فى ختام جولتها المكوكية فى الشرق الاوسط والتى تتزامن مع تحركات عربية استعدادا لقمة الرياض دعت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس اليوم الثلاثاء الدول العربية الى الانفتاح حيال اسرائيل . واعلنت رايس ان الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود اولمرت وافقا على الالتقاء مرة كل اسبوعين تحت رعاية امريكية لتسريع عملية السلام بين الجانبين . وأكدت رايس ان واشنطن ستساند كلا الطرفين للتغلب على العقبات وتطوير افكار جديدة وحشد الدعم الدولى لجهودهما , موضحة ان العمل نحو مسيرة السلام يزداد تعقيدا وخاصة بعد تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية الحالية ورغبة حماس فى عدم الالتزام بمبادىء الرباعية الدولية والتى تنص على نبذ العنف والاعتراف بحق اسرائيل فى الوجود والالتزام بالاتفاقات المبرمة بين الجانبين على حد قولها . وأكدت رايس ان قبول الحكومة الفلسطينية الجديدة بهذه المبادىء سيساهم كثيرا فى تحقيق رغبة الشعب الفلسطينى باقامة دولة خاصة بهم و مشيرة الى ضرورة ان تبدأ هذه الخطوات بالتخلى عما وصفته بالارهاب وتأمين اطلاق سراح الجندى الاسرائيلى الاسير جلعاد شاليط. المفاوضات الرسمية وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اشارت إلى أن الوقت لم يحن لإجراء مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين ولإسرائيليين، وقالت ان المحادثات مفيدة لإزالة الهواجس ومناقشة الأدوات التي يحتاجها الطرفان من المجتمع الدولي،وكان مسؤولون في الوفد المرافق لرايس قد أكدوا في وقت سابق أن إسرائيل وافقت على استئناف المفاوضات وجها لوجه مع عباس .الا انه لم يتم التطرق إلى تاريخ اللقاء المرتقب بين أولمرت وعباس، في حين رجح أحدهم أن يكون خلال أبريل المقبل. وكانت رايس قد كثفت جهودها الدبلوماسية حيث عقدت اجتماعا مطولا مع أولمرت في القدس استمر عدة ساعات وجاء الاجتماع بعد عودة الوزيرة الأميركية من الأردن حيث التقت محمود عباس والملك الأردني عبد الله الثاني فى لقائين منفصلين . جولة الوزيرة الامريكية فى المنطقة تتزامن أيضا مع تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية التي قالت واشنطن إنها لن تجري محادثات إلا مع الأعضاء المستقلين فيها بسبب عدم تلبية تلك الحكومة مطالب الرباعية المتمثلة بالاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات الموقعة معها، وبنبذ العنف فيما التقى القنصل الأميركي العام بالقدس جاكوب ويلز للمرة الأولى مع وزير المالية سلام فياض وهو أحد الوزراء المستقلين الذي عمل بالسابق في البنك الدولي وحظي بثقة الدول المانحة عند توليه سابقا وزارة المالية. لقاءات أوروبية ورغم أنها لم تعترف بالحكومة الفلسطينية وأرجأت اتخاذ موقف نهائي منها إلى حين معرفة القرارات التي ستتخذها، فإن دول الاتحاد الأوروبي اتخذت مواقف أقل تشددا من الحكومة الفلسطينية . وفي أول لقاء أوروبي بالحكومة الفلسطينية، التقى ممثل الاتحاد الخاص بالشرق الأوسط مارك أوتي وزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عمرو في مدينة رام الله ، يأتي اللقاء في وقت أعلن فيه عدة وزراء خارجية من دول أعضاء بالاتحاد، وهي فرنسا والنمسا وبلجيكا، استعدادهم للقاء نظيرهم الفلسطيني الجديد الذي لا ينتمي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وفي روما قال وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما إن حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة تمثل خطوة للأمام، وإن لم تكن قد لبت تماما متطلبات الرباعية، وأضاف داليما أن البديل لهذه الحكومة هو حرب أهلية بين الفلسطينيين ستكون إسرائيل المتضرر الأول منها. وأفادت الأممالمتحدة بأنها ستجري اتصالات دبلوماسية مع وزراء لا ينتمون إلى حماس بعد أن كانت تقصر مثل هذه المحادثات من قبل على الموضوعات الإنسانية، وفي تطور آخر ألغت إسرائيل اجتماعا مع ريموند يوهانسن نائب وزير الخارجية النرويجي لأنه أجرى محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، هو الأول بعد فوز حماس بالانتخابات البرلمانية العام الماضي، وزار يوهانسن هنية في غزة، ليكون بذلك أول مسؤول غربي يتصل بشكل مباشر مع مسؤول بالحكومة الجديدة منذ تشكيلها. تعقيب كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات كبير المفاوضيين الفلسطينين صائب عريقات قال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد لرايس أن الحديث بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في القضايا الأنسانية والأمنية فقط فيما يرى الجانب الاخر ان ذلك غير كافٍ، ولا بد من استمرار المسار السياسي بفتح أفق من أجل تنفيذ رؤية الرئيس الاميركي بوش لإقامة دولتين ولتنفيذ مبادرة السلام العربية وخطط خارطة الطريق. وأضاف عريقات في تصريحات صحفية عقب المباحثات أن رايس تتفق مع هذا الطرح بأنه لا يمكن أن تحصر اللقاءات الاسرائيلية الفلسطينية بالمجالين الامني والانساني فقط، وأشار عريقات إلى أن عباس بحث مع رايس قضية استمرار الحصار والإغلاق والاستيطان والجدار واستمرار إسرائيل بحجز القيود البنكية. وفيما يتعلق بعملية السلام، قال عريقات إن الرئيس الفلسطيني أكد التزامنا التام بمبادرة السلام العربية، فيما اكدت الوزيرة الأميركية من جهتها انها لا تطلب تغيير مبادرة السلام العربية، وأنما تأمل أن يكون هناك آليات لتفعيل هذه المبادرة. وكانت رايس قد أنهت محادثات يوم السبت الماضى فى أسوان مركزة فيها حول الصراع الفلسطينى الاسرائيلى مع وزراء خارجية الرباعية العربية ثم التقت الأحد مع الرئيس حسنى مبارك قبل أن تتوجه إلى تل أبيب ثم توجهت بعدها إلى العاصمة الاردنية عمان يوم الاثنين حيث عقدت مزيدا من المحادثات مع العاهل الاردنى الملك عبد الله والرئيس الفلسطينى محمود عباس .