نشرت وكالة اسوشيتد برس مقالا اوردت فيه ان الرئيس باراك أوباما يبدأ فترة ولايته الثانية بصعوبة في الحفاظ على علاقة جيدة مع مصر، وهي حليف مهم للولايات المتحدة. و يحاول رئيسها الاسلامي المحافظة المشي على خط رفيع بين العمل كوسيط سلام معتدل والحفاظ على مباديء حزبه بالخطاب المناهض للولايات المتحدة.
كما أعرب البيت الأبيض الصيف الماضي عن أمله لضمان سلاسة على بعض التوترات التقليدية بين واشنطن وجماعة الإخوان، وهو الحزب المعارض لإسرائيل والولاياتالمتحدة، عندما تمت الاطاحة بالدكتاتور حسني مبارك، و تم اختيار محمد مرسي رئيسا منتخبا ديمقراطيا.
لكن أثارت سلسلة من الخطوات الأخيرة - من هجمات الإخوان على المتظاهرين، لاحتجاجات غامضة علي حريات المرأة في دستور البلاد الجديد، و الكشف عن التعليقات القديمة لمرسي مشيرا الى اليهود ب "مصاصي الدماء" و "الخنازير"- الذعر بين كبار المسؤولين في الولاياتالمتحدة و هددت 1 مليار دولار من المساعدات الأمريكية لمصر.
على الرغم من أن جماعة الإخوان تأسست في مصر، انتشر نفوذها و حلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في – حيث مثلت اثنين من الهجمات الإرهابية الأخيرة والاعتداء على متشددين اسلاميين فرنسيين في مالي أوباما بجبهة جديدة في المعركة ضد التطرف لولايته الثانية.
لا يهتم البيت الابيض كثيرا باختيار معركة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي نمت في المنطقة منذ ثورات الربيع العربي. و تنظر الأنظمة الملكية في الأردن، والكويت، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمغرب الي جماعة الإخوان والحركات الإسلامية المماثلة بحذر. أعضائها هم جزء من تحالف المعارضة الذي يسعي للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. لديها متابعة صغيرة في قطر، والجزائر، و حليف مماثل التفكير - إن لم يكن تابعا رسميا - في تونس.
عندما انتخب المصريين مرسي، قال كلمات معتدلة، و توسط في وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في قطاع غزة، واتجه الى أوكار إرهابية في شبه جزيرة سيناء.
وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما الذي وافق على التحدث شريطة عدم الكشف عن هويته حتى يتمكن من بحث العلاقة الدبلوماسية بشكل أكثر صراحة ان الحكومة التي يقودها مرسي هي "إدارة جديدة، و تواجه آلام النمو الواضح". منذ الثورة في ميدان التحرير قبل عامين، حاولت واشنطن مساعدة مصر في بناء دولة ديمقراطية دون أن تبدو أنها تطأ سيادتها. و فاز مرسي انتخابات يونيو الماضي ب 51 في المئة من الاصوات في مصر.
اسفر ثوران جديد من العنف السياسي في مصر خلال عطلة نهاية الاسبوع عن مقتل نحو 50 شخصا، وتعميق الشعور بالضيق مع محاولة مرسي احكام قبضة هائلة على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وقد أعلن حالة الطوارئ وحظر التجول لمدة 30 يوما في ثلاث محافظات بقناة السويس الأكثر تضررا من أعمال العنف. ويزداد اهتمام البيت الابيض بالاتجاه الذي يأخذ الإخوان مصر فيه: وقال مسؤول في الادارة "انها ليست فقط حول حكم الأغلبية. هناك مبادئ ديمقراطية سنستمر في دعمها".