منذ أيام مرت الذكري المئوية لرحيل الفنان الرائد محمد عزت مصطفي(7 يوليو1907 5 إبريل1969) وهو أول من نادي بقومية الفن وحذر من السير وراء التقاليع الفنية الأجنبية وكان أحد الرواد الأوائل للحركة الفنية المعاصرة, وكان مؤرخا للفنون والحركة التشكيلية علي مستوي العالم وأحد مؤسسي رابطة الفنانين المصريين التي كانت أول تجمع فني مصري يهدف إلي تخليص الحركة الفنية من المؤثرات الأجنبية, وهو أول من أرسي قواعد النقد الفني بمصر وكان أستاذا لهذه المادة طيلة حياته بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد التمثيل. كما كان أستاذا لمادة تاريخ الفن منذ عودته من إيطاليا عام1933 وحتي رحيله, وكان أحد مؤسسي جمعية محبي الفنون الجميلة.. ومن مؤلفاته الثلاثية الفنية لتعريف الفن, وقصة الفن التشكيلي, ثورة الفن التشكيلي, كما ترجم كتاب( كيف نفهم التصوير) عن اللغة الإيطالية و(التذوق الفني) عن اللغة الفرنسية. تقول ابنته نجوي عزت حرم السفير عبدالرحيم شلبي سفير مصر بالكويت إنه لم يكن فنانا منعزلا عن مجتمعه بل كان متفاعلا معه متأثرا بقضاياه مؤمنا بقيمه, وقد عايش أحداث ثورة23 يوليو وانفعل بها وتفاعل معها حتي جاءت النكسة وبعدها حرب الاستنزاف فانعكس كل ذلك علي أعماله, كما أنه أسهم في ترميمات القصور الأثرية وشارك في العديد من المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية محاضرا وفنانا ومحكما واتسمت أعماله الفنية في آواخر حياته بصفاء اللون وأحاسيس الشوق إلي عبق الماضي البعيد. والفنان عزت مصطفي من الفنانين المغمورين وهو تلميذ في مدرسة الرائد الراحل محمود سعيد الذي كان يرسم نفس موديلاته وشخوصه هذا إلي جانب مجموعة أعماله عن ألف ليلة وليلة والتي تصل إلي50 لوحة من الألوان المائية علي كرتون وقد تميز إبداعه بشكل ملحوظ في الألوان المائية التي اتسم فيها أسلوبه بالأحساس الرومانسي والحسي العالي بالموضوع إلي جانب أن له أعمالا عن الفنان الراحل سيد درويش.