تعتبر الحكومة البرازيلية بطولة كأس القارات التي ستنطلق منافساتها مساء اليوم في 6 مدن برازيلية بمثابة بروفة مصغرة عن مدى قدرة البرازيل على تأمين سلامة أكبر حدثين رياضيين في العالم من المقرر أن تستضيفهما أراضيها خلال السنوات الثلاث القادمة و هما كأس العالم 2014 و دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية بريو 2016 . و بعيدا عن المعلومات الصحفية التي تحدثت عن تولي القوات الجوية الإسرائيلية تأمين سلامة بطولة كأس القارات فإن الشيء المؤكد أن سلاح الطيران و خاصة الطائرات بدون طيار سيكونا على رأس الترسانة الأمنية التي من المقرر أن تنشرها البرازيل في مونديال 2014 و سيكون كأس القارات بمثابة مؤشر عن مدى نجاح هذه المنظومة الأمنية في القيام بالعمل المنوط بها حتى إنتهاء دورة ريو الأوليمبية في 2016 . فمجرد تأمين دولة قارة مثل البرازيل تبلغ مساحتها 5ر8 مليون كيلو متر مربع ( أكثر من 8 أضعاف مساحة مصر و 32 ضعف مساحة بريطانيا ) يعد بمثابة مسئولية جسيمة تتطلب قدرا كبيرا من الإستعداد و اليقظة و الحيطة و الحذر . فالبرازيل لا تزال تعتبر من الدول التي تعاني من إفتقار الأمن فعدد ضحايا الجريمة في البرازيل يتخطى حاجز ال 40 ألف قتيل في العام و هو رقم قياسي عالمي يتخطى بكثير عدد ضحايا الجرائم في جنوب إفريقيا التي نجحت في تنظيم كأس العالم 2010 للمرة الأولى في القارة السمراء من دون مشاكل أمنية مؤثرة . و يعترف ريكاردو تراد رئيس اللجنة البرازيلية المنظمة لكأس العالم 2014 بجسامة التحديات الأمنية التي تواجهها بلاده سواء فيما يتعلق بالجريمة أو بالإرهاب الدولي لا سيما بعد الحادث الإرهابي الذي ضرب ماراثون بوسطن في الولاياتالمتحدة هذا العام . و قال ريكاردو تراد "لن نسمح بأي تجاوزات في بطولة كأس العالم و سيكون كأس القارات بمثابة بروفة أمنية مصغرة في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية و الخارجية". و بعيدا عن صفقة الطائرات الست بدون طيار التي يقال أن البرازيل إشترتها من إسرائيل لتأمين سلامة كأس العالم و دورة الألعاب الأوليمبية فإن الحكومة البرازيلية قد خصصت مليار يورو لتأمين سلامة البطولتين اللتين تعدان أكبر إستحقاقين رياضيين في العالم . و تؤكد مصادر أمنية برازيلية أن ثلاثة أرباع هذه الميزانية الكبيرة ستخصص للأجهزة و المعدات الأمنية .و في هذا الإطار قامت بالفعل السلطات البرازيلية المختصة قبل إنطلاق كأس القارات بتثبيت نحو 2000 كاميرا مراقبة في أكثر أحياء مدينة ريو من حيث الكثافة السكانية و هما روتشينا و فافيلا ( 150 ألف نسمة في كل حي ) . يشار إلى أن العاصمة برازيليا و مدينة ريو دي جانيرو هما أثنتين من 6 مدن ستستضيف كأس القارات وهي نصف عدد المدن البرازيلية التي ستستضيف كأس العالم 2014 . و إذا كان أستاد جارينشيا بالعاصمة برازيليا سيستضيف مباراة إفتتاح كأس القارات مساء اليوم بين البرازيل و اليابان فإن تسليم كأس القارات سيجري في 30 يونيو في استاد ماركانا الشهير بريو و نفس المكان الذي سيشهد تسليم كأس العالم 2014 . و تؤكد نفس المصادر الأمنية البرازيلية أن عدد الكاميرات التي سيتم تثبيتها في المدن ال12 التي ستستضيف كأس العالم و دورة ريو سيزيد عن عدد الكاميرات التي نشرتها السلطات البريطانية لتأمين سلامة دورة الألعاب الأوليمبية بلندن 2012 . و كانت مدينة ريو قد شهدت في 2 يونيو الحالي إفتتاح مركز للقيادة و المراقبة تكلف 37 مليون يورو على هامش مباراة البرازيل و أنجلترا الودية و التي إنتهت بالتعادل 2 / 2 . و سوف تشارك قوات الشرطة و الجيش في تأمين سلامة كأس القارت في تجربة تكشف مدى نجاح التعاون بين الجيش و الشرطة في تأمين الأحداث الرياضية الكبرى خاصة و أن الشرطة في البرازيل تفتقر لخبرة تأمين مثل هذه البطولات الرياضية الكبرى .المعروف أن القوات المسلحة البرازيلية ستنشر ما بين 3 آلاف إلى 5 آلاف جندي في كل مدينة من المدن ال 12 التي ستستضيف منافسات كأس العالم 2014 . أما ملف مكافحة الإرهاب فسوف يحظى باهتمام خاص من قبل السلطات المختصة في البرازيل . و في هذا الإطار سيتم تخصيص 1200 من الخبراء المتخصصين في مجال مكافحة الإرهاب من الشرطة و الجيش لتأمين سلامة كأس القارات و من بعده كأس العالم و دورة الألعاب الأوليمبية . وتؤكد بعض المعلومات الصحفية في البرازيل أن جانب مهم من هؤلاء الرجال تلقوا دورات تدريبية عن مكافحة الإرهاب في إسرائيل أو تحت أيديى خبراء إسرائيليين . وقد باردت الحكومة البرازيلية في تسليح العاصمة برازيليا بمركز لمكافحة الإرهاب سيرتكز أساسا على المعلومات و الصور التي ستوفرها له الطائرات الست من دون طيار . كما سيتم إستغلال إقامة كاس القارات في البرازيل لتجربة فعالية 30 روبوت ( إنسان آلي ) متخصص في مجال الكشف عن المتفجرات و إيقاف مفعولها و هي التحدي الأمني الأول الذي يشغل بال البرازيليين خاصة بعد التفجير الإرهابي الذي إستهدف ماراثون بوسطن . و يؤكد مصدر في الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا " أنه إطلع على المنظومة الأمنية التي تعتزم البرازيل تجربتها في كأس القارات تمهيدا لتنظيم كأس العالم و أن البرازيليين حققوا تقدما كبيرا في المجال الأمني لدرجة أن وفد الفيفا الذي أشرف على هذه الأجراءات الأمنية لم يكن لديه أي ملاحظات سلبية يقدمها للبرازيليين .