حث الرئيس الامريكي جورج بوش الكونجرس المتمرد عليه على اعطاء خطته لارسال 21500 جندي اضافي الى العراق "فرصة للنجاح" وقال في خطاب حالة الاتحاد ان الوقت لم يفت للخروج بالنتائج المرجوة. وقال بوش الذي يواجه مشرعين متشككين وملايين الامريكيين الذين سئموا من الحرب وتدنت نسبة التأييد له الى واحدة من أضعف مستوياتها خلال ستة أعوام قضاها في البيت الابيض ان احسن فرصة للنجاح في العراق هي باتباع خطته لارسال قوات اضافية الى العراق للمساعدة في احلال الامن في العاصمة بغداد. وأوضح بوش انه لن يتراجع على الرغم من سعي بعض المشرعين الى اصدار قرارات غير ملزمة تعبر عن رفض الكونجرس لخطته التي اعلن عنها منذ اسبوعين. وقال بوش في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد في جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس الامريكي يوم الثلاثاء "بلدنا ينتهج استراتيجية جديدة في العراق وأسألكم اعطاءها فرصة للنجاح." وهذه هي المرة الاولى التي يواجه فيها بوش الجمهوري مجلسي نواب وشيوخ يسيطر عليهما الديمقراطيون المعارضون منذ توليه منصبه. واضاف بوش قوله "أسألكم مساندة قواتنا في الميدان واولئك الذين هم في الطريق اليهم." وبعد ان اظهر استطلاع للرأي اجرته صحيفة واشنطن بوست وشبكة (ايه.بي.سي) نيوز التلفزيونية الامريكية تدني نسبة التأييد للرئيس الامريكي الى 33 % فقط أمام بوش طريق صعب يحاول فيه تركيز اهتمام الامريكيين على القضايا المحلية رغم سيطرة قضية العراق على الجدل الدائر في المحافل السياسية. ومع دعوة الديمقراطيين الى البدء بسحب القوات الامريكية خلال اربعة اشهر الى ستة دفع بوش بحجته للبقاء في العراق قائلا ان حكومة بغداد سيطيح بها المتطرفون اذا تراجعت القوات الامريكية قبل ان تصبح العاصمة العراقية امنة. واضاف قوله "يمكننا توقع ان تنشب معركة ملحمية بين متطرفي الشيعة المدعومين من ايران ومتطرفي السنة الذين تساندهم القاعدة وانصار النظام القديم. وقد تمتد عدوى العنف في انحاء البلاد وبمرور الوقت قد تنفجر المنطقة كلها الى أتون الصراع." وحاول بوش تمرير جدول أعماله الداخلي وسط تيار معارض لسياسته في العراق ووصف تغير المناخ بانه "تحد خطير" سيوليه اهتماما من خلال خفض الاستهلاك الامريكي من البنزين بنسبة 20 في المئة على مدى عشر سنوات وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة. كما دعا بوش ايضا الى ان يشمل برنامج الرعاية الصحية المزيد من الامريكيين وعلاج مشكلة الهجرة غير المشروعة من خلال برنامج لاستضافة العمال يمكن ان يكون امامه افضل فرصة للحصول على موافقة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس. وقال بوش "مثل كثيرين أمامنا.. يمكننا ان نعمل رغم اختلافاتنا ونحقق أشياء عظيمة للامريكيين". وخيم الصمت على الحضور حين استعرض بوش الانتكاسات التي حدثت في العراق عام 2006 . ولم تلق بعض الفقرات في خطابه عن العراق سوى موافقة الجمهوريين فقط. وقال السناتور الديمقراطي ادوارد كنيدي ان افضل عبارة سمعها في خطاب بوش هي "سيدتي الرئيسة" وهو يوجه حديثه الى رئيسة مجلس النواب الديمقراطية. وكان بوش قد قال اثناء مشاركته في حملة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في نوفمبر ان "هذه السيدة التي تطمح الى رئاسة مجلس النواب لن تنجح". وقد نجحت. وفي رد اخر من الديمقراطيين قال السناتور جيم ويب عن فرجينيا الذي شارك في حرب فيتنام ان اغلبية الامريكيين لم يعودوا يساندون الحرب "واننا نحتاج الى اتجاه جديد...سياسة تخرج جنودنا من شوارع مدن العراق وصيغة تسمح برحيل قواتنا المقاتلة عن العراق." واتهمت بيلوسي وزعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ بوش بتجاهل الرأي العام. وحاول بوش ايضا ان يكسب التأييد لجدول اعمال محلي في مواجهة المد المتزايد من الانتقادات بسبب العراق. وقال انه سيحقق هدفه من خلال تحسين معايير وقود المركبات وزيادة الانتاج والاستخدام لانواع الوقود البديلة مثل الايثانول. وقال بوش "من مصلحتنا الحيوية تنويع امدادات امريكا من الطاقة والسبيل للمضي قدما هو من خلال التكنولوجيا."