شيع المئات من أبناء قرية منشأة الحج بمركز إهناسيا - عصر السبت - جنازة الشاب علي سيد عبد العظيم (30 عاما)؛ الذي توفي متأثرا بإصابات بالغة نتيجة محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم - الخميس 5 سبتمبر 2013 - ووسط نحيب وبكاء قريباته وأهالي القرية؛ تم تشييع الجثمان لمثواه الأخير في مقابر أسرته بالقرية. ومن بين دموعه التي تساقطت من عينيه الواهنتين من شدة الموقف؛ قال والده الحاج سيد عبد العظيم عبد الوهاب باكيا "حسبي الله ونعم الوكيل.. عوضي عليك يارب.. منهم لله الظلمة.. خدو لحمي ودمي" تحدث الحاج "، ناعيا نجله الذي كان يعمل كهربائي منازل بعزبة الهجانة بالقاهرة، وتقيم زوجته وابنه "آدم" البالغ من العمر عاما ونصف العام بالقرية. وأضاف الحاج سيد أن ابنه ليس له أي انتماء سياسي أو حزبي، وأن لقمة عيشه هي شغله الشاغل؛ حيث يذهب لعمله صباحا ويعود في المساء لمسكنه، مشيرا إلى أن ابنه الراحل كان يتردد على قريته مرتين شهريا للاطمئنان على أهله وزوجته ونجله. وطلب الحاج سيد من القائمين على أمر البلاد حاليا العمل على الحفاظ على حق فلذة كبده وعدم التفريط في حق نجله وزوجته، وقال "لا أطلب مالا من أحد لأنهم مهما أعطوني من مال فلن يعوضوني عن ابني فلذة كبدي، ولكني أطالب ولاة أمورنا ألا يتركوا دماء أبناءنا تضيع هدرا حتى لا تتحول بلادنا إلى غابة كبيرة". من جانبه؛ قال شقيقه رجب سيد عبد العظيم (22 عاما) "استيقظت صباح يوم الحادث على تليفون شقيقي الأكبر (هشام) الذي يقيم بالقاهرة يصرخ فزعا ويقول: أصيب شقيقك في حادث ..... أخوك ملهوش ذنب ..... إحنا طالعين على أكل عيشنا" فظننت أنه قد أصيب إثر مشاجرة، وأسرعت بالاتصال بشقيقي الثالث "أحمد" الذي يعمل مكوجيا بمحل يقع إلى جوار مدرسة العبور بالحي الثامن وأخبرته أن شقيقنا قد أصيب في مشاجرة؛ فاتصل بأخي "هشام" الذي أخبره بأن شقيقه قد أصيب إصابات خطيرة إثر الانفجار الذي استهدف وزير الداخلية وأنه بصحبته في مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر؛ فاستقللت دراجة بخارية للسفر إليهما، ومنعنا الأمن من المرور بالشارع الذي وقع فيه الانفجار، وأخبرنا الأهالي أنه هناك حادثا أرهابيا وقع منذ ساعات وراح ضحيته الكثير من الأبرياء. وتابع "عندما وصلنا إلى قسم الاستقبال بمستشفى مدينة نصر؛ أخبرنا هشام بأن علي قد أصيب في حادث محاولة اغتيال وزير الداخلية، خلال مروره من أمام مسكن الوزير متجها لمحل المكوجي ليأخذ عدة الشغل ليستكمل عمله في إحدى الشقق القريبة من موقع الحادث، وأنه الآن داخل غرفة العناية المركزة في محاولة لإنقاذ حياته". وأضاف رجب أن "إدارة المستشفى منعتنا من رؤية أخي إلا بعد مرور 6 ساعات، وعندما دخلنا عليه غرفة العناية وجدناه في حالة غيبوبة تامة، وفي السابعة مساء، أصر مسؤلو الأمن بالمستشفى على خروجنا لانتهاء مواعيد الزيارة، وعدنا صباح اليوم التالي أنا ووالدي الذي حضر وأشقائي وأهل قريتنا للاطمئنان عليه لنجده قد فارق الحياة وفشل الأطباء وفشل أطباء المستشفى في إنقاذه، بعد محاولات مضنية لإنقاذه، إلا أن روحه الطاهرة كانت قد فاضت إلى بارئها". من جهته؛ أكد الحاج علي نبيل عمدة قرية منشأة الحج أن "علي" ووالده وأشقاءه الأربعة يتمتعون بسمعة وسيرة طيبة في القرية، وليس لهم أي إنتماء سياسي أوحزبي، وهم أسرة بسيطة جدا لا يشغلها في الحياة سوى تربية الأبناء والبحث عن لقمة العيش الكريمة. ومن جانبه؛ قال محمد عبدالله - من أبناء القرية المكلومة - "إننا ننعي أخلاق هذا الشاب الذي سافر إلى القاهرة بعد أن ضاقت به سبل الحياة الكريمة في بلدته، وبعد أن تزوج ورزقه الله نجله، قرر الذهاب إلى هناك ليستأجر شقة في عزبة الهجانة ليمارس عمله في كهرباء المنازل، حيث استطاع خلال فترة وجيزة أن يكتسب سمعة طيبة بسبب إتقانه العمل وتقواه لربه، ما دفع المئات من المواطنين من أبناء مدينة نصر إلى التعامل معه، ومنهم مشاهير المجتمع، الذين كانوا يحتفظون برقم هاتفه ويتصلون به لإصلاح الأعطال الكهربائية وعمل التوصيلات في شققهم، ما أكسبه محبة الكثيرين الذين فوجئنا بهم يتصلون بنا ويستفسرون عن صحته بعد علمهم نبأ إصابته إثر الحادث الأليم". كما أشار محمود عبد التواب - صديق الشهيد - إلى أنه في صدمة منذ سماعه الخبر الذي وقع عليه وعلى أصدقائه كالصاعقة؛ حيث كان "علي" يسير في الشارع متوجها إلى محل المكوجي الذي يعمل به شقيقه؛ ليحصل على عدة العمل وليبدأ يوما جديدا يحصل فيه رزقه ورزق زوجته ونجله، وليعود إلى قريته. وأشار عدد من جيرانه إلى أن الفقيد كان طيب القلب، عطوفا على المحتاجين من أبناء القرية رغم ضآلة دخله الذي كان يتحصل عليه من عمله بالقاهرة، مؤكدين أنه كان يشارك في مناسبات أهل القرية، مطالبين المسؤولين بالدولة سرعة التحقيق في الحادث، وتقديم الجناة للمحاكمة لأن هذا فحسب هو ما سيدفع بهم للهدوء، وحتى لا يضيع دمه هدرا، وحتى يشعر أهله أن الدولة لم تتخل عنهم أو تقف إلى جوارهم في مصابهم الأليم، من خلال سرعة صرف التعويض لأسرة المكلومة بفقد واحد من أفضل شباب القرية علما وخلقا ودينا. وكان الفقيد علي سيد عبدالعظيم كهربائيا يبلغ من العمر 30 عاما قد أصيب أثناء مروره بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، خلال الاعتداء الإرهابي الذي استهدف موكب وزير الداخلية صباح الخميس الماضي، وتم نقله إلى مستشفى التأمين الصحي، وفشلت محاولات أطباء المستشفى لإنقاذه ليلقى مصرعه صباح أمس الجمعة متأثرا بجراحه؛ حيث بدأت الأسرة في اتخاذ إجراءات استخراج تصريح النائب العام بدفن الجثمان، ليصلى عليه بأحد المساجد بالقاهرة بالقرب من مشرحة زينهم، وليدفن في مقابر أسرته بالقرية وسط دموع ونحيب أبناء القرية الذين نعوا فيه الأخلاق الكريمة وحسن العشرة.