قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية التونسية اليوم السبت وسط الآلاف من أنصار الحزب بالعاصمة إن الحزب لن يترك الحكم وأن هناك "أخطارا ومؤامرات تهدد الثورة وان الشعب السبت خرج ليحمي الثورة والشرعية".وألقى راشد الغنوشي كلمة من على منصة وسط شارع الحبيب بورقيبة أمام أكثر من عشرة آلاف متظاهر وصفهم "بحراس الثورة". وذكر الغنوشي إنه "منذ انتخاب النهضة والمؤامرات والمكائد تحاك ضد الحركة على أمل العودة إلى الماضي".واضاف الغنوشي "يريدون العودة إلى العهد البنفسجي وإلى الحديد والنار" في إشارة إلى حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وأضاف الغنوشي "أرادوا استغلال المصائب عندما تم اغتيال المناضل شكري بلعيد ووصل بهم الأمر الى الدعوة لاسقاط الشرعية وحل المجلس التاسيسي". وقال الغنوشي إن الدعوة الى حكومة تكنوقراط يعني إسقاط حكومة منتخبة وشرعية داعيا إلى تشكيل "حكومة ائتلاف وطني".وتابع رئيس حركة النهضة إن "حزبه لن يسلم الأمانة ما دام الشعب ائتمنها وأنها ستبقى في الحكم". واكد الغنوشي إن حركة النهضة حزب اسلامي معتدل يؤمن بالديمقراطية ويحترم حقوق المرأة ولا يسعى لفرض نمط عيش بالقوة على المجتمع التونسي. وتحاشى الغنوشي ذكر اسم الشارع اكثر من مرة في خطابه والذي يحمل اسم الزعيم العلماني الراحل الحبيب بورقيبة الرئيس الأول لتونس في حين اختفت صور الفقيد المعارض شكري بلعيد من المسيرة على الرغم من ان ذكراه مازالت تسيطر على الشارع التونسي.ومنذ الصباح توافد الآلاف من أنصار حركة النهضة الإسلامية للدفاع عن "الشرعية" الانتخابية قدموا من العاصمة ومن محافظات أخرى عبر شاحنات صغيرة وحافلات . ودعا قياديون من حزب حركة النهضة وسط الأسبوع إلى مسيرة حاشدة للدفاع عن الوحدة الوطنية وعن شرعية المجلس الوطني التأسيسي ورفضا لمقترح تشكيل حكومة التكنوقراط التي تقدم بها أمين عام الحزب ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي. واحتشد أكثر من عشرة آلاف من انصار حزب حركة النهضة الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس حيث توافدوا من العاصمة ومن محافظات أخرى عبر حافلات وشاحنات صغيرة. وجاب المتظاهرون في مسيرة سلمية شارع الحبيب بورقيبة وأطلقوا شعارات مؤيدة لحركة النهضة ولشرعية المجلس الوطني التأسيسي وأخرى مناهضة لحزب حركة نداء تونس الذي يقوده رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي.ومن بين تلك الشعارات "دعم الشعرية واجب" "الشعب يريد النهضة من جديد" "الشعب يريد استكمال أهداف الثورة" و"لا حرية لا رجوع للعصابة الدستورية" في اشارة الى حزب حركة نداء تونس وحزب التجمع الدستوري المنحل وأيضا "قبر يضمني ولا تجمع يذلني".ورفرفت أعلام حركة النهضة وحزب التحرير والرايات السلفية السوداء في حين أطلق المتظاهرون شعارات دينية مثل "الشعب يريد تطبيق شرع الله" "الشعب مسلم ولا يستسلم". ونظم المتظاهرون أيضا جنازة رمزية للاعلام متهمين وسائل الاعلام التونسية بالإنحياز ضد الشرعية والحزب الحاكم, بينما نصبت منصة وسط الشارع لتنشيط التظاهرة ولافساح المجال لخطابات متوقعة لقياديي الحزب في وقت لاحق. وقال قيس البرهومي 33/ عاما/ والذي كان من بين المتظاهرين في شارع الحبيب بورقيبة لوكالة الأنباء الألمانية "نحن هنا لدعم الشرعية ولقرار الشعب الذي صوت لحركة النهضة وللمجلس الوطني التأسيسي". وأضاف "نحن جئنا حتى نؤكد أننا بالمرصاد لأولئك الذين يقودون الثورة المضادة". وتأتي المسيرة بينما تسود حالة ترقب في تونس لمعرفة نتائج المفاوضات التي يقودها رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي مع الأطراف السياسية في البلاد للتوصل إلى حل توافقي بشأن الحكومة الجديدة التي ستحل محل الائتلاف الحاكم. وترفض حركة النهضة وعدد من الأحزاب المقربة منها مقترح الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط وتنادي في المقابل بتشكيل "حكومة ائتلاف وطني" تتمتع بقاعدة برلمانية وسياسية وتكون مفتوحة على الكفاءات الوطنية. وتضع الأحزاب المؤيدة لمبادرة الجبالي شرطا مبدئيا بتحييد مطلق لوزارات السيادية وهو شرط غير قابل للتفاوض بحسب رأيها.وأمس توافد ممثلون عن 16 حزبا للوقوف على الصيغة النهائية لمبادرة الجبالي للخروج من أزمة التحوير الوزاري المعطل منذ أشهر والتي تعمقت إثر اغتيال القيادي المعارض شكري بلعيد في السادس من شهر شباط/فبراير الجاري. وصرح الجبالي للصحفيين عقب جلسات المفاوضات للصحفيين بأن الجلسات "سجلت ايجابية أثناء الحوار.. اللقاء كان على مستوى راق من الشفافية".وأوضح الجبالي "تواعدنا على الالتقاء يوم الاثنين" لاستكمال الحوار. ويفترض ان يلتقي الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي الأحد ممثلين عن الأحزاب لمزيد التشاور حول مبادرة الجبالي.