فى الوقت الذى تحتدم فيه المعارك داخل الكونجرس بشأن خفض الميزانية المقترحة من وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)، ظهر تقرير جديد يقول إن الفجوة في الإنفاق العسكري بين الولاياتالمتحدة وبقية العالم تضيق .. فيما يتباهى خصوم واشنطن سابقا - الصين وروسيا - بامتلاك أنظمة أسلحة جديدة ، هناك عدة بلدان اخرى من المملكة العربية السعودية إلى الجزائر تنفق أيضا مليارات الدولارات على تطوير ترساناتها . ووفقا للتصنيف السنوي للإنفاق العسكري العالمي الذي أعده معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "اصبح هناك تحول على الصعيد العالمي من الغرب إلى بلدان أخرى"، و تقول اليزابيث سكونس ، مدير برنامج أفريقيا في المعهد " ان هذا التحول يرتبط إلى حد كبير بمعدلات النمو الاقتصادية بدلا من العوامل ذات الصلة بالأمن." تقرير معهد ستوكهولم الدولى ، يكشف عن بعض الارقام مذهلة ، و يقدر اجمالى ما أنفقه العالم في عام 2012 على الميزانيات العسكرية بنحو 1.75 تريليون دولار . حيث ارتفع الإنفاق العسكري الروسي 16٪ في العام الماضي والصين، والذي هو الآن ثاني أكبر مشتر للاسلحة فى العالم بعد الولاياتالمتحدة، قد زادت إنفاقها بنسبة 7.8٪. الكثير من دول الشرق الأوسط تكشف ميزانياتها العسكرية زيادات هائلة ، رفعت بشكل كبير من قدراتها العسكرية، وذلك باستخدام عائدات النفط لشراء طائرات مقاتلة ، وأنظمة صواريخ غالية الثمن.. فنجد المملكة العربية السعودية زاد إنفاقها العسكري بنسبة 12٪ في عام 2012، بينما زاد الانفاق العسكرى بشكل مهول في سلطنة عمان ليقترب من نسبة 51٪. على الرغم من زيادة ميزانية الدفاع لدى بعض الدول ، الا ان الإنفاق العسكري الاجمالى على مستوى العالم قد انخفض للمرة الاولى منذ 15 عاما. ويقول معهد ستوكهولم الدولى ان الانخفاض لا يعني ان العالم اصبح اكر سلما : لكن للاسف ، يعزى هذا الانخفاض إلى حد كبير إلى الولاياتالمتحدة التى انهت الحروب في العراق وأفغانستان و خفضت ميزانيات عمليات الطوارئ. لقد انخفض الإنفاق العسكري الأمريكي بنسبة 6٪ في عام 2012 ليصل الى حوالي 682 مليار دولار، وهناك المزيد من التخفيضات بنحو 87 مليار دولار لعام 2013. وقد أثارت تلك التخفيضات غضب وزير الدفاع تشاك هاجل .. و لكن على الرغم من هذه التخفيضات. وانطلاقا من تقرير معهد ستوكهولم الدولى . فانها لم تنل كثيرا من هيمنة وزارة الدفاع الأمريكية بين القوى العسكرية: ففي عام 2012، بلغت نفقات الولاياتالمتحدة العسكرية أكثر من الدول العشر التى تليها مجتمعة معا. ويشير التقرير السنوى الجديد ان هناك بعض البلدان قد تضاعف إنفاقها العسكري خلال العقد الماضي ثلاث مرات تقريبا، فقد ارتفعت مشتريات الجزائر 189٪، والإنفاق في المملكة العربية السعودية العسكرية قد ارتفع بنسبة 110٪ منذ عام 2003 – علما بان جيوش هذه الدول لا تزال صغيرة مقارنة مع مثيلها في الولاياتالمتحدة –. فوفقا لمؤسسة IHS للاستشارات الدفاع ومقرها، مازالت القوة العسكرية الأمريكية هى العظمى فى العالم ... فعلى سبيل المثال الجيوش الخمس الكبرى فى آسيا والمحيط الهادئ - اليابان والصين والهند واستراليا وكوريا الجنوبية – كلهم معا انفقوا 285 مليار دولار في عام 2011، اى نحو 40٪ من الإنفاق العسكرى في الولاياتالمتحدة ويقول بول بيرتون، مدير المؤسسة لصناعات الطيران والتنبؤ الدفاعى انه من المتوقع بعد عام 2020، ان تلك الفجوة يمكن تضييق إلى 20٪. ومن الارقام التى جاءت بتقرير معهد ستوكهولم الدولى، نجد أنه في عام 2012 ، انخفضت حصة الولاياتالمتحدة من الإنفاق العسكري العالمي إلى ما دون 40٪ للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي قبل 24 عاما. و على الرغم من هذا فان انفاق الولاياتالمتحدة العسكرى يمثل أربعة أعشار الإنفاق العسكري العالمي وهو اعلى بنسبة 69٪ مما كان عليه في عام 2001. هذا ولاتزال فجوة القوة العسكرية واسعة والآخرون يحاولون اللحاق بالركب الامريكى.. لكن بالنسبة للبلدان الغربية، جعل الركود الاقتصادى من الصعب اللحاق بالركب بشكل كبير حيث الغت عدة بلدان خططها للحصول على مقاتلات الهجوم المشترك، وهو نظام امريكى صمم لاستبدال المقاتلات الحربية القديمة. ويقول سيمون يزمان، الباحث الرئيسي لبرنامج تحويلات الأسلحة بمعهد ستوكهولم الدولى ، ان الركود حدد الميزانيات العسكرية على المدى الطويل ، فى كل من إيطاليا، وكندا وهولندا و جعلها تعيد النظر في كل خططها لشراء الطائرات الجديدة التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن.