"سرطان الثدى" هذا الشبح المفزع الذى تخشاه كل امرأة، أصبح من السهل السيطرة عليه وقهره والشفاء منه بالاكتشاف المبكر للمرض الذى يعد بمثابة طوق النجاة، ويساهم بشكل فعال فى مواجهة المرض ومحاصرته قبل انتشاره،بالاضافة الى اكتشاف أجهزة أشعة الماموجرام الرقمية مع الصبغة التى تعد أحدث ما توصل إليه العلم فى تشخيص سرطان الثدى. ويعتبر سرطان الثدى من أخطر وأكثر الأنواع التى تصيب الإناث، حيث تشير الدراسات الطبية الحديثة إلى إمكانية تعرض امرأة واحدة من بين كل ثمانى سيدات للإصابة بسرطان الثدى. عقدت الجمعية المصرية لصحة المرأة مؤتمرها الطبي السابع فى الفترة يومى 17 و18 نوفمبر ،والذي يناقش المؤتمر أحدث ما تطور إليه العلم في الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي و الرحم و المبيضين وإكتشاف تشوهات الجنين وتُنظم ورشة عمل للأطباء في اليوم الأول والثاني تحت إشراف أساتذة من جامعة القاهرة و أمريكا واروبا. وقد أكد الأستاذ الدكتور أشرف سليم رئيس الجمعية وأستاذ الأشعة بكلية طب القصر العيني أنه أصبح من المهم الآن لفت الانتباه لمرض سرطان الثدي وزيادة الوعي به، بالإضافة إلي حث المجتمع وتشجيعه على مكافحة سرطان الثدي في مصر والاهتمام بالسيدات اللاتي اكتشفن الورم في مراحل متأخرة ويمثلن حوالي 20 -30 % من جميع حالات سرطان الثدي. التوعية بسرطان الثدى وأكد أن التوعية بسرطان الثدي تساعد في تسليط الضوء ليس فقط على الاكتشاف المبكر، بل على المرضى في المرحلة الرابعة من الإصابة بالورم والتي تعرف بانتشار الورم خارج منطقة الثدي، لأن المرضى في ذلك الوقت تزداد حاجتهم للدعم النفسي والمعنوي، ولذلك نصح بالاكتشاف المبكر من خلال أشعة الماموجرام، حيث يساعد ذلك على نسب أعلى من الشفاء التام كما يتيح المزيد من الخيارات العلاجية. وأشار الى أن أشعة الماموجرام انتشرت الان بشكل كبير داخل جميع المستشفيات وبالمجان فى مستشفيات وزارة الصحة ومن الضرورى للمرأة التى بلغت سن الأربعين أن تبدأ فحص الدورى لاكتشاف أى إصابة مبكرا لان العلاج المبكر يساعد على الشفاء بنسبة كبيرة. وتؤكد الدكتورة نوران حسين سعيد المدير التنفيذى بالمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى، أن سرطان الثدى من الأورام الشهيرة التى يؤدى فيها الاكتشاف المبكر إلى الشفاء، لكن عادة لا تستطيع السيدات أن ترى علامات سرطان الثدى الأولى بالعين المجردة، وأجهزة أشعة الماموجرام والرنين المغناطيسى على الثدى فقط هى التى تمكننا من الكشف المبكر عن المرض حتى ولو كان حجم السرطان لا يتعدى ملليمترات قليلة. وأضافت أنه توجد بعض عوامل الخطورة المسببة للإصابة بسرطان الثدى، مثل أسلوب الحياة الضار بالصحة، ويشمل ذلك التدخين والمشروبات الكحولية والسمنة، كما توجد عوامل خطورة أخرى يجب اتخاذها بعين الاعتبار مثل التاريخ العائلى، وعدم الإنجاب، وتأخر انقطاع الدورة الشهرية عن العمر المتوسط (عند بلوغ 52 سنة)، والهورمونات التعويضية، وعلى الرغم من تزايد معدلات الإصابة بهذا المرض اللعين على مستوى العالم، فإن الأرقام تشير أيضا إلى تراجع معدل الوفيات منذ 1990 نتيجة لزيادة الوعى لدى السيدات بخطورة المرض وضرورة مقاومته بل والقضاء عليه من خلال الكشف المبكر وظهور العلاجات الحديثة التى اكتشفت لمواجهته فى الوقت المناسب. أشعة الماموجرام الرقمية وتضيف الدكتورة نوران حسين تعتبر أجهزة أشعة الماموجرام الرقمية مع الصبغة هى أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا فى تشخيص سرطان الثدى، فهى أجهزة حساسة جداً، عند استخدام أجهزة الماموجرام العادية، من الممكن أن يكون الورم مختفياً خلف أحد الأنسجة السميكة فى الثدى، ولكن أجهزة الماموجرام مع الصبغة تستطيع رصد أى شىء غير طبيعى فى الثدى، وتكشف الورم من داخل الأنسجة، وهو ما يمكننا من الكشف المبكر جداً عن سرطان الثدى. وتؤكد الدكتورة نوران حسين أن أشعة الماموجرام مع الصبغة تتميز بدقتها العالية، وتستطيع تحديد ما إذا كانت المنطقة سليمة أو مصابة، دون