تواجه جنوب السوان أكبر تحدٍ في تاريخها منذ الانفصال عن الشمال . حيث اندلعت المعارك بين القوات الحكومية التابعة لرئيس جنوب السودان سلفا كير مع القوات الموالية لنائبه السابق رياك ماشار، وتواصلت جهود المجتمع الدولي لإحتواء هذه المواجهات العنيفة التي تهدد بحرب أهلية. كانت الشرارة الأولى لأعمال العنف ذات أهداف سياسية، وتمثلت في طموحات نائب الرئيس السابق رياك مشار، وإصرار الرئيس سلفا كير على إحكام السيطرة على مقاليد الحكم. وتصاعدت التوترات السياسية في البلاد منذ أن أقال سلفا كير، رئيس جنوب السودان، نائبه في يوليو الماضي. اندلعت الاشتباكات فى جوبا بين قبيلتى الدنكا والنوير وامتدت في انحاء الدولة الفقيرة التي انفصلت عن السودان عام 2011 بدعم من الولاياتالمتحدة. الرئيس سليفا كير ميارديت ( المنتمى الى قبيلة الدنكا) يوجه الاتهام لنائبه السابق رياك مشار (المنتمي إلى قبيلة النوير) ، بالقيام بمحاولة انقلاب.فيما ينفى مشار هذا، متهما كير بتنفيذ حملة تطهير شرسة لمنافسيه.على خلفية تنافس سياسي قديم بين الرجلين . التداعيات السلبية .. وفرضت الأوضاع المتدهورة فى جنوب السودان التي نتجت عن محاولة الانقلاب حزمة من التداعيات السلبية التي ألقت بظلالها علي حالة الاستقرار فى الدولة الوليدة ، يتمثل أبرزها فيما يلي: - تصاعد حدة التدهور الأمني، إذ خلفت الاشتباكات أعدادًا كبيرة من القتلى والجرحى وصلت إلى ما يقرب 1300 شخصًا من بينهم 500 قتيلا و800 جريح، وفقًا لتصريحات ميشال ليث وزير الإعلام، كما أدت إلي نزوح ما يقرب من 16 ألف شخص من جوبا إلي مقرات الأممالمتحدة، بالإضافة إلى مقتل 3 جنود تابعين للأمم المتحدة على إثر الهجوم على قاعدة للمنظمة الدولية فى ولاية جونقلى . - شن حملة اعتقالات وملاحقات واسعة، حيث قامت السلطات، ، باعتقال 10 أشخاص اتهمتهم بالضلوع في المحاولة الانقلابية، بالإضافة إلي عدد آخر من قيادات الولايات . - تزايد احتمالات اندلاع حرب أهلية، لا سيما أن الرئيس الحالي سلفا كير ينحدر من قبيلة "الدينكا" والتي تمثل أكبر القبائل التي تقطن جنوب السودان، ويسعى كير للاستقواء بها لإحكام سيطرته على الدولة، بينما ينتمي خصمه مشار إلى قبيلة "النوير" التي تتسم علاقاتها بقبيلة "الدينكا" بقدر كبير من الاحتقان والتوتر المستمر. وفي ظل هذا الوضع، ربما تلعب محاولة الانقلاب دورًا سلبيًا فى تأجيج الصراع القبلي والعرقي بين القبيلتين، بشكل يمكن أن يمهد الطريق نحو نشوب حرب أهلية فى جنوب السودان.