افتتح حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي كلمته في منتدى الكرامة الاجتماعي العالمى المنعقد فى تونس، باسم وفد التيار الشعبي، بتهنئة القائمين على المنتدى، معربا عن سعادته بالنخبه المصرية التى دعت معه إلى هذا اللقاء. وأكد صباحي في كلمته على أهمية التحول الديمقراطى في مصر، على أن يتبعه تحول ثوري، كي يصبح متناغما مع حالة المجتمع المصري حاليا، مضيفا أن أكثر شئ مؤلم في مصر الآن هو الفقر، مشيرا إلى أن المواطن المصري يسعى الان إلى العدالة الاجتماعية ولقمة العيش والكرامة وديمقراطية وأشار إلى أن هذه المطالب وخاصة في دولة بحجم مصر، لا يمكن ان تتحقق دون أن يستقل قرار الحاكم المصري، مؤكدا أن مصر على مر تاريخها دوله مستعمرة وتعلم الدول الكبرى انها مفتاح الامه العربية، ودوما يسعون إلى تحقيق مصالحهم من خلالها. وأكد مؤسس التيار الشعبي أن اهتمام العالم بمصر يعود إلى ارتباط موقعها بالمصالح الدولية ودور قناة السويس كشريان اقتصادى يرتبط بمصالح دولية، وأمن الكيان الصهيونى المدلل من أمريكا، وكنوز مصر التراثية، مضيفاً "لهذه الأسباب أي تغير فى مصر سيوثر على كل العالم". فيما أشار صباحي "علينا ان نسعى إلى تحول ديمقراطي جوهري وتحول جوهري في السياسات الاقتصادية والاجتماعية وعدل اجتماعي يصحبه استقلال وطني، وهذا المثلث صعب تحقيقه ولا يمكن ان يتم في سرعة ولا من خلال حزب او مجموعة من الأحزاب"، مؤكداً أنه لتحقيق هذا نحتاج كل مفاهيم الكتلة التاريخية الكبرى لتحقيق تحول تاريخى كبير، فمشكلة مصر ليست في وجود الاسلام السياسى على رأس الحكم ولكن في هيمنة الاسلام السياسي واقصاؤه لباقى القوى. كما قال صباحي "أن المشروع الوطنى فى حاله صدام مع مشروع اخر، ليس بوطني ولا ديمقراطي ولا مع العدالة الاجتماعية ولا مستقل وطنيا، يضفى على نفسة مسحه اسلامية وتعبر عنه جماعة الإخوان المسلمين فى حكمها لمصر"، مؤكداً ان الحاضرين لا يوجد لديهم أي موقف فكري او ايدلوجي او سياسي ضد الاخوان المسلمين، والدليل على ذلك دفاعه هو شخصيا عن الإخوان المسلمين فى العديد من المواقف، وعندما تم التحاقهم بالثورة متاخرا تم الترحيب بهم، وعندما نجحت الثورة تم اعتبارهم جزء منها. واضاف صباحى ان هناك مؤشرات فى اتجاه التحول الديمقراطى عن طريق الصناديق الى التيار الثورى وهو ما أظهرته نتائج انتخابات اتحادات الطلبة بالجامعات المصرية، كما اكد ان الثورة ستكتمل وستنتصر رغم كل ما تمر به من صعوبات، ويوم أن يصل المعبرين الحقيقين عن الاحلام المشروعة للثورة قمه السلطة لن يتم معاملة قوة اليمين الديني كما تعاملنا الان، مشيراً إلى أن الإخوان المسلمين شركاء في الوطن وأقلية ويجب وضعهم فى وضعهم الحقيقي، والجماعة منظمة تستفيد من التشرذم والتشدد والتفتت والهشاشه التنظيمية للمعبرين عن التيار المصري. واختتم صباحي كلمته قائلا ان الانتخابات والصناديق لا تعطى صوتها لمن يجيد الحديث او من يشارك بالميادين فقط، ولكن تمنح أصواتها أيضا لمن يقدم خدمة اجتماعية وبيئية ويقدم حلول للمشكلات، وأن جزء من استكمال أهداف الثورة هو الانتخابات، ويجب على من يريد استكمال أهداف الثورة ان يعيد النظر في تطبيق العدالة الاجتماعية بالتفاعل مع الشعب والجوانب الانسانية فيه لأننا بحاجه لمزيد من الترابط بالمواطن الافقر والابسط والاصدق والاكثر اتساقا بالثورة واستفادة منها. وفي إطار برنامج زيارة صباحي لتونس، زار مؤسس التيار الشعبى والوفد المرافق له مقر حزب حركة الشعب حيث التقى يقيادات ومناضلي الحركة، وقد وجه صباحي كلمة للحضور خلال اللقاء تحدث فيها عن النقاط المشتركة بين الثورة في تونس ومصر وعن النقاط الواجب تداركها في العمل السياسي في البلدين، كما دعى إلى تكثيف المجهودات والأنشطة المشتركة بين مصر وتونس، خاصة فى مجال التعاون على المستوى السياسي بين كل القوى التى تطالب بتحقيق أهداف ثورات الربيع العربى وهى الحرية والعدالة الاجتماعية