أجاز الكونجرس الفنزويلي الجمعة اقتراحا من الرئيس هوجو شافيز بإلغاء القيود على مدة الرئاسة في حزمة من التغييرات الدستورية التي من المرجح ان يوافق عليها الفنزويليون في استفتاء يجري الشهر المقبل. وهتف النواب المؤيدون لشافيز والذين يهيمنون على الكونجرس "نعم نعم"، ورددوا الشعار السياسي للرئيسي وهو "ارض الآباء الاشتراكية أو الموت" في موافقتهم على الاجراءات. وتظهر استطلاعات الرأي اعتراض فنزويليين كثيرين على مركزية سلطة الرئيس، ولكنهم يؤيدون بعض الحوافز التي وضعها الرئيس في هذه الحزمة مثل خفض يوم العمل الى ست ساعات، واعطاء مزايا تأمينية اجتماعية لسائقي سيارات الاجرة غير المسجلين. ونددت المعارضة، والكنيسة الكاثوليكية، وطلاب الجامعات، وجماعات حقوق الانسان بالتغييرات المقترحة في الدستور بوصفها هيمنة استبدادية على السلطة من قبل شخص تعهد بحكم البلاد لعشرات السنين، وتحول المحتجون على هذا القرار الى العنف. وتشعر بورصة "وول ستريت" بقلق من ان تؤدي هذه الحزمة الى هروب الاستثمارات بشكل اكبر، ولاسيما بعد ان اصدر الرئيس المناهض للولايات المتحدة مرسوما بمجموعة كبيرة من عمليات التأميم في وقت سابق من العام الجاري، متعهدا بجعل فنزويلا دولة اشتراكية. وستجرد هذه الحزمة البنك المركزي من استقلاله، وستعطي شافيز السيطرة على الاحتياطيات الدولية، وتفوض السلطات سلطة اعتقال الناس دون توجيه اتهام، وتمهيد الطريق امام فرض رقابة على وسائل الاعلام خلال ما يسمى بحالات الطواريء السياسية. وقال انصار شافيز في الكونجرس في كلمة تلو الاخرى ان هذه الحزمة تعالج احتياجات الفقراء الذين اهملتهم الحكومات التي سبقت شافيز لعشرات السنين، ولكن الاقتراح اثار شقاقا نادرا في الصفوف الرسمية. وقال النائب اسماعيل جارسيا الذي اختلف حزبه مع شافيز بسبب هذه الخطة التي يقول انها خطوة الى الوراء نحو العهد السوفيتي ان اليوم صفحة سوداء في تاريخ هذا البلد ونظامه الديمقراطي. وبدون تغيير القانون سيترك شافيز السلطة في عام 2013 . واعيد انتخاب شافيز الذي يحكم البلاد منذ عام 1999 في ديسمبر/كانون الاول الماضي، ويقول انه يحتاج مزيدا من الوقت لإقامة دولة اشتراكية يمكن ان تساعد في مواجهة "الامبريالية" الامريكية.