تتجدد غدا بارقة الأمل فى تحقيق المصالحة العراقية حيث تستضيف العاصمة العراقية فعاليات المؤتمر الموسع حول العراق بمشاركة دول الجوار ومصر والدول الخمس الكبار بمجلس الأمن الدولي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ويناقش مؤتمر بغداد خمسة محاور رئيسية هي: دعم دول الجوار للعراق في الفترة الراهنة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية بمافيها إعادة الإعمار، وخفض الديون العراقية ،وأوضاع اللاجئين والمقيمين العراقيين في دول العالم،وخطة فرض القانون، ودعم مشروع المصالحة الوطنية. وسيكون المؤتمر بمثابة اجتماع تحضيري لمؤتمر دولي أوسع مزمع عقده الشهر المقبل لتقريب وجهات النظر حول الشأن العراقي والاتفاق علي آلية لمساعدة العراق في تجاوز أزمته الحالية وفي أول مؤتمر صحفي له في بغداد منذ توليه مهمته الشهر الماضي, اعترف الجنرال ديفيد بيتريوس القائد الامريكي في العراق بأنه لا يوجد حل عسكري للعنف في العراق, موضحا ان القوات الأمريكية وقوات الأمن العراقية لا يمكنها حل مشكلة العنف في العراق إلا من خلال الحوار بين الزعماء العراقيين ومصالحة مع الجماعات المتضررة.
وأشار" بيتريوس" إلي تزايد عمليات المقاتلين خلال فترة تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة منبها إلي ان هذا الوضع سيستمر حتي يونيو القادم، وهو الموعد الذي يفترض فيه ان تبلغ الخطة ذروة قوتها إلا أنه أكد أنه لا يري في الوقت الحالي حاجة ماسة إلي طلب عدد أخر من القوات يزيد عما تم الإعلان عنه بالفعل وجاء ذلك علي الرغم من إعلان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أمس عن موافقة البنتاجون علي طلب الجنرال بيتريوس بارسال2200 جندي اضافي من قوات الشرطة العسكرية إلي بغداد. وعلي صعيد الأوضاع الأمنية ، أعلنت وزارة الدفاع العراقية ان قواتها قتلت11 مسلحا واعتقلت16 أخرين بينهم اربعة من قيادات تنظيم القاعدة خلال عمليات أمنية في شرق مدينة الرمادي.
وفي غضون ذلك، أعلنت مصادر في الكونجرس الأمريكي أن القادة الديمقراطيين في مجلس النواب يعدون مشروع قرار يطالب بسحب الوحدات القتالية بالجيش الأمريكي من العراق قبل نهاية عام2008 اوربما قبل ذلك حيث إن المقترح الذى عرضته نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الامريكى يطالب بعودة الجنود الامريكيين المنتشرين فى العراق فى مهلة أقصاها خريف عام 2008 أو فى حلول نهاية هذا العام اذا فشل الرئيس بوش فى اثبات أن حكومة رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى أحرزت أى تقدم سياسى على مسار المصالحة الوطنية.
ويأمل القادة الديمقراطيون في أن يلحقوا المشروع الجديد بقرار لتخصيص مبلغ100 مليار دولار لتمويل الحرب في العراق ،ستناقشه لجنة الاعتمادات في مجلس النواب الاسبوع المقبل. فى حين أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيستخدم حق الفيتو في الكونجرس الأمريكي ضد مشروع القانون المرتقب ,وأ ن بوش لا ينوى الموافقة على أى خطط تحدد جدولا زمنيا للانسحاب من العراق....
وكان بعض المسؤولين قد توقعوا أن يتم تخفيض عدد الجنود الامريكيين في العراق بحلول هذا العام الى (40) الف جندي. (هم الآن فوق 150 الف). وتشعر واشنطن التي تتهم ايران بتأجيج العنف في العراق بقلق خاصة تجاه ما تصفها بالقنابل الخارقة للدروع ايرانية الصنع التي تزرع على الطريق والتي يدعى الجيش الامريكي انها قتلت 170 جنديا أمريكيا في العراق منذ عام 2004 بينما تنفي ايران ذلك
ويكتسب هذا المؤتمر العاشر أهمية خاصة نظرا لأنه يأتي قبل انعقاد القمة العربية بالرياض في 28 من الشهر نفسه حيث سيكون فرصة ملائمة لنقل تطورات الاحداث داخلياً وخارجياً لوزراء خارجية الدول المجاورةورفع توصياته و مقترحاته الى القمة العربية القادمة .