أطلقت السلطات الألمانية يوم الثلاثاء سراح طالب لجوء باكستاني كانت قد ألقت القبض عليه للاشتباه باقتحامه سوقا لعيد الميلاد في برلين بشاحنة في حادث أسفر عن مقتل 12 شخصا وذلك لنقص الأدلة وقال وزير الداخلية الألماني إن الجاني الحقيقي ربما لا يزال مطلق السراح. ودهست الشاحنة أناسا تجمعوا حول أكواخ خشبية تقدم النبيذ والنقانق في برلين مساء يوم الإثنين عند كنيسة القيصر فيلهلم إحدى أشهر معالم غرب برلين. وأصيب 45 شخصا بينهم 30 حالاتهم خطيرة، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم قائلا إن منفذه "جندي" بالتنظيم المتشدد. وقالت وكالة أعماق التابعة ل"داعش" في حسابها على موقع التراسل (تليجرام) "منفذ عملية الدهس في مدينة برلين الألمانية هو جندي ل(داعش) ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف الدولي". لكن وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره قال إن المحققين لا يزالون يتتبعون العديد من الخيوط على الرغم من هذا الزعم. وقال لتلفزيون (إيه.آر.دي) "سمعنا للتو عن إعلان المسؤولية المفترض من جانب ما تسمى ب(داعش) التي هي في حقيقة الأمر عصابة من الإرهابيين. هناك خيوط عديدة يتتبعها المحققون الآن". وقال مكتب رئيس الإدعاء الإتحادي في ألمانيا إنه لم يتمكن من إثبات أن المشتبه به كان في قمرة قيادة الشاحنة وقت الهجوم وأضاف أن المشتبه به نفى الضلوع في الحادث. كانت صحيفة دي فيلت ذكرت في وقت سابق نقلا عن قائد بالشرطة لم تذكر اسمه قوله "ألقينا القبض على الرجل الخطأ... ومن ثم هناك وضع جديد. الجاني الحقيقي ما زال مطلق السراح ومسلحا ويمكن أن يسبب ضررا جديدا". وفي تعليقه على إطلاق سراح المشتبه به قال دي مايتسيره لتلفزيون (زد.دي.إف) "هذا هو السبب في أن المرء لا يستطيع استبعاد أن المنفذ لا يزال مطلق السراح". وقال إنه لا يزال من المؤكد أن حادث الشاحنة كان هجوما لكن الدوافع غير واضحة. وأضاف أنه لم يعرف بعد عدد الأجانب بين ضحايا الهجوم لكن لا يوجد أطفال بين القتلى. ودفعت أنباء إلقاء القبض على الباكستاني البالغ من العمر 23 عاما الساسة في ألمانيا وخارجها إلى المطالبة بتضييق الخناق على الهجرة لكن المستشارة أنجيلا ميركل دعت إلى توخي الحذر. وقالت للصحفيين "هناك الكثير الذي لم نعرفه بعد بشكل مؤكد.. ولكن كما نرى الأمور الآن.. يجب أن نفترض أنه كان هجوما إرهابيا". وأضافت "أعلم أنه إذ تأكد أن الشخص الذي ارتكب هذا العمل كان شخصا يطلب الحماية واللجوء فسيكون ذلك أمرا يصعب علينا تحمله". وانضمت ميركل لمئات المشيعين مساء يوم الثلاثاء في مراسم تأبين في الكنيسة الواقعة قرب موقع الهجوم. وقال المتحدث باسمها إنها تحدثت إلى زعماء سبع دول أوروبية وكذلك إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذين أكدوا لها جميعا دعمهم لألمانيا. ويحذر مسؤولو الأمن في ألمانيا وأوروبا منذ سنوات من أن أسواق عيد الميلاد قد تمثل هدفا سهلا لهجمات المتشددين. ففي عام 2000 أحبطت خطة لتنظيم القاعدة لتفجير سوق عيد الميلاد في ستراسبورج عشية العام الجديد. ولم تكن هناك حواجز خرسانية في سوق عيد الميلاد في برلين مثل الموضوعة في سوق مماثل في بريطانيا. وأجج الهجوم مطالب فورية بتغيير سياسات ميركل بشأن الهجرة التي وصل في ظلها أكثر من مليون شخص فارين من الصراع والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وأماكن أخرى إلى ألمانيا هذا العام والعام الماضي.