أخفقت إيران والمفتشون الدوليون في الاتفاق على بدء تحقيق في برنامج أسلحة نووية إيراني مزعوم، بحسب ما ذكره مسئول بارز في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء بعد مباحثات بين الجانبين. وقال هيرمان ناكيرتس كبير المفتشين النوويين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا عقب الجولة العاشرة من المفاوضات التي بدأت في أوائل عام 2012: "يتعين علينا الاعتراف بأن أفضل جهودنا لم تتكلل بالنجاح حتى الآن". ومن جانبه، قال علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان المباحثات الخاصة بدخول المفتشين المواقع النووية الإيرانية والاطلاع على الوثائق ومقابلة المسئولين كانت "بناءة ومكثفة". وأضاف أن "الهدف من كل هذه التوضيحات هو جسر الفجوة نحو التوصل إلى نتيجة بحلول الاجتماع المقبل". وقال سلطانية وناكيرتس إنهما أرادا استمرار المحادثات، ولكن لم يتم الاتفاق على موعد لإجراء جولة جديدة من المفاوضات بين الجانبين. وفي الوقت الذي كان المسؤولون النوويون الإيرانيون يجرون محادثاتهم في فيينا، وصل كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي إلى اسطنبول للقاء منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون لتمهيد الطريق أمام الجولة المقبلة من المحادثات مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وهم الصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة إضافة إلى ألمانيا وهو ما يعرف بمجموعة 5+1. وقبيل اجتماعه مساء الأربعاء مع أشتون حذر جليلي مجموعة 5+1 من أن إيران لن تغير موقفها النووي بعد انتخابات الرئاسة الإيرانية في "حزيران" يونيو المقبل. وقال جليلي إن البرنامج النووي مسألة وطنية، ومن ثم فإنه يرتقي فوق السياسات الحزبية، مؤكدا أن بلاده لديها الحق في استخدام التكنولوجيا النووية المدنية. يذكر أن مجموعة الدول الست تحاول الضغط على طهران لوقف تخصيب اليورانيوم، خوفا من أن يؤدي امتلاكها لتلك القوة إلى استخدامها في تصنيع وقود الأسلحة النووية. وتقول إيران انها تصنع الوقود الخاص بالمفاعلات النووية للاستخدام السلمي وليس بغرض تصنيع الأسلحة النووية. وقالت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان في مجلس الشيوخ الأربعاء ان مجموعة دول 5+1 لا تزال تنتظر إشارات على أن طهران ستتقدم بجدية بعرض جديد لتخفيف بعض العقوبات في مقابل وقف تخصيب اليورانيوم، وهو العرض الذي تم تقديمه في محادثات ألما آتا في شهر "شباط" فبراير الماضي.. وقالت شيرمان أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: "نحن لا نرغب في إجراء محادثات من أجل المحادثات، لكننا يجب أن نعطي الدبلوماسية كل الفرص لتحقيق النجاح". ولم تنجح الوكالة أو مجموعة الدول الست في إحراز تقدم في المفاوضات مع إيران هذا العام أو العام الماضي. وقال دبلوماسيون إنهم لا يتوقعون حدوث تقدم هذا الأسبوع. وأشاروا أيضا إلى أن جليلي مرشح رئاسي ومن غير المتوقع أن يستمر في دوره الحالي بعد الانتخابات التي ستجري في 14 "حزيران" يونيو المقبل.