قد يساعد حقن الجسم بهرمون التستوستيرون في تخفيف أعراض مرض السكر في الذكور، وذلك عن طريق تحسين مستوى السكر في الدم لديهم. ففي تجربة اكلينيكية أعطي بعض الرجال ممن يعانون من مرض السكر (النوع الثاني) حقنة كل أسبوعين من ذلك الهرمون الذكري، الذي يعتقد ان له تأثيرا مباشرا في الطريقة التي يقوم فيها الجسم بتحليل الغولوكوز أو سكر الدم. ويعتبر الغولوكوز احد مواد وقود الجسم الرئيسية، وفي العادة، فإننا بعد تناول الطعام يدخل السكر الى مجرى الدم العام، ويستجيب البنكرياس عن طريق افراز الانسولين، الهرمون الذي يتيح للسكر الدخول الى الانسجة. ومن يعانون من مرض السكر يفرزون القليل من الانسولين أو ان اجسامهم تقاوم مفعوله، مما يقود الى ارتفاع مستوى السكر. ومن أعراض هذه الحالة الشعور بالعطش، وكثرة التبول، والشعور بالفتور، وفقدان الوزن، وحدوث التهابات جلدية. وارتفاع السكر اذا لم تتم معالجته فقد يؤدي الى حدوث تعقيدات وأعراض مثل كف البصر، واصابة الجهاز العصبي باضرار، الاصابة بامراض القلب، والفشل الكلوي. ويعتبر مرض السكر من النوع الثاني الأكثر شيوعا، وهو يظهر لدى الإنسان بعد سن الأربعين. وقد اظهرت البحوث ان الذكور ممن لديهم معدل أقل من العادي من مستوى التستوستيرون معرضون أكثر للاصابة بذلك المرض، على الرغم من ان طبيعة تلك العلاقة مازالت قيد البحث. ويقول الدكتور روجر ستاورث الباحث في مجال السكري في مستشفى باترلي وجامعة شيفيلد 'ان انخفاض مستوى التستوستيرون أمر شائع في أوساط الذكور ممن يعانون من مرض السكر، وهنالك أدلة متزايدة تشير الى ان انخفاض مستوى التستوستيرون قد يكون احد عوامل خطر الاصابة بالسكري'. كما ان البدانة تعد احد عوامل خطر الاصابة بهذا المرض، ويعتقد ان التستوستيرون يقوم بدور انزيم لتقليل الدهون مما يقود بدوره الى تخفيض مقاومة الانسولين. ويقول الدكتور ستاورث 'لقد اظهرنا ان التستوستيرون يحسن مستوى السكر في الدم ويقلل من محيط الخصر، ونحن نتابع هذا الأمر الآن بهذه التجربة وغيرها لمعرفة الفوائد الكاملة للتستوستيرون'. والرجال المشاركون في هذه التجربة ستتم معالجتهم بحقنة تستوستيرون مرة كل أسبوعين ولمدة ستة أشهر، وسيجري قياس ضغط الدم، والكوليسترول، ومحيط الخصر ونسبة الدهون في الجسم من بين أمور أخرى.كما سيراقب الاطباء صلابة الشرايين لمعرفة اذا ما كانت هنالك تغييرات اثناء فترة العلاج. ويرتبط مرض السكر من النوع الثاني بتغييرات تحدث في صلابة الشرايين، الذي يعرف بان لديه ارتباطا بخطر الاصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وغير ذلك من أمراض القلب والدورة الدموية، مثل تصلب وضيق الشرايين التي تزود الساقين بالدم. والتستوستيرون مازال يستخدم بصفة عامة في معالجة مشكلات عدم الانتصاب، لكنه بات يستخدم بصورة متزايدة لمعالجة عدد من المشكلات الصحية المختلفة ومن بينها مرض الزهايمر والخناق الصدري. وذكر الباحثون ان واحدا من بين كل أربعة ذكور ممن يعانون من أمراض القلب لديهم مستوى متدن من هذا الهرمون. ديلي ميل