موضوع الحلقة : الخروج من الأزمة الحالية عمرو توفيق : الأحداث التى نحن فيها الآن تنذر بأخطر من ذلك إذا ما استمرت أكثر من ذلك وإذا أصر كل طرف من أطراف اللعبة السياسية على موقفه فلن يحقق أى منها أى شئ مما يريد بل إن حالة الانقسام هذه من شأنها أن تزيد نار الفرقة اشتعالا والتى من المؤكد أنها سوف تحرق الجميع دون استثناء .. القوى السياسية لا تعبر إلا عن رؤاها الشخصية فقط .. نناقش كيفية الخروج من الأزمة الحالية نناقشها مع ضيف الحلقة الدكتور نشأت الديهى مدير مركز دراسات الثورة كيف تقرأ المشهد الذي نعيشه الآن وكيف توصفه على أرض الواقع ومن الزاوية الأكاديمية التى تنتمى إليها ؟ د.نشأت الديهى : المشهد الذي نعيشه الآن مؤسف ومؤلم ومحزن ودامى .. الفرقة وصلت إلى هذا المشهد الذي بالفعل ما كان أشد المتشائمين يتخيل أن نصل إليه .. أحذر الجميع بأن بالفعل الطريق الذي تسير فيه النخب السياسية حالة من الفوضى .. من ضمن مميزات الثورة المصرية كانت ثورة بلا قائد لكن الجميع يشارك ولا أحد يحكم .. من يتحكم في الشارع المصري الآن لا أحد . عمرو توفيق : إذن من يحرك الشارع المصري يا دكتور ؟ د.نشأت الديهى : يحرك الشارع المصري مجموعة من أحلام وطموحات ووجود حالة من الغضب وحالة من الارتباك والإعلام الذي يؤجج هذه الحالة .. أصف الإعلام يتميز 70 % منه أنه إعلام منافق .. إعلام يخشى العامة ولا يخشى الخاصة .. إعلام ينافق العامة .. نفاق العوام أخطر من نفاق الحكام .. من ينافق شعب بأكمله وكل خطوة قرار وكل حركة يتم التشكيك فيها والتشكيك في النوايا نحن جميعا نعلم الصورة .. هذه الصورة الكئيبة التى تصل بنا إلى ما نحن فيه .. الجميع يحب مصر ويقسم أن مصر هى الهدف ولكنه يريد أن يحب مصر بطريقته .. أقول للجميع بمنتهى الوضوح حب هذا الوطن لا شروط له ووضع شروط لحب هذا الوطن شئ غير مقبول. . القابض على السلطة الآن في مصر مثل القابض على جمرة .. لا مجال للتنافس ولا مجال للأحقاد .. الوطن إذا غرق سوف نغرق جميعا .. المشهد مرتبك والجميع يحاول أن يحقق مكاسب سياسية شخصية .. البلد كانت في حالة تدريب كامل لا يوجد مؤسسات تصنع رموزا سياسية وتصنع ساسة حقيقيين والجميع في فترة تحول حقيقية .. الشك في الناخب المصري واتهامه بأنه يباع أو يشترى أمر غير مقبول تماما ..هناك اختلاط كبير جدا ما بين أدوات التعبير وأدوات التغيير .. أنتقد ما شئت طالما بآليات وقواعد معينة .. الخلط بين أدوات التعبير وأدوات التغيير أمر غير مقبول تماما عمرو توفيق : السلطة في مصر في هذا الوضع ليست مغرية على الإطلاق بل أنها تؤدى إلى مهانة وتؤدى إلى انكسار النفس وتؤدى إلى ضياع الهيبة .. ما رأي حضرتك فيما يحدث د.نشأت الديهى : هناك سيل من المبادرات .. ما ظهر من مبادرات لم تظهرعلى الساحة إلا بعد استشعار الجميع الخطر .. أركان الدولة بتهتز وربما نصل إلى فكرة تحلل الدولة .. هناك من يقصد هدم أركان الدولة في مصر .. هناك مخطط لإسقاط الدولة المصرية .. إسقاط النيابة العامة إسقاط الحكومة وسوف نصل لإسقاط الأمن واحنا ماشيين في الأمن دلوقتى .. الأمن المصري في حالة إعياء شديد من الناحية المعنوية بسبب التشكيك في نواياها .. الجميع يحاول إعادة المؤسسة العسكرية إلى الشارع مرة أخرى .. سوف يستقبلون المؤسسة العسكرية بالورود ثم ينقلبون عليها كما حدث من قبل .. ثقافة الرفض الدائم هى الثقافة الموجودة في مصر الآن .. هناك عداء للسلطة ولفكر الدولة .. 70% من الأزمة السياسية بتؤججها الفضائيات المملوكة لبعض رجال الأعمال .. الوطن لا يحتاج الآن إلى كلام معسول إنما يحتاج بالفعل إلى كلمة حق .. مالكين القنوات الفضائية لهم أجندات خاصة .. البرامج في القنوات الفضائية تخدم على فكرة والفوضى وفكرة اللا دولة .. الصمت عن الخطأ خطر .. الصمت على فوضى فوضى والصمت على التخريب تخريب .. المبادرات الكثيرة بادرة خير .. مبادرة حزب النور كانت أكثر نورا ولها أسباب .. مبادرة حزب مصر القوية لها وجاهتها .. مبادرة الأزهر هى المبادرة الأكثر قبولا لأن الأزهر غير ملون وليس له أجندة سياسية .. الجميع جلس على طاولة المفاوضات مع الأزهر بكلمات واضحة الجميع مع نبذ العنف .. هل تحرك الجميع لإيقاف الفوضى ؟ .. يجب أن نعمل في هذه اللحظة بحس وطني .. لابد من الخروج من الأزمة بفعل الرجال وبأقوال الرجال عمرو توفيق : كيف نعيد الثقة بين التيارات السياسية المختلفة ولكن قبل أن تتفضل بالإجابة نذهب إلى تقريرنا التالى ونعود إلى حضراتكم تقرير ( أهم ما جاءت به الصحف ) الأهرام فاروق جويدة في هوامش حرة ، جريدة الأخبار خواطر جلال دويدار ، الشروق على مدى الشوف عمرو خفاجى ، اليوم السابع يتحدث محمد الدسوقى عن وثيقة الأزهر ، عبد الله نصار في الجمهورية ، عماد الدين أديب في الوطن ، عمرو الليثى في المصري اليوم ، الأهرام المسائى على محمود عمرو توفيق : كيف نعيد بناء الثقة وهل ما يحدث ثورة أم ضد الثورة د.نشأت الديهى : استوقفنى في التقرير مقولة عمرو خفاجى أن المشهد والوضع السياسى أخطر مما يتخيله الجميع وأنا أتفق تماما مع هذه المقولة .. هناك نوازع للخروج عن الدولة وتقديس الفوضى .. يجب التفرقة بين المتظاهرين الحقيقيين السلميين وبين المخربين .. لابد للدولة أن تقبض بيد من حديد على كل من يريد الفوضى عمرو توفيق : لماذا الدولة مشلولة يا دكتور د.نشأت الديهى : هى الأسباب كثيرة جدا يعنى .. الدولة المصرية دولة قوية .. الدولة المصرية لن تسقط .. حزمة قرارات بسيطة يتم بها الخروج من أزمة الأمن في مصر .. يجب أن تكون المعارضة رشيدة وأن تكون جزءً من الحكم .. أنا أتحدى أى قرار سياسى ستجد 50 % يرفضه ويفتش في نواياه .. لو غاب العقلاء في المشهد ستحدث مشاكل كثيرة والآن العقلاء في المشهد لكنهم يخطئون كثيرا .. لدينا مؤسسة عريقة لابد أن نساعد جميعا ما يتم الاتفاق عليه في حضرة شيخ الأزهر .. جلسات الحوار مع الأزهر ليست جلسات حوار شكليا .. مصر ليست القاهرة فقط .. مصر ليست ميدان التحرير فقط .. مصر ليست الإسكندرية فقط .. الشعب المصري في حالة قلق .. الشعب المصري إذا ثار أول الضحايا سيكونوا النخب السياسية والمعارضة عمرو توفيق : أليس من واجب السلطة الحاكمة أن تحتضن الجميع أليس من واجب السلطة الحاكمة إذا تحاورت وإذا وصلت إلى اتفاق وإذا كان حوار أن تكون هناك ضمانات د.نشأت الديهى : المعارضة لم تطلب من العقلاء أن يجلسوا معهم .. يجب على السلطة أن تحتضن وأن تجلس .. لا خلاف أن كل من هم في المشهد السياسى على خطأ لا يمكن تبرئة من في الحكم على حساب المعارضة .. الجميع أخطأ في حق الوطن .. عدم الثقة يعود إلى جسر التواصل بين السلطة والمعارضة .. لا يمكن إسقاط الشرعية عن طريق الشارع .. ما نريد تحقيقه سوف يتحقق بعد 10 سنوات .. الدولة غير قادرة على حل المشاكل الاقتصادية وما يشابهها .. يجب توضيح جدول زمنى لحل هذه الأزمات .. عمرو توفيق : إلى أين سيذهب الموقف آفاقه إيه سلبا أو إيجابا د.نشأت الديهى : لابد ألا نقلل من حجم المشكلة .. نحن أمام مشهد دم إن لم يكن هناك علاج سياسى عاجل وسريع وجماعى باسم الدولة لبوادر الدم اللى ممكن يتصاعد .. الشعب المصري ليس دموى الشعب المصري لا يمكن أن تقوم به بحرب أهلية الشعب المصري له ثوابت .. الشعب المصري أصبح غاضب من كل ما يحدث .. لابد أن يعلم الجميع أن هناك تغيرات جذرية تحدث .. الشعب المصري متمرد نوازع الفوضى لديه أكثر من نوازع النظام .. الجميع يتكلم عن العدالة الاجتماعية وهو لا يعلم ما في المجتمع عمرو توفيق : أتوجه بالشكر للدكتور نشأت الديهى مدير مركز دراسات الثورة وفى الختام أيضا يقول أليس فينا ولا منا رجل رشيد نحن على حافة الخطر نسأل الله أن يقى هذا البلد العظيم شرور الجميع إلى اللقاء