ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم "الجمعة" أنه يمكن بسهولة معرفة متى تعارض وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" التدخل العسكري وذلك حين تتسرب أخبار عن مدى الصعوبة سيكون عليها هذا التدخل كما حدث في البوسنة وليبيا العام الماضي وسوريا الآن. ورأت الصحيفة فى سياق تقرير بثته اليوم على موقعها الإلكتروني أن أي تدخل عسكري في سوريا الآن يجب حسابه بدقة وعناية، إلا أنه يجب ألا يكون رفض التدخل في سوريا نابعا من افتراضات وسيناريوهات وزارة الدفاع الأمريكية الأسوأ.
و قالت الصحيفة إن بوادر هذه التسريبات تقرير إخباري عن مسئولين كبار بوزارة الدفاع رفضوا الإفصاح عن أسمائهم قالوا إن سوريا لديها نظام دفاعي جوي متطور وجيش قوامه 330 ألف فرد يصعب هزيمته ، وأن هناك أيضا عدم معرفة كافية بما يلزم اتخاذ قرار تسليح المعارضة التي تنقصها معارضة فعالة وموحدة، وأن تدخل الولاياتالمتحدةالامريكية قد ينتج عن حرب أهلية بسوريا وحرب بالوكالة ضد إيران وربما روسيا خصوصا مع غياب الدعم الدولي لأي خطوة.
وأضافت الصحيفة أن هذه التسريبات من المفترض أن تستبعد أي نوع من الخطوات في سوريا منها تسليح المعارضة وتطبيق مناطق لحظر الطيران وشن هجمات جوية ضد أهداف للنظام أو تأمين ممرات إنسانية للاجئين السوريين الهاربين من نظام قتل حوالي 10 آلاف شخص منذ بدء الإنتفاضة.
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لحجة نظام الدفاع الجوي السوري المتطور فإنه بعد أن اخترقت إسرائيل هذه الدفاعات في عام 1982 أثناء حرب لبنان و في عام 2007 أثناء ضرب الطيران الإسرائيلي للمفاعل النووي السوري فمن المرجح ألا تمثل هذه الأنظمة الدفاعية تحديا كبيرا لأقوى قوة جوية وأكثرها تطورا. وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة للجيش الذي يصل قوامه ل330 ألف فإن معظم هؤلاء عبارة عن مجندين من السنة يفتقرون للتدريب وغير مستعدين لبذل الكثير للدفاع عن النظام الذي يهيمن عليه الفئة العلوية الشيعية، وهو ما يفسر إعتماد الأسد على 30 ألف فقط من هذا الجيش، وهم العلاوين الذين يقومون بجميع الهجمات ضد معاقل الثوار واحد تلو الأخر.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الخوف من اندلاع حرب بالوكالة مع إيران أو سوريا لا يعد داعيا لقلق كبير خصوصا أن إيران لطالما شنت حروبا بالوساطة ضد الولاياتالمتحدة منذ احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكيةبإيران عام 1979.
وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدة في الإطاحة بحلفاء طهران بدمشق لن تكون سوى رد فعل متأخر لأعمال إيران العدائية ضد الولاياتالمتحدة، وأنه فيما يتعلق بروسيا فإن الولاياتالمتحدة لن تستهدف المنشأت الروسية كقاعدتها البحرية في سوريا.
وأوضحت الصحيفة إن القلق الحقيقي هو تشرذم المعارضة السورية التي قد يتم لم شتاتها عبر التدريب والمساعدات الأمريكية لتدعيم العناصر الأكثر اعتدالا بالمعارضة، وتنحية الجماعات المتطرفة بها والتي تلقى الدعم من دول الخليج، ولكن كل هذا لا يمكن حتى الآن خصوصا بعد تواجد أجهزة اتصال بين الثوار لترتيب وتنسيق الأنشطة.
وأضافت الصحيفة " أن القول بأن مساعدة الثوار سيؤدي لحرب أهلية يعتبر غير صحيح لأن سوريا الآن بالفعل في حرب أهلية، وأنه كلما زاد الضغط لإزاحة الأسد كلما أسرعنا في نهاية هذه الحرب الأهلية".
ونوهت الصحيفة إلى أن اختيار التنحي جانبا سيحقق السيناريو الأسوأ الذي يتوقع وقوع الأسلحة النووية بالأيدي الخطأ كتنظيم القاعدة، وذلك بسبب عدم قدرة نظام الأسد التحكم في أراضيه.
واعتبرت الصحيفة أن هناك حاجة ماسة للتحالف الآن وأنه في انعدام وجود قرار للأمم المتحدة بالتدخل فإن واشنطن يمكنها تجميع تحالف كما فعل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون في كوسوفو، إلا أن هذا سيحدث فقط في حالة اتخاذ إدارة اوباما قرارا بأنها لن تدع تردد البنتاجون في التدخل يشلها عن العمل.