعدا - عن حماية نفسه، ملزما بتحصين أسرته، وتوفير الحصانة الواجبة لدائرته الصغيرة، في القرية والنجع والحي والمدينة والمحافظة، حصانة وتحصين من غواية الشيطان الرجيم، المتسترة برداء الدين، والدين الإسلامي الحنيف برىء من كل ما يلصق به من أفعال إجرامية دنيئة لمتأسلمين، ومدعين أفاقين مارقين. كل مواطن مصري خفير، كل واحد منا أصبح مطالبا - من الآن فصاعدا - بالحيطة والحذر، والتحلي بالانتباه، واليقظة التامة، لتجنب الوقوع في شرك جدل عقيم، حول مسميات، وسفسطة مملة وسخيفة، باتت في حكم الماضي، حسمها الشعب بكامل إرادته، بثورتين عظيمتين، حتى ولو كره كارهون، وترافع عكس التيار الأساسي، أمام محكمتي القرن، مأجورون ومرتزقة ومتلونون، دفاعا عن حاكم ظالم فاسد مستبد. كل مواطن مصري خفير، للحفاظ على كل المكتسبات الهائلة، التي نص عليها دستور مصر المعدل، الصادر في عام 2014، وتفعيل كل ما جاء فيه من مواد تؤسس لإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة، بفضل ثورتين عظيمتين، في 25 يناير و30 يونيو، أطاحت برئيسين فاسدين مستبدين، وفوضت القضاء المصري الشامخ للقصاص العادل منهما ومن نظاميهما. كل مواطن مصري خفير، ولننتبه بأن ما يراد من الجدل العقيم الجاري الآن حول مسميات مثل: الثورة والمؤامرة والانقلاب، هو الدخول في دائرة جهنمية، من الفتنة والإقتتال الداخلي، وتقسيم الأمة الواحدة الموحدة - عبر التاريخ، إلى أهل الجنة وأهل النار، وفريق شباب الثوار وجبهة الفلول والأشرار، وكأنه قدر ومكتوب على جبين شعب مصر الأبي المكافح، أن يعيش في هذه الدوامة غير المنتهية من الإنقسامات والتخلف والتبعية. كل مواطن مصري خفير، لم تعد أمامنا أي رفاهية من وقت لكي نضيعه، لن ينهض الاقتصاد المصري، المعتل والآيل للسقوط - لا قدر الله - إلا بسواعد أبناء مصر البررة، لن يزيد الإنتاج، ويكفي لاستهلاك التسعين مليونا إلا بالعمل والجد والإجتهاد، لن يفيض الإنتاج للتصدير إلا بإعادة فتح المصانع المغلقة، وتعويض الوقت الضائع والجهد والمال، الذي أهدر - مع سبق الإصرار والترصد - على مدى السنوات الثلاث الماضية. كل مواطن مصري خفير، وقد أنجزت المحروسة إستحقاقين مهمين من خارطة المستقبل، وهما الدستور والرئيس. بقى إنجاز الاستحقاق الثالث، في القريب العاجل بانتخابات برلمانية حرة ونزيهة، نتجنب فيها كل الأخطاء والخطايا، التي صاحبت العملية الانتخابية السابقة، وبالذات الانتخابات الرئاسية. كل مواطن مصري خفير، وياله من دور عظيم للمواطن، لتثبيت أركان الثورة، وتحقيق شعاراتها، وبناء الجمهورية الجديدة على أسس صلبة، والحفاظ على وحدة الوطن وسلامة أراضيه. نقلا عن جريدة الأهرام