تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد مع بداية ولايته الثانية ، يواجه الرئيس الامريكي باراك أوباما صعوبة في الحفاظ على علاقة جيدة مع مصر، وهي حليف مهم للولايات المتحدة ، نظرا لوجود رئيس اسلامى محافظ يحكم و هو بين شقى رحى فيحاول ان بكون وسيط سلام معتدل ، بينما عليه ايضا ان يحافظ على حزبه الإخوان المسلمين راضيت بالخطاب المناهض للولايات المتحدة. عندما اطيح بدكيتاتور مصر السابق حسني مبارك ، و تم انتخاب محمد مرسي كاول رئيس منتخب ديمقراطيا فى مصر ، امل البيت الأبيض في الصيف الماضي ان يتم تخفيف بعض التوترات التقليدية بين واشنطن وجماعة الإخوان، وهو حزب تتجذر فيه معارضة إسرائيل والولاياتالمتحدة، لكن سلسلة من الخطوات الأخيرة للاخوان المسلمين أثارت الذعر ، كهجمات الإخوان على المتظاهرين، و غموض وضع المراة من الحريات في دستور البلاد الجديد، اضافة لتكشف بعض التصريحات والتعليقات القديمة لمرسي يشير فيها الى اليهود بانهم "مصاصي الدماء" و "خنازير" مما جعل بعض كبار المسؤولين في الولاياتالمتحدة للتهديد بايقاف 1 مليار دولار من المساعدات الأمريكية لمصر. وعلاوة على ذلك، الاضطرابات السياسية التي تجتاح مصر الان ، حفزت في جزء منها، الاحباط العام من مرسي والإخوان وفزع المقرضين الدوليين واخرت تدفق المليارات من الدولارات . الاضطرابات فى مصر بلغت ذروتها في نهاية هذا الاسبوع مع التوترات والاشتباكات التى اندلعت في محافظات قناة السويس الثلاث والتي خلفت أكثر من 50 قتيلا، مما اضطر مرسي لإعلان حالة الطوارئ شهرا ويحث خصومه السياسيين من الليبراليين والعلمانيين للانضمام إلى الحوار الوطني، بداية من يوم الاثنين، لتخفيف حدة الازمة. وقالت مسؤلة كبيرة في إدارة أوباما شريطة عدم الكشف عن هويتها ، ان حكومة مرسي تعد "إدارة جديدة، وأنها تواجه آلام النمو الواضح"، حتى تتمكن من مناقشة سياسة البيت الأبيض. وقالت ان البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد حول الاتجاه الذي يسير فيه الإخوان بمصر. حتى الان لم يهتم البيت الأبيض لخوض مواجهه مع جماعة الإخوان المسلمين، التي نمت في الحجم والمكانة في المنطقة منذ ثورات الربيع العربي. وتعتبر جماعة الإخوان والحركات الإسلامية المماثلة تمثل خطر للأنظمة الملكية في الأردن، والكويت، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب. وأعضائها هم جزء من تحالف المعارضة التى تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. و لديها تابعين قليلين في قطر، والجزائر، ولها حليف في تونس يماثلها التفكير وإن لم يكن تابع لها بشكل غير رسميا . وعلى الرغم من أن جماعة الإخوان تأسست في مصر، الا انها نشرت نفوذها وو اصبح لها جماعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .. ان الهجمات الإرهابية الأخيرة من المتشددين الاسلاميين في مالي و قيام فرنسا بهجمات ضدهم ، قدمت لأوباما جبهة جديدة في المعركة ضد التطرف مع بداية ولايته الثانية. منذ اندلاع الثورة بميدان التحرير قبل عامين، حاولت واشنطن مساعدة مصر في بناء دولة ديمقراطية دون أن يبدو أنها تمس سيادتها. فاز مرسي بانتخابات يونيو بنحو 51 في المئة من الاصوات في مصر، و ظهر بنهج معتدل، وتوسط في وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة واتجه الى أوكار إرهابية في شبه جزيرة سيناء. لكن عداء مرسي للسامية ، الذى اتضح فى خطب منفصلة في عام 2010 و ظهرت هذا الشهر على