اشراك الشباب الجامعي في حل المشكلة السكانية مبادرة من المجلس القومي للسكان لتوعية الطلاب في الجامعات بابعاد المشكلة التي تواجهها مصر نتيجة لزيادة اعداد السكان والنتائج المترتبة على ذلك وسبل مواجهتها ليكونوا نواة لبث الوعي بالمشكلة الازلية في مصر. لذا دشنت د. مايسة شوقي نائب وزير الصحة للسكان، مبادرة الرائد الجامعي على أرض الواقع من كلية الطب بجامعة المنصورة، بحضور الدكتور السعيد عبد الهادى عميد كلية طب المنصورة، والدكتورة نسرين صلاح عمر وكيل طب المنصورة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور خالد سليمان المنسق العام لمبادرة الرائد الجامعى، و300 طالب من كليات الطب والصيدلة والتمريض.
في مستهل اللقاء، أشارت د. مايسة شوقي إلى أن المجلس القومي للسكان أطلق الاستراتيجية القومية للسكان والتنمية 2015 – 2030 في ديسمبر 2014. واكتسبت الاستراتيجية ظهير دستوري المادة 41 من الدستور المصري، والتي تؤكد على أن الدولة تلتزم بتنفيذ برنامج سكاني يهدف إلى تحقيق التوازن بين معدلات النمو السكاني والموارد المتاحة، وتحسين الخصائص السكانية. وتتولى 48 جهة مختلفة تنفيذ الاستراتيجية، بينما يقوم المجلس بأعمال المتابعة والتقييم وتقويم الأداء، بما يضمن تحقيق أهداف الاستراتيجية على أرض الواقع. وأوضحت نائب وزير الصحة خلال اللقاء، أن المشكلة السكانية في مصر لها 3 أبعاد، منهم بعد عددي يتمثل في الزيادة السكانية الغير منضبطة، مما يتطلب العمل الجاد لتخفيض معدل النمو السكاني ، أما البعد الثاني يتمثل في الخصائص السكانية المتدنية، والتي يجب تحسينها من النواحي الصحية والتعليمية وغيرها والبعد الثالث يرتبط بخلخلة الكثافة السكانية في المحافظات و المناطق المشبعة بالسكان. كما يجب الاهتمام بتعليم وبعمل المرأة والاستثمار فيها، خاصة وأن المرأة العاملة تمثل 25% فقط من اجمالي عدد السيدات في مصر، والمطلوب أن تصل النسبة إلى 100%، مع الجودة في الأداء لأن ذلك له مردود إيجابي على المرأة وأسرتها، وعلى الاقتصاد المصري. وأكدت على ضرورة مشاركة المواطن مع الدولة في ضبط النمو السكاني، عن طريق الاهتمام بتنظيم الأسرة، وتبني مبدأ طفلين فقط لكل أسرة، بينهما من 4 إلى 5 سنوات. ونبهت إلى أن الزيادة السكانية المطردة تثقل النمو الاقتصادي المصري، مشيرة إلى أن باستشراف المستقبل من خلال دراسة لمقرر المجلس القومي للسكان، تبين أنه إذا استمرت الزيادة السكانية بالمعدلات الحالية، سنصل إلى 128 مليون نسمة بحلول عام 2030. وأكدت أن هذا يعد رقما خطيرا على الاقتصاد المصري، وفي هذه الحالة ترتفع نسبة الفقر إلى 35%، ويصل عدد المتبطلون إلى 20 مليون مواطن، وترتفع نسبة الإعالة من 55.5% إلى 70%، وتزيد نسب الأطفال والمسنين مع عدم القدرة على إعالتهم. وجدير بالذكر أن هذه الدراسة أجريت قبل تعويم الجنية المصري.
