أكد حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصري، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر "صعوبات التحولات الديمقراطية في شمال افريقيا" المنعقد بالمغرب، ان الشعوب العربية قدمت دماء روت الربيع العربي الذي اجتاح صحراء الاستبداد والافقار والتبعية وغير مستعدة للاستمرار تحت نار هذه السياسات التي ثارت ضدها، مؤكدا على ثقته في ان الثورات العربية ستصل الى ما استهدفته من البداية من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية". وقال صباحى "ان تجربة ما يسمى بمشروع الاسلام السياسي والصراع حول مستقبل الربيع العربي سيحسم في مصر لكونها قلب الامة العربية وقائدها الطبيعي، مؤكدا ان أى تغير فى مصر سيوثر على كل العالم، وعلينا أن نسعى إلى تحول ديمقراطي جوهرى فى السياسات الاقتصادية والاجتماعية وعدل اجتماعى يصحبه استقلال وطنى، مضيفًا أن الثورة ستكتمل وستنتصر رغم كل ما تمر به من صعوبات". وأضاف "أن هناك مؤشرات فى اتجاه التحول الديمقراطى عن طريق الصناديق إلى التيار الثورى وهو ما أظهرته نتائج انتخابات اتحادات الطلبة بالجامعات المصرية، مضيفا ان الانتخابات والصناديق لا تعطى صوتها لمن يجيد الحديث في السياسة أو من يشارك بالميادين فقط، ولكن تمنح أصواتها أيضًا لمن يقدم خدمة اجتماعية ويقدم حلول للمشكلات. وشدد على أن جزءًا من استكمال أهداف الثورة هو الانتخابات، ويجب على من يريد استكمال أهداف الثورة أن يعيد النظر فى تطبيق العدالة الاجتماعية بالتفاعل مع الشعب والجوانب الإنسانية فيه لأننا بحاجه لمزيد من الترابط بالمواطن الأفقر والأبسط والأصدق والأكثر اتساقًا مع الثورة. وحول معوقات التحول نحو الديمقراطية، اكد صباحي ان الفقر يعتبر من العوامل الرئيسية التي تحول دون بناء نظام سياسي على اسس ديمقراطية يصون الحريات ويراعي توزيع الثروة الوطنية بطريقة عادلة على اساس من العدالة الاجتماعية، مشيرا الى ان اي حديث عن الديمقراطية في ظل اتساع رقعة الفقر وازدياد حدته وفي ظل الانقسام الطبقي الحاد التي تعاني منه الشعوب العربية يظل حديثا فارغ المضمون وبلا اى جدوى. وشدد على حاجة الدول العربية التي تريد التحول نحو الديمقراطية الى تنمية حقيقية تستطيع من خلالها الشعوب اقتسام ثمرتها بشكل عادل يعمل على رفع المستويات المعيشية ، مؤكدا انه لا يمكن فصل الخبز عن الحرية.