الحاجة لانتظار المتابعة أو تكرار الفحص، وإذا كان هناك تاريخ عائلى مع سرطان الثدى، يفضل عمل فحص الماموجرام بالصبغة لشدة حساسية الفحص ودقته. نصائح لتجنب الاصابة بالمرض وتنصح الدكتورة نوران حسين مجموعة السيدات بعدم تناول الهرمونات بدون استشارة الطبيب وخاصة بعد انقطاع الطمث، وتجنب تناول حبوب منع الحمل بدون الإشراف الطبى، وتناول أغذية صحية وممارسة الرياضة، والبعد عن التدخين وبالمداومة على إجراء الفحص الذاتى شهريا وأن تحرص السيدات على الفحص الإكلينيكى مرة واحدة كل ثلاث سنوات على الأقل بعد بلوغ 20 سنة، وعندما تصل السيدات لسن 40، يجب إجراء فحص الماموجرام والفحوصات الإكلينيكية مرة كل عام. وقالت الدكتورة نوران حسين سعيد، أمين الصندوق والمدير التنفيذي للجمعية: إن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي وعلاجه يضاعف فرص النجاة إلى مايقرب من 95%،، أما بالنسبة للحالات المتأخرة فتقتصر الجهود العلاجية غالبًا على الحفاظ على الحالة الصحية للمريضة لأطول فترة ممكنة. ويمكننا القول إن وجود ناجيات من سرطان الثدي وسردهن لقصص مانحة للأمل عن كيفية تغلبهن على السرطان، يمثل بارقة أمل للمرضى في المراحل المتأخرة. فقد تحدثت الناجيات عن كيفية مساعدة الأسر والأصدقاء لهن من أجل دعمهن للتغلب على الأوقات الصعبة في مرحلة العلاج. وأضافت أنه يوجد اليوم تقنيات حديثة للإكتشاف المبكر للسرطان وسوف تعقد ورشة عمل في أول وثاني أيام المؤتمر موجهة لصغار الأطباء من أجل منحهم الفرصة لرفع مستواهم المهني وتنقسم ورشة العمل الى جزء مناقشة الحالات الصعبة و كيفية تشخيصها وجزء تعليم الأطباء أحدث الطرق لأخذ العينات من أورام الثدي. وصرحت د. نوران حسين أن المحاضرات سوف تناقش وضع خطة الأكتشاف المبكر لسرطان الثدي على حسب نسبة الأصابة والعوامل المسببة لذلك وستشمل دور الرنين المغناطيسي في الأكتشاف المبكر لسرطان الثدي والرحم ودوره في متابعة حجم ورم الثدي في حالات أخذ العلاج الكيميائي قبل الجراحة وتشخيص أورام الغدد الليمفاوية في حالة وجود أورام بالثدي. وعن الأورام الليفية قالت إن الأورام الليفية هي أورام حميدة غير سرطانية تنمو في الرحم و تتكون هذه الأورام من العضلات والأنسجة الليفية ويمكن أن تختلف في الحجم. وتعالج اليوم بالموجات فوق الصوتية المركزة حيث يستخدم الموجات فوق الصوتية المركزة عدسة صوتية لتركيز طاقة متعددة الموجات فوق الصوتية على الورم الليفي،وكل شعاع يمر عبر الانسجة دون أي أثر جانبي حيث تلتقي الموجات في بؤرة عند الورم الليفي ليصنع حرارة لحرقها. وهو علاج لا يحتاج إلى التدخل جراحي أو التعرض للإشعاع أو التدخل بالقسطرة و يتساوى في نسب النجاح مع العلاجات الاخرى و لكن بدون الأعراض الجانبية التي تصاحب التعرض للإشعاع أو الجراحة أو التدخل بالقسطرة، يتم العلاج بدون تخدير أو مع مسكن موضعي،وتستخدم اليوم لعلاج الأورام الليفية بالرحم وعلاج العديد من أورام الثدي والكبد و البنكرياس. تشوهات الجنين بالرنين المغنطيسي وعن إكتشاف تشوهات الجنين بالرنين المغنطيسي أكدت الدكتورة لمياء عبد الله أخصائية الكشف عن الأورام أنه يجب على الحامل أن تزور الطبيب للمتابعة من أول معرفتها بأنها حامل ومن الضرورى أن يقوم الطبيب المتابع بعمل سونار 3- 4 مرات على الأقل خلال فترة الحمل، وأكدت أنه في بعض الأحيان يتم استكمال فحوصات الجنين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي إضافة إلى التشخيص بالموجات فوق الصوتية. وأشارت الى أن فائدة التصوير بالرنين المغناطيسي يكشف مبكرا أى تشوهات فى جسم الجنين، ويستعمل الفحص بالرنين المغناطيسي في حالة الوزن الزائد لدى الحامل أو نقص السائل الأمينوسي أو إذا كانت وضعية الجنين صعبة. ويفيد الفحص بالرنين المغناطيسي في تشخيص حالة دماغ الجنين، ويبين جسم الجنين بالكامل على عكس الفحص بالموجات فوق الصوتية. في بعض الأحيان تكون الصور الناتجة عن التصوير بالرنين المغناطيسي غير واضحة تمامًا نتيجة لحركة الأم أو الجنين أثناء الفحص.