جدد الفنزويليون ثقتهم في الرئيس الإشتراكي هوجو شافيز بتأييدهم التعديل الدستوري الذي عرضه في استفتاء سيسمح له بالترشح لولاية رئاسية جديدة في 2012 ، بعد حملة تركزت على حصيلة أدائه خلال عشر سنوات في السلطة. وأعلن المجلس الانتخابي الوطني مساء الأحد في فنزويلا أن التعديل المقترح - الذي يسمح للرئيس وكل المسئولين المنتخبين بعدد غير محدد من الولايات - لقى تأييد 54.63% من الناخبين. وقالت نتيبيساي لوسينا رئيسة المجلس بعد فرز 94.2% من الأصوات إن 54.63% من الناخبين قالوا "نعم" للتعديل الدستوري ، مقابل 45.63% عبروا عن رفضهم لهذا التعديل. وقال الرئيس شافيز فور إعلان هذه النتائج "إنه انتصار واضح للشعب والثورة". وأضاف الرئيس الفنزويلي الذي كان يتحدث أمام مؤيديه الذين تجمعوا أمام القصر الرئاسي : "الحقيقة انتصرت على الكذب , وكرامة الوطن انتصرت على الذين ينكرونها". وتعهد شافيز بتكريس نفسه نهائيا لخدمة شعبه حيث قال : "أقسم أنني اعتبارا من هذه اللحظة سأكرس نفسي بالكامل لخدمة شعبي وبشكل نهائي" ، مؤكدا أنه سينفذ هذا الوعد في كل ما تبقى من حياته. وبعد ذلك تلا شافيز رسالة من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي كان أول المهنئين , وقال كاسترو في الرسالة : "أهنئك وأهنىء شعبك على نصر كبير لا يمكن قياس حجمه". وكان المجلس الوطني الانتخابي ذكر أن 6.3 ملايين ناخب عبروا عن تأييدهم للتعديل الدستوري مقابل خمسة ملايين رفضوه بينما بلغت نسبة الممتنعين عن التصويت 32.9% من الناخبين المسجلين. واعترف قادة المعارضة الفنزويلية يوم الإثنين بهزيمتهم في الاستفتاء ، لكنهم رأوا ان المعركة لم تكن متكافئة. وقال ليوبولدو لوبيز أحد أهم قادة المعارضة من حركة "الزمن الجديد" أن : "هذه الحملة كانت حملة جالوت على داود وجالوت انتصر" ، في إشارة إلى قصة معركة المحارب المعروف جالوت ضد ملك إسرائيل المقبل الشاب داود التي وردت في التوراة والقرآن. وأضاف : "نعد فنزويلا والعالم بأننا سنواصل المعركة حتى النصر". من جهته ، رأى عمر بربوزا زعيم حزب "الزمن الجديد" أن الحكومة الفنزويلية استخدمت كل وسائل الدولة بدون أي رادع لفوز مؤيدي التعديل في الاستفتاء. لكنه عبر عن إرتياحه لأن أكثر من خمسة ملايين ناخب عبروا عن رفضهم لهذا التعديل الدستوري. وتابع أن : "مشروعنا مختلف جدا عن المشروع الاستبدادي للرئيس شافيز , لكن بما أننا ديمقراطيون فإننا نعترف بنتائج الإقتراع" ، واعدا في الوقت نفسه بمواصلة النضال في ميدان الأفكار. وفور إعلان النتيجة أضاءت عشرات من الأسهم النارية سماء كراكاس بينما سمعت أصوات المفرقعات في المدينة مع ظهور شافيز على شرفة قصر "ميرافلوريس" ليردد النشيد الوطني. ولم يكن الدستور يسمح بأكثر من ولايتين متتاليتين ، مما كان سيجبر شافيز على مغادرة السلطة بعد انتهاء ولايته الثانية في بداية 2013 بدون أن يتمكن من الترشح مجددا. وكان الفنزويليون قد رفضوا في الثاني من ديسمبر 2007 اقتراحا بإصلاح واسع مستوحى من المبادىء الإشتراكية ، كان سيسمح بإعادة انتخاب الرئيس لأكثر من ولايتين مدة كل منها ست سنوات. ويؤكد الرئيس الفنزويلي الذي انُتخب في 1998 , وأعيد انتخابه في 2006 باستمرار أنه يحتاج إلى الوقت لتعميق "ثورته البوليفارية" ويرغب في البقاء في السلطة حتى 2019. وتركزت الحملة على حصيلة عمله إذ أكد مناصروه على الإنجازات الاجتماعية التي حققها خلال عشر سنوات في قطاعات الصحة والتعليم والسكن ، بينما أدانت المعارضة غياب الأمن والتضخم. وتعهد شافيز مساء الاحد بالتركيز على هاتين المسألتين , وأيضا على غياب الأمن الذي يشكل موضوع الاهتمام الأول لدى مواطنيه.