أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام أن العالم العربي والإسلامي ، بل العالم أجمع أصبح يمر بتحديات كبرى من أخطرها بروز تيارات تتبنى فكرا متطرفا يعادي الأمم والشعوب ، مشيرا إلى أن هذا الفكر قد بني على مجموعة من الآراء والفتاوى الشاذة البعيدة عن المنهج الإسلامي السمح الذي أهم خصائصه أنه دين رحمة وهداية للناس أجمعين. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها مفتي الجمهورية حول الإسلام الصحيح وتجربة دار الإفتاء في مكافحة التطرف والإرهاب في الندوة التي نظمتها جامعة (جولالونجكورن) أكبر جامعة في العاصمة التايلاندية بانكوك في إطار زيارته إلى تايلاند. وأوضح علام أن مواجهة هذه التحديات لا تكون بالعمل العشوائي أو الارتجالي ، وإنما بعمل مبني على برامج فكرية وعملية شاملة ومتكاملة ، يأتي بعد أهداف وخطط وأساليب واستراتيجيات ومتطلبات مادية وبشرية ، تشمل مؤسسات المجتمع كافة. وأشار فضيلته إلى أن مصر حملت لواء الاعتدال والتجديد والاستنارة بكعبة العلم المتمثلة في الأزهر الشريف الذي سيظل حصنا حصينا أمام موجات التطرف والعنف ودعوات التفريق والتشرذم بكل صورها. وشدد على ضرورة تضامن واتحاد جميع المسلمين شرقا وغربا صفا واحدا على مشروع الإسلام الوسطي الذي تحمله المؤسسات الدينية العريقة. وأضاف " إننا في دار الإفتاء المصرية وفي الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم نعمل على إيجاد منظومة علمية وتأهيلية للقيادات المسلمة في العالم يكون من شأنها تجديد منظومة الفتاوى التي يستعين بها المسلم على العيش في وطنه وزمانه ، كما ترسخ عنده قيم الوسطية والتعايش" ، وأشار إلى أن الدار أنشأت أول مرصد في العالم يرصد الفتاوى الشاذة على مدار الساعة للتصدي لهذه الأفكار المسمومة وتنبهت لأهمية الفضاء الإلكتروني فأوجدنا منظومة متكاملة لتحصين الشباب من الفكر المتطرف وأصدرت كذلك أول مجلة إلكترونية للرد على مجلة "دابق" الصادرة باللغة الإنجليزية التي يصدرها "داعش" المتطرف.