شبح الإرهاب يخيم على أعياد الميلاد فى أوروبا

ارتفع عدد قتلى ضحايا حادث الدهس في سوق برلين، الإثنين، إلى 12 قتيلًا و48 جريحًا، وأعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن الحادث «عمل إرهابى» ارتكبه، على الأرجح، طالب لجوء، وسط غموض حول هوية المنفذ حتى الآن، في الوقت الذي أعلنت فيه الداخلية الألمانية، أمس، إغلاق أسواق عيد الميلاد ببرلين، حدادًا على الضحايا، وسط حالة استنفار أمنى في فرنسا وبريطانيا وعدة دول أوروبية لتأمين أعياد الميلاد ورأس السنة.
وقالت ميركل: «أعرف أنه سيكون صعب علينا أن نحتمل الأمر إن تأكد أن هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء لألمانيا»، وتابعت «سيكون الأمر مشينًا لجميع هؤلاء الألمان الملتزمين بمساعدة اللاجئين والأشخاص الذين هم بحاجة لحمايتنا»، وقال وزير داخلية ولاية سارلاند الألمانية، كلاوس بويلون، إن «ألمانيا في حالة حرب».
وأفادت وسائل إعلام ألمانية أن سائق الحافلة باكستانى وصل لألمانيا كلاجئ، ونقل تليفزيون «آر. بى. بي» المحلى عن مصادر أمنية، قولها إن المهاجم جاء لألمانيا عبر مدينة باسو على الحدود النمساوية في 31 ديسمبر 2015، وإنه ولد في باكستان ومعروف لدى الشرطة لارتكابه جرائم صغيرة، ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية عن مصادر ضالعة في التحقيق قولها إن المهاجم يدعى «نافيد. ب».
وذكر تقرير للشرطة الجنائية أن المشتبه به في الهجوم كان يحمل تصريح إقامة مؤقتة منذ يونيو 2016، وأضاف التقرير أن خطر إرهاب المتشددين الإسلاميين في ألمانيا مازال كبيرا، فيما أكد وزير الداخلية الألمانى، توماس دى مايتسيره، أن المشتبه به نفى تورطه في الهجوم، وقالت مصادر أمنية إن المشتبه به الذي تم اعتقاله ربما لا يكون هو منفذ حادث الدهس. وقال دى مايتسيره إن ملابسات الحادث لاتزال غير واضحة، ورجحت شرطة برلين أن سائق الشاحنة توجه عمداً للسوق، وأنها تحقق في خيوط تشير إلى أن الشاحنة مسروقة من موقع بناء في بولندا، وأوضحت مجلة «فوكس» الألمانية أن القوات الخاصة التابعة للشرطة داهمت حظيرة طائرات في مطار تمبلهوف السابق ببرلين تستخدم كمركز لإيواء اللاجئين، ودعا حزب البديل إلى تطبيق حظر فورى على دخول أي أشخاص غير معروفى الهوية لألمانيا عقب الحادث الذي قوبل بتنديد أوروبى ودولى واسع، وأعلنت رابطة الدورى الألمانى لكرة القدم وقوف كل الفرق المشاركة في مباريات المرحلة السادسة عشرة من الدورى الألمانى (بوندسليجا)، دقيقة حدادًا على أرواح الضحايا.
وبينما أغلقت أسواق الميلاد في برلين ليوم واحد احتراما للضحايا وأقاربهم، طالب وزير الداخلية الألمانى بضرورة استمرار الأسواق والاحتفالات في كل مكان لأن «إلغاءها سيكون خاطئا»، وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أنها ستعزز إجراءات الأمن عند الأسواق الخاصة بعيد الميلاد في البلاد، وأعلن الرئيس الفرنسى، فرنسوا هولاند، أن فرنسا تواجه «مستوى عاليًا من التهديد» الإرهابى، وقالت شرطة لندن، إنها تراجع خطط التأمين عقب هجوم برلين واغتيال السفير الروسى في أنقرة.