وتابعت د. مايسة شوقي، من الضروري أن يؤمن طلبة الجامعة بمسؤلياتهم نحو المجتمع المحيط وبالمردود الإيجابي لضبط النمو السكاني، وعلى أسرته ومجتمعه، عن طرق نشر المفاهيم السكانية البسيطة ، وقادرا على إعالة أبناءه، وأن يوفر لهم الآمان في الصحة والتعليم وغير ذلك من جوانب الرعاية الكاملة، وهذا هو معنى الشراكة. وأشارت إلي أن الاستراتيجية السكانية تضم 5 محاور أساسية وهي تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، صحة الشباب والمراهقين، التعليم، الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتمكين المرأة. والمحور الأول يعد ضابطا للزيادة العددية في السكان. كما يرتبط تنفيذ الاستراتيجية بمجموعة من المؤشرات السكانية والتنموية المركبة، والتي تم دراستها لتوضح المناطق ذات الأولوية والأكثر احتياجاً للتنمية على مستوى الجمهورية. واستكمالاً لهذا الإنجاز المتميز، وأعد المجلس أطلس سكانى للتنمية، يتضمن خرائط لجميع محافظات الجمهورية تعكس الأولويات التى تم تحديدها وفقاً للمؤشرات المركبة. وأوضحت أن وزارة الصحة والسكان هي المسئولة عن توفير 60% من خدمة تنظيم الأسرة للمواطن. أما ال 40% من الخدمة يوفرها القطاع الخاص بمصاريف للقادرين، إلى جانب الجمعيات الأهلية، التي تقدم هذه الخدمة للشريحة الوسطى من المجتمع، ويجب أن تقدمها بدرجة عالية من الجودة. ولفتت نائب وزير الصحة للسكان، إلى أنه يقع على عاتق وزارة الصحة والسكان الوصول بخدمات تنظيم الأسرة إلى المناطق النائية عن طريق العيادات المتنقلة، أو عن طريق القوافل العلاجية والسكانية بالتعاون مع المجالس الإقليمية بالمحافظات والمجلس القومي للسكان. ودور المجلس القومي للسكان يتمثل في إنجاز الخطط السكانية للمحافظات ارتكازا علي استراتيجية السكان و متابعة و تقييم الأداء اللامركزي و رفع الوعي الصحي، الذي يؤدي إلى زيادة الطلب على وسائل تنظيم الأسرة. وفي إطار تفعيل محاور الإستراتيجية القومية للسكان 2015 – 2030، تم إعداد الخطة القومية لرفع الوعي الصحي والمجتمعي من قبل المجلس القومي للسكان، والتي ستطبق على مدار 45 أسبوعا. وهذه الخطة لها شق غير مباشر، حيث تتم التوعية عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية المتمثلة في الإذاعة والتليفزيون والصحافة. أما في الشق المباشر تتم التوعية بالجامعات عن طريق مبادرة الرائد الجامعي، وفي المدارس من خلال المدرسين اللاصفيين. وتعتمد "مبادرة الرائد الجامعى"، على الاتصال المباشر، وتهدف إلى رفع وعى طلاب الجامعات بأهمية تبني ثقافة الأسرة الصغيرة، إضافة إلى توعيتهم بمفاهيم التربية الإيجابية، وتعريفهم بأهم الرسائل الصحية والمجتمعية المرتبطة برفع الخصائص السكانية للمواطنين. وتم إعداد 4 حقائب تدريبية للمدرب والمتدرب في إطار مبادرة الرائد الجامعي. تضم الحقائب موضوعات مختلفة عن الخدمات الصحية وتنظيم الأسرة، وصحة الأسرة، والتغذية السليمة في كل المراحل العمرية، إضافة إلى الوقاية والعلاج من الأمراض المعدية وغير المعدية. الحقيبة الأولى تشمل الخدمات الصحية وتنظيم الأسرة. حيث يتم توصيل رسائل سكانية تؤكد على مفهوم "الأسرة الصغيرة السعيدة". باعتبار أن كلما قل عدد الأطفال في الأسرة، كلما زادت قدرتها على توفير الرعاية الكاملة لأفرادها صحيا واقتصاديا واجتماعيا، و ينخفض التفكك الاسري و حالات الطلاق وكلما تمكنتايضا الدولة من توفير كافة الخدمات للمواطن بجودة عالية. والحقيبة الثانية تضم موضوعات عن صحة الأسرة، مثل العناية بصحة الأم والطفل، والرضاعة الطبيعية والفطام، ومتابعة النمو عند الأطفال، وصحة