اعتبر قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بترايوس انه سيكون من الصعب على الولاياتالمتحدة إبقاء تعزيزاتها العسكرية التي أرسلتها في مطلع 2007 إلى العراق العام المقبل أيا كان الوضع ميدانيا. وكان بترايوس يرد على سؤال السيناتور الديموقراطي جوزف بيدن عما إذا كان من الممكن إبقاء التعزيزات الأميركية إلى ما بعد مارس 2008 إذا لم يسجل الوضع في العراق أي تحسن يذكر، فقال 'سيكون من الصعب جدا علي ان أوصي بذلك بعد هذا التاريخ'. ومثل بترايوس والسفير الأميركي لدى بغداد رايان كروكر أمام الكونغرس لليوم الثاني على التوالي. وكان المسؤولان الأميركيان اقترحا في إفادتهما الاثنين على الرئيس جورج بوش سحب التعزيزات التي أرسلت إلى العراق بحلول صيف 2008 وإرجاء أي قرار حول سحب قوات اكبر مارس 2008. وأشار خبراء الاثنين إلى انه لن يكون في وسع الولاياتالمتحدة إبقاء 160 ألف جندي إلى ما بعد أغسطس 2008 بدون تمديد مدة مهام القوات في العراق المحددة حاليا ب15 شهرا. وينتشر حاليا أكثر من 160 ألف جندي أميركي في العراق، مقابل 130 ألفا في مطلع العام قبل إرسال تعزيزات. العراق يرحب ورحب العراق بتقرير كروكر- بترايوس حول الوضع في العراق، وعبر العراق عن أمله في تقلص حاجته إلى قوات التحالف للقيام بعمليات قتالية مباشرة في المدى القريب. ورحب بالتقرير الذي قدمه كروكر وبترايوس إلى الكونغرس أكدا فيه ان مستوى العنف في العراق قد انخفض منذ زيادة عدد القوات الأميركية في العراق. وأثنى مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي على 'التضحيات الأميركية الكبرى' وتوقع أن يتضاءل الدور القتالي للقوات الأميركية في العراق، مؤكدا ان العراق مهيأ لخفض عدد القوات الأميركية. وقال الربيعي 'نحن نتوقع أن تتضاءل الحاجة لمشاركة قوات التحالف في عمليات قتالية مباشرة في المستقبل القريب'، لكنه حذر من سحب سريع للقوات الأميركية وقال: 'نحن نعرف اننا سنحتاج لدعم قوات التحالف لبعض الوقت'، في حين قال مراسل 'بي. بي. سي' في بغداد أندرو نورث ان المواطن العراقي يوافق على أن مستوى العنف قد 'خف' ولكن ليس بمستوى يسمح له بمغادرة منزله 'دون خوف'. كما أكد الربيعي ان '80% من أفراد الجيش وصلوا إلى مستوى من الجهوزية والقدرة والاستعداد مما أهلهم لاستلام قيادة العمليات القتالية من قوات التحالف'، مشيرا إلى ان 'كل وحدات الجيش العراقي القتالية ستكون بحلول منتصف العام المقبل جاهزة وفي خضم العملية القتالية، بينما تحتاج التنظيمات المساندة مثل القوة الجوية والبحرية لوقت أكثر لإكمال بنائها'. من جانبه، اعتبر الشيخ خالد العطية النائب الأول لرئيس البرلمان التقرير 'ايجابيا'، موضحا ان 'التقرير وقف على أهم المعوقات التي تواجه حكومة الوحدة الوطنية في مسيرتها لتحقيق المصالحة الوطنية وتثبيت الأمن والاستقرار في العراق'. النقاط الرئيسية لتقرير كروكر- بترايوس في ما يأتي النقاط الرئيسية في إفادة السفير الأميركي في العراق رايان كروكر أمام الكونجرس الأميركي حول الوضع في هذا البلد: أولا: نجاح إستراتيجية تعزيز القوات الأميركية - القوات الاضافية لاقت نجاحا ووضعت العراق على طريق الديموقراطية والاستقرار. - التعديلات التي أدخلت إلى إستراتيجيتنا في يناير الماضي، أي زيادة العديد، ساعدت في تغيير الديناميات في العراق نحو الأفضل. - الولاياتالمتحدة في موقع يسمح لها بتحقيق أهدافها والمساعدة في بناء عراق آمن ومستقر وديموقراطي يعيش بسلام مع جيرانه. - التغييرات السياسة والاقتصادية والدبلوماسية تتقدم في الاتجاه الصحيح وان كان التقدم بطيئا. وبذور المصالحة قد زرعت في البلاد. ثانيا: إيران - إيران تقوم بدور مضر في العراق، وستهب لملء الفراغ الذي قد ينجم عن انسحاب مبكر لقوات التحالف. - إيران تؤكد أنها تدعم العراق في مرحلته الانتقالية، إلا أنها تسعى إلى تقويضه من خلال توفير قدرات قاتلة إلى أعداء الدولة العراقية. - إيران ستكون الرابحة في حال قررت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها المغادرة بسرعة. - وقف جهودنا أو خفضها بشكل كبير سيؤدي إلى الفشل ويجب ان ندرك جميعا نتائج فشل كهذا. وقوع العراق في فوضى أو حرب أهلية سيولد معاناة بشرية هائلة تتجاوز ما قد حصل حتى الآن داخل حدود العراق. وقد تؤدي إلى تدخل دول إقليمية ترى كلها ان مستقبلها مرتبط بطريقة جوهرية ما بالعراق. ثالثا: سوريا - تحسن الوضع الأمني سمح للعراق بالتركيز على علاقاته مع جيرانه إلا ان العلاقة مع سوريا لا تزال تطرح مشاكل، لان دمشق لا تعمل بجدية على وقف تدفق الإرهابيين عبر حدودها. رابعا: القاعدة - الائتلاف نجح في جعل عراقيين يناهضون القاعدة خصوصا في الأنبار. خامسا: الدور الأميركي على المدى الطويل - الولاياتالمتحدة يجب ان تقف إلى جانب العراق على المدى الطويل وهو يبني ديموقراطيته الناشئة.