لم تتوقف الحياة ياجبناء. ولم يدخل الشعب الشقوق ويركبه الخوف كما تتصورون, بل خرج كما رأيتم أمس في كل المحافظات والمدن يتحدي متفجراتكم ويحتفل بعيد ثورته التي أردتم تشويهها ويؤكد المعاني الجميلة التي دافع عنها وأسقط بسببها حكمكم. صحيح أن متفجرات الشر التي بعثتم بها دمرت واجهة مبني مديرية الأمن وبعض أدوار صبحتنا باكتئاب, ولكنها لم تمس طوبة في جدار الثقة الذي ربط الشعب وشرطته. إنكم تتصورون أنكم قادرون اليوم علي تكرار سيناريو2011 الذي أسقطتم فيه الشرطة وأمكنكم بعدها السيطرة علي الدولة. يومها قبل ثلاث سنوات هاجمتم أقسام الشرطة واقتحمتم السجون وجعلتم ضباط وجنود الشرطة يختفون من الشارع ليخلو الطريق أمام ميليشياتكم المسلحة الإرهابية التي ربيتموها علي السمع والطاعةوالإرهاب. علي ألا يفكروا. وعلي أنهم الفصيل الأعلي في جماعة ينتمي إليها الوطن وليس وطنا تنتمي إليه الجماعة. يومها سقطت الشرطة ولكن ليس بسببكم وإنما بسبب الشعب الذي كان يري في الشرطة الوجه القبيح والمستبد لحكم شاخ وفسد وكان ضروريا إنهاؤه. الشرطة يومها كانت عدو الشعب ولهذا شارك الشعب في إسقاطها, أما اليوم فهي حبيب الشعب, فالشعب هو الذي يدعم شرطته لثقته في نظامه وفي دورها وفي تضحياتها. ولهذا أبدا لن تستطيعوا تكرار ما حدث قبل ثلاث سنوات. لقد شهد تاريخ العالم منظمات إرهابية مثلكم وربما أقوي منكم ولكن لم يحدث أن انتصر الإرهاب علي دولة. ومع ذلك كان يبدو أن لكل إرهاب هدفه سواء في اقتطاع جزء من الدولة أوالدفاع عن قضية فماذا تريدون ؟ أن تحكموا شعبا يرفضكم وفي كل يوم تزداد كراهيته لكم بسبب ما تتصورون أنكم بجرائمكم الإرهابية تكسبونه ؟ هل أصبح الخيار فعلا أن تحكمونا أو تقتلونا ؟ مشكلتكم أنكم أنفسكم لا تعرفون ماذا تريدون. فقد تعلمتم التدمير ولكن لم تتعلموا البناء. تربيتم علي الكراهية ونسيتم أن هناك حبا وتسامحا وصدقا. ونتيجة لهذا فإنكم عندما وصلتم إلي الحكم لم تتركوا عملا جميلا واحدا يذكره لكم الشعب. إنكم قد تنجحون في عشر أو حتي عشرين عملية إرهابية ولكن أبدا لن تكسبوا حربا سلاحها الكراهية والخراب! * نقلا عن صحيفة الاهرام