أعلنت روسيا أنه لا حل عسكرى للملف النووي الإيراني وجاء ذلك على لسان وكيل وزارة الخارجية الروسية قبيل اجتماع وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنر مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو حيث كان البرنامج النووي الايراني في مقدمة اجندة النقاش بينهما. وهو ما يشير إلى إمكانية استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن على اي عقوبات جديدة على طهران، ويعتبر دعمها لاي قرار من هذا النوع حاسما لارغام ايران على التخلي عن عمليات تخصيب اليورانيوم. وكان الوزير الفرنسي قد قال إن على العالم ان يستعد لاحتمالات الحرب على ايران لوقف طموحات ايران النووية. اما رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي فقد حذر من ان القوة يمكن ان تستخدم فقط كحل اخير لحل الخلاف حول برنامج ايران النووي. ودعا البرادعي منتقدي ايران إلى التعلم من دروس العراق. وقد شدد البرادعي، خلال كلمة له امام اجتماع الدول الاعضاء في الوكالة الذي انعقد في العاصمة النمساوية فيينا، على ان اي هجوم على طهران لا بد ان يحظى بتفويض من مجلس الامن الدولي. واضاف البرادعي: "هناك قوانين حول كيفية استخدام القوة، وانا آمل ان يكون الجميع قد اتعض من من الحالة العراقية، حيث راح 700 ألف مدني برئ ضحية الشك والظن بان في بلادهم اسلحة نووية". ويبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماعه مع كوشنر فرض مزيد من المقاطعة على طهران من مجلس الامن الدولي عقابا لها على استمرارها في عمليات تخصيب اليورانيوم، حسب تصريحات مسؤولين فرنسيين. كما يبحث كوشنر ولافروف ملف الشرق الاوسط، ووضع كوسوفو، والعلاقات الروسية مع الاتحاد الاوروبي، إلى جانب تحسين العلاقات الثنائية بين موسكو وباريس. وكان نائب وزير الخارجية الروسي الكساندر لوسيوكوف قد قال، في مقابلة اجرتها معه مجلة فريميا نوفوستي، إن اي تدخل عسكري في ايران سيكون خطأ سياسيا له "عواقب كارثية". واضاف: "نحن مقتنعون انه لا يوجد حل عسكري للمشكلة الايرانية.. كما هو الحال بالنسبة للمشكلة في العراق التي لا يمكن ان تحل حلا عسكريا". وكانت ايران قد لوحت بوقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال فرض المزيد من العقوبات عليها. هذا وتواصل ايران نفيها السعي إلى الحصول على اليورانيوم المخصب، وتقول إنها تريد انتاج الطاقة النووية للاغراض المدينة ولتوليد الكهرباء. وكان كوشنر قد صرح على نحو اعتبره مراقبون بالمفاجئ، بالقول: "علينا أن نستعد للأسوأ، والأسوأ هو الحرب." لكنه قال ايضا انه ينبغي الاستمرار على مسار المفاوضات "إلى نهايته"، لكن حصول الإيرانيين على سلاح نووي سيكون "خطرا حقيقيا على العالم بأسره." وتشتبه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في نوايا إيران الساعية إلى كسب مزيد من الوقت، وتأخير صدور عقوبات دولية جديدة بينما تعزز قدراتها النووية. وسبق للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان اكد ان بلاده لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم، متسائلا عما يدفعها لذلك بينما الولاياتالمتحدة وبريطانيا تقوم بنفس الانشطة. وأكد احمدي نجاد كذلك ان بلاده لا نية لديها في صنع قنبلة نووية، لأن ذلك لن يكون في مصلحتها سياسيا. وكان كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني قد قال إن ايران لن توقف تخصيب اليورانيوم رغم مطالب الاتحاد الاوروبي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون بوقف الأنشطة النووية الحساسة.