ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية فى عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ أن الوضع فى سوريا وتجاوز عدد القتلى المدنيين أكثر من 60 ألف قتيل، حسب تقديرات الأممالمتحدة، يعد دليلا على أخطاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وقالت الصحيفة - فى سياق تحليل إخبارى نشرته اليوم وأوردته على موقعها الإلكترونى - "إن هناك نوعين من الحرب إحداهما اختيارية والأخرى إجبارية، فمثلما كانت حرب أفغانستان إجبارية، تحول الوضع فى سوريا من حرب اختيارية إلى حرب إلزامية ولم يعد لأوباما اختيار آخر فيها سوى خوضها". وأضافت "أن الحرب فى سوريا تهدد بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها، فمع تزايد قلق الأكراد السوريين فى شمال سوريا، انتقل اللاجئون الفلسطينيون من سوريا، التى كانت يوما ما بمثابة وطن بالنسبة لهم، إلى الأردن.. بجانب كثرة أعداد اللاجئين السوريين فى لبنان التى يأخذ تماسك تنوعها العرقى - المتكون من سنة وشيعة ومسيحيين ودروز - فى الضعف مع مرور الوقت". ورجحت الصحيفة أن يتراجع الرئيس السورى بشار الأسد إلى معقل العلويين فى وقت ستستمر فيه المذابح وتتوالى فيه حمامات الدم الواحدة تلو الأخرى بدافع تصفية الحسابات القديمة على نحو يكون فيه عنوان الصورة المستقبلية لسوريا "اقتل قبل أن تقتل". وتصف صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية مشهدا فى سوريا يموت فيه الأطفال بسبب مرض الزحار (الدوسنتاريا) وتعم فيه الأعمال البربرية التى تصاحب دوما إندلاع الحروب الأهلية.. قائلة "إنها كارثة حقيقية يمكن أن يتجنبها المجتمع الدولى إذا ما استعرض حلف شمال الأطلسى (ناتو) عضلاته أو إذا ما فرضت منطقة حظر للطيران فوق سماء سوريا، وهى الخطوة التى لن تمنع الطائرات والمروحيات السورية من الطيران فقط، بل ستقنع أيضا قيادات الجيش السورى والأجهزة الاستخباراتية بقرب نهاية الأسد". وأضافت "أن البيت الأبيض لا يزال مصرا على تردده بزعم أن الولاياتالمتحدة ليس لديها فى حرب سوريا ناقة ولا جمل، وإلى جانب ذلك - فى اعتراف بعدم الكفاءة - فإن واشنطن لا تستطيع تمييز الفريق الجيد من السيىء وتنتظر إلى أن تتضح معالم الأمور، فالفريق السيىء (المتمثل فى الجهاديين وغيرهم) باتوا يتمتعون بسيطرة أكبر فى حين أصبحوا يخسرون لحساب الراديكاليين". وعادت (واشنطن بوست) لتؤكد ضرورة الانخراط فى حرب من أجل حل الأزمة السورية وقالت "إن مثل هذه الحرب ضرورية لتجنب وقوع كارثة فادحة فى المنطقة على أثرها سيتسع نطاق العنف إلى لبنان والعراق فضلا عن حتمية خوضها لتجنب وقوع كارثة إنسانية والوقوف ضد انتشار الأساليب والأعمال البربرية.. فهذه الحرب ضرورية بسبب قدرة الولاياتالمتحدة على خوضها بأقل التكاليف.