شاشة التلفزيون المصري، كذلك اتهامه اوباما بأنه كاذب.. صدم العديد من المسؤولون الامريكيين الذي و نددوا بها لانها تسبب نتائج عكسية لجهود السلام المدعومة أمريكيا في الشرق الأوسط. ولكن قلة فى مصر لم يفاجئوا ، لانهم سمعوا المسؤولين الإخوان يدلون ببيانات مماثلة لسنوات. و قد حاول مرسي فى البداية الرد على رد فعل الولاياتالمتحدة ازاء تعليقاته ، فأصدر مكتبه بيانا لدعم الحريات الدينية والتسامح، ونبذ العنف.. البيان، ومع ذلك، لم يفعل شيئا يذكر لتهدئة المشرعين الامريكيين - الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء - الذين رفضوا الموافقة على 1 مليار دولار من المساعدات لمصر أن وعد بها أوباما عام 2011 لمساعدة الحكومة الجديدة لتسوية ألازمة الاقتصادية التي استنزفت البنك المركزي في البلاد مما خفض قيمة العملة المحلية في أعقاب الثورة. وقال النائب فرانك وولف، عضو اللجنة الفرعية للاعتمادات بمجلس النواب التي تشرف على التمويل للحكومات الأجنبية " كيف للشعب الأمريكي ان يشعر بشأن خفض الأموال لبرامج التعليم وإعطاء المال هنا لحكومة هي معادية للسامية؟ " . جزء من حزمة المساعدات المقترحة بمليار دولار يعتمد على موافقة صندوق النقد الدولي على قرض لمصر بنحو 4.8 مليار دولار ، الا انه المفاوضات توقفت لشهور بسبب عدم الاستقرار في مصر. وعلى الرغم من شكوك البيت الابيض إزاء مرسي الا انه لا يزال يدفع بالكونجرس بدعم مصر معترفا بأن سقوط مصر بالتأكيد يعنى مزيد من تعكير الاجواء المضطربة بالفعل فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. حيث قال مسؤول كبير في إدارة أوباما " ليس في مصلحتنا أن يكون هناك انهيار اقتصادي في مصر". الإخوان تصف نفسها بأنها منظمة اجتماعية غير عنيفة مخصصة لغرس القيم الإسلامية في المجتمع ، حيث تعرضت للقمع من الأنظمة السابقة منذ عقود وكافحت مع التكيف مع دورها الجديد فى قيادة الحكومة. وأعضائها، لديهم خوف من حدوث انقلاب، ويلقى باللوم على نطاق واسع لمهاجمة المتظاهرين ضد مرسي خارج القصر الرئاسي في القاهرة الشهر الماضي في اشتباكات اسفرت لا يقل عن 10 قتيلا. وقال ناثان براون، وهو أستاذ في جامعة جورج واشنطن لديه كم من البحوث حول الحركات الإسلامية على مدار عقد من الزمان تقريبا " ان ما فاتهم انهم حقيقة أصبحوا الحزب الحاكم الآن، و أن الدخول في معارك الشوارع عندما يكون اديك أيضا قائد الدولة المصرية ، يجعلهم يظهرون قليلى الخبرة ومذعرون ، ولكنها ليست تنظيم القاعدة، انها لا تمثل تهديدا أمنيا." وأضاف: "إن الخوف الأكبر من جانب إدارة (أوباما) هو الانهيار السياسي في مصر ، إنهم قلقون من أن انهيار الدولة المصرية عاملا مزعزعا للاستقرار في المنطقة، وربما يسمح بتدفق الأسلحة والمقاتلين و ظهور حركات أكثر راديكالية في المنطقة - وخاصة في المناطق المضطربة مثل سيناء وقطاع غزة ". وقال مسؤولون في إدارة أوباما وعود مرسي على الالتزام بمعاهدة السلام المصرية عام 1979 مع إسرائيل، واستمرار التعاون الأمني مع إسرائيل حول شبه جزيرة سيناء يبدو امرا متقلبا و لا يظهر استعداده ليكون شريكا . وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما.ان مرسي عمل في نوفمبر على التوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة وكانت هذه "خطوة أولى جيدة"، ولكن واشنطن لا تزال قلقة من مرسي والإخوان "الذين يأتون من وجهة نظر متحفظة جدا مع القضايا التي تعتبر مهمة جدا لأمريكا".