فى محاولة لتكثيف الدور الامريكي في عملية السلام في الشرق الاوسط ،تقوم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس بثالث جولة لها هذا العام من خلال مهمة مكوكية بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل نهاية هذا الإسبوع . وتعتزم رايس إجراء محادثات منفصلة مع ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلا أنها لم تقرر بعد مقابلة وزراء فلسطينيين خاصة المنتين الى حركة حماس.كما تنوى رايس الإجتماع بكبارالمسؤولين في مصر،مع إبراز توقعات بأن تزور رايس أيضا الاردن، ثم تجري بعد ذلك المزيد من المحادثات مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين في مسعى للتقريب بين الجانبين المتباعدين جدا الان حتى يتمكنا من بحث السلام. وتأتى زيارة رايس بالتزامن مع تصريحات امريكية وإسرائيلية تعتبر أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي صدق عليها البرلمان الفلسطيني يوم السبت الماضى، لم تف بالشروط الثلاثة التي وضعها الغرب لانهاء الحظر الذي يفرضه على المساعدات المقدمة للفلسطينيين وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف والاعتراف باتفاقات السلام السابقة. ويرى الأمريكيون وأيضا الإسرائيليون أنه وبعد ان شكلت حركة المقاومة الاسلامية حماس حكومة وحدة وطنية زادت صعوبة جهود السلام الامريكية لدرجة إعلان اولمرت انه سيقلص اتصالاته بعباس الذي يتزعم حركة فتح ويقصرها على الامور التي تؤثر على نوعية حياة الشعب لفلسطيني،واستبعاده إجراء محادثات أوسع نطاقا مع عباس الان حول قيام دولة فلسطينية. ويشير المسؤولون الامريكييون إلى أن ما تريد ان تفعله رايس هو ان تجعل الجانبين يجريان محادثات مباشرة معا كلما أمكن ذلك. وفي حالة تعذر ذلك تريد ان تتمكن من التحدث مع كل منهما وحينها تقوم بعملية مكوكية ذهابا وايابا.ومع تصريح المسؤولين الاسرائيليين بأنهم يريدون قصر معاملاتهم مع عباس على قضايا الامن اليومي والاحتياجات الانسانية للفلسطينيين، فستتركز مهمتها على جعل الجانبين قادرين على بحث الصورة الكاملة للقضايا العالقة بينهما. إنقسام الدول الغربية تجاه الحكومة الفلسطينية وكانت رايس قد أجرت امس الأول الاثنين إتصالات هاتفية مع نظرائها فى اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط والتى تضم بجانب الولاياتالمتحدة الإتحاد الاوربى وروسياوالأممالمتحدة من أجل تقييم الموقف المفروض إتخاذه من حكومة الوحدة الوطنية ،والتى تسببت فى إنقسام بين الدول الغربية.ففى الوقت الذى يعتبر الإوربيون حماس منظمة إرهابية ،أعرب الإتحاد الأوربى عن رغبته فى إستئناف مساعداته المعلقة للحكومة الفلسطينية منذ عام دون التعامل المباشر مع حماس ،فى حين أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن الحظر الدولي على تقديم المساعدات للحكومة الفلسطينية سيظل مفروضا طالما لم تلب الحكومة الفلسطينية مطالب اللجنة الرباعية الدولية، التي تتمثل في الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف و الالتزام بالاتفاقات السابقة المبرمة بين إسرائيل والفلسطينيين ، ومن جانبه اعتبر أمين عام الأممالمتحدة بان كى مون بان التصريحات الأولية الصادرة عن الحكومة الفلسطينية الجديدة حول "حق الشعب الفلسطينى المشروع فى المقاومة" بأنها مخيبة للآمال،أما روسيا فهى لاترى فى حماس حركة إرهابية ، ولذلك إمتنعت عن الإدلاء بأى تصريح منذ تنصيب الحكومة السبت الماضى.وبينما قلل المتحدث باسم الخارجية الامريكية من الإختلاف بين الدول الكبرى حول الحكومة الفلسطينية الجديدة إلا أنه اكد أن كل دولة ستقرر إتصالاتها الخاصة مع تلك الحكومة مع مراعاة ان تكون هذه القرارات طبقاً لمبادئ السلام الأساسية التى أقرتها اللجنة الرباعية.وتحاول رايس بذل المزيد من المساعى من أجل تحريك عملية السلام، بعد توجيه إنتقادات لإدارة الرئيس الامريكي جورج بوش وإتهامها بالعزوف عن القيام بجهود سلام مكثفة في الشرق الاوسط استكمالا لعمل الحكومات الامريكية السابقة ومازال بعض المحللين يتشككون في عزمها على بذل جهد متواصل حتى الأن. وكانت رايس قد عقدت اجتماعا ثلاثيا بينها واولمرت وعباس في فبراير الماضى، لكن االإجتماع لم يحقق تقدما يذكر في التقريب بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.وفي هذا الإطار، يشكك كثير من المحللين السياسيين في قدرات رايس على تحقيق تقارب فلسطيني إسرائيلى خاصة فى ظل رفض حكومة أولمرت للتعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة.وجدير بالذكر أن زيارات رايس للمنطقة دائمًا ما تحظى بحالة جدل كبيرة حول أهدافها وتوقيتاتها،حتى أن قيادات حركة حماس قد اعتبرت أن جولات رايس تهدف لتقويض اتفاق مكة، خاصة بعد حالة الوفاق الفلسطيني - الفلسطيني التي ترتبت عليه.