للعيد حظوة خاصة عند النساء فهو من الأيام السعيدة التي تهتم فيها المرأة بإطلالة جميلة ومتألقة وبالتأكيد لابد أن تذهب مرة واحدة على الأقل إلى صالون التجميل قبل العيد بأيام قليلة وقد تتكرر تلك الزيارة أو تطول حسب حاجة المرأة إلى الصالون. ومن جانب آخر يفرض عمل فتيات الصالونات أن تكون أيام العيد وما قبلها أيام عمل متواصل قد يستمر منذ ساعات الصباح حتى اليوم التالي حتى لتجد العاملة في الصالون قد لا تأخذ قسطا كافيا من الراحة أو تجميل نفسها استعدادا للعيد فهي تمضي أيامه في مكان العمل ملبية طلبات السيدات في مختلف أنواع التجميل. «البيان» استطلعت آراء بعض العاملات في مجال التجميل حول العمل في الأعياد وشعورهن حيال تجميل الأخريات بدلا من تجميل أنفسهن في تلك الأيام السعيدة فكانت آراؤهن تؤكد أن العيد موسم العمل وليس الاحتفال بالنسبة لهن حيث تقول ليلى خليل حايك «منذ سنوات وأنا أعمل في هذا المجال. وقد تعودت أن تكون أيام الأعياد وما يسبقها أيام عمل متواصل، فجميع النساء يرغبن بالحصول على قصات شعر أو تسريحات مميزة لأيام العيد فضلا عن الجوانب الجمالية الأخرى لذا نهيئ أنفسنا خلال تلك الأيام للعمل حتى الصباح ففي بعض الأيام نغلق الصالون عند السادسة صباحا ونتناول وجبة الإفطار داخل الصالون، وهو عمل متعب لكنه موسمي ولا يأتي كل يوم». أما نيلو هوداني فتقول «على الرغم من متاعب عملنا فنحن نستقبل زبوناتنا بابتسامة ترحيب لأن أيام العيد سعيدة والكل يرغب أن يكون جميلا فيها، لذا أكون سعيدة ويتبدد تعبي عندما تكون الزبونة راضية وأشعر أني قدمت لها شيئا جميلا، وعملنا في تلك الأيام يكون متعباً جدا لكنه حساس كذلك إذ يجب أن نقدم أفضل ما عندنا لجعل السيدات يشعرن بجمالهن ويفرحن بالعيد». أما ايميليا ودياس فتقول «في بداية شهر رمضان يخف العمل عندنا فيكون عدد السيدات قليلا لكن الأيام الأخيرة من الشهر تشهد إقبالا كبيرا، وبعض السيدات يبدأن بتغيير لون الشعر أو قصه منذ منتصف الشهر لكنهن يأتين إلى الصالون مرات عدة لتجميل الأظافر وفي الأيام الأخيرة يكثر الطلب على نقوش الحناء والسشوار للحصول على المظهر المناسب أيام العيد، ومع كل الجهد الذي نبذله تكون تلك الأيام مزدهرة بالنسبة لنا لأنها تمثل موسم العمل في الصالون الأمر الذي ينعكس بمردوده المادي علينا أيضا». وتقول هيري ميداليا «نحن نعمل في صالون مرموق ومعروف منذ سنوات طويلة والعمل لا يتوقف فيه طوال العام لكن أيام العيد وما يسبقها تشكل ذروة العمل، إذ تأتي السيدات في الأيام التي تسبق العيد لتغيير مظاهرهن وأحيانا تأتينا حجوزات الأعراس التي تزيد من نسبة العمل والازدحام، فتتضاعف ساعات عملنا ونبقى في الصالون طوال ساعات الليل والنهار، ويستمر عملنا كذلك في أيام العيد لأن النساء يأتين إلى الصالون حتى في تلك الأيام قبل الذهاب لزيارة الأهل أو تلبية الدعوات والمناسبات». وتقول عائشة تاكواني «صاحبة صالون» «بدأت بتأسيس الصالون قبل سبعة عشر عاما واستطعت أن اكسب عددا كبيرا من الزبونات المواظبات على المجيء إلينا لكن موسم الأعياد يكون مختلفا إذ يبدأ إقبال السيدات من الزبونات الدائمات وغيرهن على الصالون في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك. حيث تأتين السيدات من مناطق مختلفة قريبة وبعيدة لذا تستمر ساعات العمل حتى الصباح لأننا لا نستطيع إغلاق الصالون ورفض تجميل السيدات بعد أن وصلن إلينا، ففي العيد نحسب حساب حاجة المرأة إلى التجميل لذا نوفر لها ما تحتاجه، وأقوم بتعويض الفتيات العاملات في الصالون عن جهدهن في تلك الأيام بإعطائهن عيدية مناسبة وهذا العام أعطيت كل واحدة منهن خمسمئة درهم فالموسم جيد والحمد لله ونحن فريق عمل منسجم وليس هناك من يتذمر فالكل يقدر موسم الأعياد وما فيه من عمل كثير». وتشير سمر سالم صاحبة صالون إلى أن «كثير من النساء لا يفكرن بالاهتمام بمظهرهن الكامل إلا في موسم الأعياد فترى الواحدة منهن تريد عمل كل شيء في وقت واحد وتأتي إلى الصالون قبل العيد بيوم ومع ذلك فنحن نستقبلهن ونمتص غضبهن من ازدحام الصالون. ولو استطاعت كل سيدة أن تقدر عملنا في تلك الأيام لخف الحمل علينا، لكننا أحيان نواجه نماذج تتميز بالانفعال والعصبية والتفكير الأناني الأمر الذي يزيد تعبنا ويجعل أيام العيد قاسية جدا علينا، فبعض النساء لا يدركن أننا نهمل أنفسنا لنعتني بهن، ونحن نتمنى أن نحصل على التدليل الذي يحصلن عليه في أيام العيد، ومع ذلك فهذا هو واقعنا ونحن نتقبله بشكل جيد». إذن العيد في صالونات التجميل هو عيد العمل لساعات طويلة بعيدا عن جلسات الأهل ومسامرات الأحبة.