المراهقين، وذوي الاحتياجات الخاصة، وصحة المسنين، إضافة إلى مناهضة العنف الأسري والسلوكيات السلبية في المجتمع مثل ختان الإناث والزواج المبكر. والحقيبة الثالثة عن التغذية السليمة خلال المراحل العمرية المختلفة. بداية من سن الرضاعة الطبيعية وقبل السن المدرسي وأثناء المرحلة المدرسية، إضافة إلى مرحلة الشباب والمراهقين وما بعدها. والتأكيد على أهمية الغذاء السليم المتوازن. وذلك حرصا على أن يظل المواطن المصري بصحة جيدة، خاصة أن إنفاق جنيها واحدا على الوقاية يوفر 45 جنيها تنفق على العلاج. وتشمل الحقيبة الرابعة الموضوعات الخاصة بالأمراض المعدية وغير المعدية، مثل الوقاية والعلاج من أمراض الكبد الوبائي C، الوقاية والعلاج من فيروس نقص المناعة، وكذلك الوقاية من الإسهال والتهاب الجهاز التنفسي الحاد. ويتم تنفيذ مبادرة الرائد اجامعي بالتنسيق مع 24 جامعة على مستوى الجمهورية، على أن يتم اختيار الطلبه من كليات الطب والتمريض والصيدلة هذا و يتم في المرحلة القادمة ضم طلبة كليات ومعاهد الخدمة الاجتماعية لصفوف المتدربين وتدعم المبادرة منظمة اليونيسيف بالقاهرة. وتضم المرحلة الأولى من المبادرة 12 جامعة، يتم اختيار 100 طالب من كل جامعة. وتستمر هذه المرحلة خلال الفترة من ديسمبر 2016 حتى ديسمبر 2017. ويتم إستخدام تلك الحقائب التى تمثل "دليل للأسرة المصرية"، فى تدريب 1200 طالب كمرحلة أولى خلال عام 2016/2017 للقيام بتنفيذ أنشطة توعوية حول تلك الموضوعات داخل الحرم الجامعى. على أن يقوم هؤلاء الطلاب بتدريب أقرانهم لنشر الوعى على مستوى المجتمعات المحلية الأكثر إحتياجا للتنمية فى 86 منطقة على مستوى الجمهورية، وذلك وفقا لأطلس التنمية السكانية. وأوضح د. خالد سليمان منسق مبادرة الرائد الجامعي رؤية وأهداف ومحاور الإستراتيجية القومية للسكان 2015 – 2030، والخطة القومية لرفع الوعي الصحي والمجتمعي، المنبثقة عنها، والتي ستستمر على مدار 54 أسبوعا. كما أوضح الهيكل التنظيمي للمبادرة الذي انتظام التنفيذ و يتيح المتابعة و التقييم، وأضاف، أنه تم اختيار المنسقين من الجامعات والمحافظات المشاركة بالمبادرة. كما تم وضع مؤشرات المتابعة والتقييم للمبادرة. وأكد الدكتور السعيد عبد الهادى عميد طب المنصورة على ضرورة تطبيق هذه المبادرة على أرض الواقع. مطالبا بالاهتمام بمختلف الفئات خاصة الأطفال والسيدات والكبار وأنه من الضروري ربط الجامعات بتنمية المجتمع و مشاركتها في إنجاز الأبحاث المجتمعية و ربط مخرجات البحث العلمي بمعالجة مشاكل المجتمع. وأكدت د. نسرين صلاح، وكيل طب المنصورة، على أن الجامعة ترحب بمبادرة الرائد الجامعي، وتم تقسيم الطلاب من كليات الطب والصيدلة والتمريض إلى مجموعات، وهم لديهم خبرة سابقة في التوعية المجتمعية، ولكن تواجدهم مع المجلس القومي للسكان ووفريقه المتميز واليونيسيف سيجعل المنظومة أكثر فاعلية. ولدعم انتظام تنفيذ التوعية داخل الجامعة وخارجها، أقرت د. نسرين اعتماد ساعات العمل في التوعية كجزء من البرنامج الدراسي للطلاب المشاركين بمبادرة الرائد الجامعي، وأقرت لهم ايضا بدرجات إضافية. وأعربت د. غادة سامح منسق مبادرة الرائد الجامعي بصيدلة المنصورة، عن سعادتها بالإنضمام للمبادرة، باعتبارها نشاط طلابي متميز، يؤهل الطالب ليكون عضو فعال في المجتمع. وأشارت إلى أن الكثير من الطلاب طلبوا الإنضمام للمبادرة إلى جانب العدد الأساسي و هو ما ثمّنت عليه نائب وزير الصحة، وأضافت أنه بعد لقاء الطلبة مع د. مايسة شوقي أن الطلبة لديهم خلفية معلوماتية ممتازة، وحماس شديد للمشاركة مما يعود بالنفع على المجتمع.