الفيلم الوثائقى الذى بثه التليفزيون الإسرائيلى حول الجريمة والمجزرة التى قامت بها وحدة عسكرية إسرائيلية بقيادة " بنيامين بن أليعازر" وزير البنية التحتية الإسرائيلى الحالى ، وقتلت خلالها 250 جندياً مصرياً عُزل من السلاح خلال انسحابهم من سيناء بعد توقف القتال فى يونيو 1967 ، هذا الفيلم أثار استياءً كبيراً بين الأوساط المصرية والعربية فالتاريخ الأسود للعسكرية الإسرائيلية حافل بالجرائم والمذابح من " دير ياسين " إلى يافا وسيناء وقانا وجنين وغيرها فى ظل ولذلك لابد من محاسبتهم وتقديمهم للعدالة كمجرمى حرب ، حيث أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم. فمن هو بن أليعازر قائد هذه المذبحة والجريمة الخطيرة فى حق شهدائنا المصريين .. ؟ ولد بنيامين بن أليعازر فى العراق عام 1936 وهاجر إلى إسرائيل عام 1950 وأقام فى مستوطنة " رييشون ليتسيون" وهى أولى المستوطنات فى فلسطين ، ويعتبر بن أليعازر من أوائل الجنرالات الإسرائيليين الذين دخلوا لبنان كمنسق لعمليات الجيش الإسرائيلى فى لبنان ، وكان هو المسئول عن تشكيل جيش جنوب لبنان العميل الموالى لإسرائيل . وقد أشار داعية السلام الإسرائيلى وأحد مؤسسى حركة " السلام الآن" " يورى أفنيرى" إلى أن تاريخ بن أليعازر حافل بمثل هذه الجرائم وهومجرم حرب ، حيث أن له تاريخ طويل فى سفك الدماء ، لذلك كان يحظى بمكانة خاصة لدى أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق ، والذى كان يُشير إليه بأنه الرجل المناسب فى مكانه ، كما وصفته إحدى حركات السلام فى إسرائيل بأنه شارون الصغير ، وقد تورط بن أليعازر فى عدة فضائح وأتهم بالفساد داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية . شغل بن أليعازر منصب وزير الدفاع الإسرائيلى فى حكومة شارون ، كما رأس حزب العمل بعد فوزه على منافسه رئيس الكنيست فى ذلك الوقت " إبراهام بورج " ليصبح أول يهودى شرقى " عراقى " يصل لهذا المنصب ، وهو يشغل حالياً منصب وزير البنية التحتية فى حكومة إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى ، وهو متزوج من " دولى " 56 عاماً المتخصصة فى علم التنجيم . وجاءت مسئولية بن أليعازر عن قتل مئات الجنود المصريين بعد استسلامهم ووقوعهم فى الأسر فى حرب يونيو 1967 فى كتاب للمؤرخ الإٍسرائيلى " أورى ميلشتاين" تحت اسم " وحدة شكيد " وصدر عام 1994 وجمع فى هذا الكتاب العديد من الشهادات التى تشير إلى تورط هذه الوحدة فى تصفية مئات المصريين والفلسطينيين بعد انتهاء المعارك وبعد استسلامهم فى صحراء سيناء بالقرب من مدينة العريش . وجاء رد بن أليعازر المخزى بأن هؤلاء القتلى الذين قتلتهم وحدة شكيد التى كان يقودها كانوا فدائيين فلسطينيين ، وهذا رد يثبت بما لا يدع مجالا للشك واقعة الإعدام بدم بارد لنحو 250 شاباً . وقد قرر وزير البنية التحتية الإسرائيلى بنيامين بن أليعازر تأجيل زيارته إلى مصر والتى كانت مقررة الخميس 8 مارس الحالى 2007 إثر تفجر هذه الفضيحة ، وأشارت صحيفة " يديعوت أحرونوت " إلى أن سبب إرجاء الزيارة التى كانت ستبحث موضوع الطاقة يعود إلى المخاوف من احتمال أن تصدر السلطات القضائية المصرية أمرا بتوقيف بن أليعازر لارتكابه جرائم حرب ، وطبقاً لما ذكرته الصحف الإسرائيلية فإنه كان من المقرر أن يعقد بن أليعازر سلسلة من اللقاءات مع مسئولين مصريين إلا أن العاصفة فى مصر نتيجة لهذه الأحداث حالت دون ذلك . وقد أعلن مكتب بن أليعازر أنه على ضوء ما نُشر أخيراً فى الصحف المصرية ، ونظراً للأجواء غير المريحة للزيارة اتفق الطرفان على تأجيل الزيارة لموعد آخر فى الفترة القريبة ، واعترف مسئول إسرائيلى لم يكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية بأن هذه القضية فى طريقها لتفجير أزمة دبلوماسية بين مصر وإسرائيل .