اظهر اعتقال عدد من العملاء في مدينة رام الله اخيرا ان جهاز الاستخبارات الاسرائيلية غيّر التكتيك المستخدم في تجنيد عملاء له بين الفلسطينيين. وقال مسؤول في اجهزة الامن الفلسطينية ان جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (شاباك) يستخدم نقاط الاحتكاك مع الفلسطينيين مثل المعابر ومقار الادارة المدنية لتجنيد اكبر عدد ممكن من العملاء وتشغيلهم في جمع المعلومات عن الظواهر المختلفة، وفي الوقت نفسه القيام بممارسات تلحق افدح الاضرار في الناس والمجتمع. وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: «يوقف ضباط الاستخبارات الاسرائيليون مئات المواطنين يوميا اثناء مرورهم على المعابر، خصوصا بين الاراضي الفلسطينية والاردن والضغط عليهم لتجنيدهم». واضاف: «كانت اسرائيل توقف بعض الناس مثل الشبان صغار السن، اما اليوم فهي توقف الجميع بمن فيهم كبار المسؤولين وكبار الضباط واعضاء البرلمان، وتعرض عليهم إما مباشرة او غير مباشرة العمل في شاباك». وعن الاسلوب غير المباشر قال هذا الضابط: «يطلب ضابط الاستخبارات من الشخص المهم مثل رجال الاقتصاد والنواب والسياسيين وغيرهم تبادل ارقام الهواتف واللقاء في القدس وتبادل الآراء وطبعا المعلومات عن المجتمع الفلسطيني، ويوهمهم انه يعمل لصالح مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية الى ان يجدوا انفسهم مكلفين مهمات خاصة لجهاز الاستخبارات». واشار الى ان اسرائيل تعرض على كل من يتقدم بطلب للحصول على تصريح عمل في اسرائيل العمل لصالح الاستخبارات، وغالباً ما تهدده بحرمانه من التصريح. واضاف: «البعض ممن لا يجد بديلا سوى الجوع يقبل لكنه يجد نفسه فجأة يقوم بأعمال قد تصل الى حد جرائم يعاقب عليها القانون الفلسطيني بالإعدام». وكان القضاء الفلسطيني اصدر احكاما بالاعدام على عدد من العملاء المتورطين في مراقبة ناشطي الانتفاضة وتقديم معلومات للاسرائيليين عن اماكن وجودهم قادت الى اغتيالهم». ومن الاساليب التي يستخدمها «شاباك» اجراء اتصالات هاتفية مع ناشطين و «مطلوبين» وتقديم عروض لشطب ملفاتهم، تتراوح بين اعتقال الناشط وتصل حتى العمل مع الاستخبارات. وقال ان البعض يقبل بسبب الاحباط من الازمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الحادة في المجتمع الفلسطيني. ويجري التحقيق في رام الله مع مجموعة عملاء اعترفت بالقيام بمهمات لصالح الاستخبارات مثل مراقبة «مطلوبين» وشخصيات من التنظيمات المختلفة واجهزة الامن وتقديم تقارير عن تحركاتهم اليومية، وتجنيد عملاء آخرين عبر وسائل مختلفة مثل الايقاع بهم في شبكات لتعاطي المخدرات او الدعارة. وقال ان بعضهم صور فتيات في اوضاع جنسية واستخدم الصور للضغط عليهن للعمل لصالح الاستخبارات. واضاف ان افراد الشبكة المعتقلين اعترفوا بالوقوف وراء اعتقال عدد من «المطلوبين» عبر مراقبتهم آخرهم المطلوب ناجي عرار الذي اعتقل في رام الله قبل نحو اسبوعين.