الاخبار 23/1/2008 لابد أن يكون معلوما للكافة أنه ليس مقبولا بأي حال استبدال قيام العالم والمنظمات الدولية بمسئولياتها تجاه الفلسطينيين ضد الممارسات الاسرائيلية الوحشية.. بالضغط علي مصر واحراجها. إن أحدا لا يمكن أن يوافق علي المساس بسيادتها وقدرتها علي حماية حدودها الدولية في مواجهة عمليات التحريض غير المسئولة علي اقتحام هذه الحدود بهدف دفعها إلي الصدام الذي لا يجحمد عقباه. أنه لشيء مؤسف حقا أن تشهد منطقة الحدود عند معبر رفح هذا الذي حدث والذي لا يمكن تبرئه حركة 'حماس' وفقا لما نقلته الفضائيات العربية ميدانيا من التحريض عليها. من ناحية أخري فإنه وبحكم التجارب السابقة فإن تخفيف الحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة فيما يتعلق بالمواد البترولية قد تحقق نتيجة بعض الضغوط وان كانت الولاياتالمتحدة مازالت تتخذ موقفا سلبيا من العقوبات الاجرامية التي تم فرضها علي الفلسطينيين. الشيء المؤكد أن هذا التغيير في التوجهات الإسرائيلية كان دافعه الأساسي ما أفصحت عنه الأحداث بظهور مؤشرات تقارب بين السلطة الفلسطينية وحماس كرد فعل طبيعي للشعور بالحاجة إلي التضامن والتكافل الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي غير الإنساني. ولان إسرائيل تري في أي تسوية للخلاف الواقع بين السلطة في رام الله وحكومة الانقلاب في غزة يجعد تهديدا لمصالحها ومخططاتها فقد كان من الطبيعي أن تتحرك بسرعة كي لا يصل هذا التقارب إلي نهايته. هذه التطورات في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية تجسدت في التصريح الذي صدر عن قيادي بارز في حركة حماس باستعدادها للاعتذار عن احداث الانفصال كتعبير عن حسن النية مع بدء الحوار للوصول إلي صيغة للتصالح. انطلاقا من هذه الحقيقة التي يؤكدها التحدي المستمر من جانب تل أبيب لأي تحرك دولي أو عربي ضد عدوانها واستنادا إلي الدعم والمساندة الأمريكية فإن ما اتخذته إسرائيل من اجراءات التخفيف انما يدخل ضمن محاولاتها وجهودها المتواصلة من أجل ترسيخ الفرقة الفلسطينية والتي كان أحد بوادرها السلبية انقلاب غزة. وقد يكون من بين العوامل المؤثرة علي الموقف الاسرئيلي ما ابداه الرأي العام العالمي من معارضة للممارسات الإسرائيلية في ضوء ما تسرب إليه حول تردي الاوضاع الانسانية في قطاع غزة رغم التواطؤ الإعلامي الأمريكي والغربي بعدم التوسع في اظهار حقيقة ما يجري. كم أرجو أن يكون ما حدث وما سوف يحدث درسا للفلسطينيين علي اختلاف انتماءاتهم كي يدركوا أن الوسيلة الوحيدة الفعالة لافشال المخططات الإسرائيلية.. هي تضامنهم ووحدتهم. هذا يتطلب الاتفاق فيما بينهم علي تأجيل خلافاتهم إلي ما بعد قيام دولتهم وحصولهم علي حقوقهم السليبة.. ان ما يدعو للأسي حقا انهم يتصارعون ويتعاركون ويتقاتلون حاليا علي لا شيء حيث إن أرضهم وحياتهم ومقدراتهم خاضعة تماما للاحتلال وتهديداته. هل هناك أمل في أن تتفهم جميع القوي الفلسطينية أن مهاجمة الحدود المصرية لا يمكن أن يكون مخرجا لمشاكلهم وانما الحل في تضافر الجهود الدولية من أجل اجبار إسرائيل علي وقف ممارساتها وأن يتوافقوا ويوحدوا صفوفهم باعتباره أن هذا هو من العوامل الاساسية لتجاوب العالم مع حقوقهم ومطالبهم المشروعة. المزيد من اقلام واراء