الحرب التى تمزق سوريا منذ أكثر من عامين ، والتى بدأت على شكل ثورة سلمية ضد الرئيس بشار الأسد تتصاعد الآن لتصبح معركة تهدد بمحو حدود عمرها أكثر من قرن من الزمان في منطقة الشرق الأوسط . في طرابلس، لبنان،أنصار وأعداء الأسد تقاتلوا مع بعضهم البعض في الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مصرع 23 شخصا على الأقل... و هناك فى العراق مازالت إراقة الدماء مستمرة منذ انسحاب القوات الامريكية عام 2011 ، وقد وصلت لمرحلة متأخرة من العنف آخرها كان مقتل ما يقرب من 300 شخصا الاسبوع الماضي و في شمال شرق سوريا، الأكراد الأتراك يتقاتلون مع العرب السنة. أن الحرب تتسع وتهدد وتغذي حلم الأكراد بدولة على أجزاء من سوريا وتركيا والعراق وإيران، وتشجع على التطهير العرقي في سوريا؛ وإيقاظ الحرب ألاهلية الكامنة فى لبنان؛ وتفاقم المشاكل الأمنية لإسرائيل. ان موجات الصدمة القادمة من سوريا تفاقم المعارك المتزايدة وتعطل امدادات النفط، وهو ما يؤثر في جميع أنحاء العالم، وربما يكون تأثيرها أكثر حدة على الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم. جون كيري وزير الخارجية الأمريكى قال الأاسبوع الماضي "إن عدم استقرار الوضع لا يصدق ، ويمتد من سوريا إلى لبنان والأردن وله تأثير واضح في إسرائيل ، والولاياتالمتحدة، ليست فقط ملتزمة بدفاعها عن إسرائيل، ولكنها مهتمة ايضا بالمنطقة، ومحاولة معالجة هذه المسألة." والصراع فى سوريا يثير جدلا بين أوروبا والولاياتالمتحدة حول طبيعة وكيفية التدخل ، فالاتحاد الأوروبي انهى أمس حظر الأسلحة للثوار السوريين، وإعطى الضوء الأخضر لبيع الأسلحة لهم، على الرغم من اعتراضات بعض أعضائه ، وهو الأمر الذى رفضه ايضا الرئيس باراك أوباما ، حيث تثير مبيعات الأسلحة القلق من كونها قد ينتهي بها المطاف في أيدي المسلحين المعاديين للولايات المتحدة. شاس فريمان سفير الولاياتالمتحدة السابق لدى المملكة العربية السعودية يقول "لا أحد يعرف أين يقود هذا ، انها لعبة أكبر مما يحدث فى سوريا ".