بعد الحملة التى شنتها الصحف الاسرائيلية و تصريحات المسئولين هناك ، ازاء اختيار الرئيس الامريكى باراك اوباما تشاك هيجل Chuck Hagel ليكون وزير دفاعه الجديد .. حملة اخرى تشن الآن ضد مرشحه جون برينان John O. Brennan لتولى ادارة المحابرات المركزية سى أى إيه.. وتقول التقارير الصحفية الاسرائيلية ان اوباما بمجر ادائه اليمين الدستورية ، كان اول ما فعله على النحو الذي يحدده الدستور ، هو انه قدم للكونجرس قائمة مرشحيه لمجلس الوزراء و بالطبع ضمت تشاك هيجل وزيرا للدفاع، وهناك الكثير ليقال عن آراء هيجل حول القضايا المتعلقة بإسرائيل ، و كلها سيئة. و لقد استغربت ايضا الادارة الاسرائيلية و محللوها السياسيين ان القائمة ضمت ايضا على مستوى الوزارى جون برينان الذى رشح لمنصب رئيس المحابرات المركزية سى أى إيه وهو له سيرة ذاتية تكشف عن اتجاهاته وسياساته المستقبلية ، فقد كان برينان مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب (وهو في الواقع "نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومساعد الرئيس) وكان قد تولي مناصب هامة في العديد من وكالة المخابرات المركزية ، .... فما الذي نعرفه عن برينان؟ لقد شغل منصب رئيس محطة مخابراتية في المملكة العربية السعودية من 1996 حتي 99. خلفيته الأكاديمية تتضمن دراسة اللغة العربية وثقافتها؛ حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة فوردهام، بما في ذلك قضاء سنة في الخارج في الجامعة الأميركية في القاهرة، كما حصل على الماجستير في الخصخصة الحكومية من معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة تكساس في أوستن.. و يتحدث برينان العربية "بطلاقة" . و تقول اسرائيل انه لا يوجد شيء خاطئ مع وجود هذا النوع من الخلفية. و لكن خطر الإرهاب هو مصدر قلق كبير، فمعظم الارهاب اليوم ينبع من العالم العربي والاسلامى ، ومدير وكالة المخابرات المركزية لا يمكن معرفة الكثير عن ذلك. ولكن من ناحية أخرى، هناك ظاهرة "المستعرب" ، فقد درس بريان اللغة العربية و و مأخوذ بثقافتها و يتبنى وجهه النظر العربية .. وإذا كنت تعتقد أن ظاهرة الإرهاب الإسلامي ترتبط بمظالم محددة يستند اليها 'المتطرفين' الذين يستغلون الدين السلمى لأغراضهم، فسيكون وجود مدير للمخابرات المركزية مستعرب ، ليس مشكلة.. كذلك ، إذا كنت تعتقد أن ما نمر به بدايات الصراع الحضاري بين الإسلام الحقيقي والغرب، فلا يمكن أن يكون تعيين برينان مشكلة كبيرة حقا. إذن أين المشكلة؟ .. تساؤل طرحة موقع فيسنو الصهيونى Fresno Zionism... و يقول انه في فبراير 2010، تحدث برينان للطلاب المسلمبن في جامعة نيويورك في اجتماع اعدت له الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) .. وقال فيه أن الإسلام هو "دين السلام والتسامح والتنوع الكبير،" لذا فهو يظن أن المسيحيين الأقباط فى مصر ليسوا فى نزاع اوضطهاد. لقد كان يتحدث باللغة العربية الصدئة إلى حد ما. ويشير خلال مقابلة الطلاب المسلمين من مختلف البلدان بما في ذلك "فلسطين"، إلى "القدس لا جيروزاليم ، حيث وكما يقول، انها في الديانات الثلاث هى مدينة مقدسة هو و يمكن للثلاثة من التعايش على الرغم من التوترات. (لكنه فشل فى ان يلاحظ أن هذا لم يحدث الا حينما كانت المدينة تحت السيطرة اليهودية!) وفي وقت لاحق، قال انه يناقش باستفاضة مشكلة التحيز ضد المسلمين في أمريكا، والحاجة إلى حماية حقوقهم، ( لكنه لا يذكر ضعف الحقوق التي يعاني منها السكان من غير ذكر أو غير المسلمين في الأراضي التي يسيطر عليها الاسلام ). ويمتدح النظام الملكي السعودي للإشراف على المدن المقدسة في الإسلام والحج، ويمتدح المنظمات مثل الجمعية الاسلامية لشمال امريكا ISNA وغيرها للعمل على حماية حقوق المسلمين، ولكن لا يذكر مشاركتها في جمع الأموال لحماس أو غيرها من الجماعات الإرهابية، أو الاتصال بجماعة الإخوان المسلمين . بل و انتقد الحكومة الأمريكية للتدخل فى التزامات المسلمين وممارساتهم كالزكاة - و الصدقة. وخلص الموقع الصهيونى من خديث برينا نفى هذه المقابلة مع الطلاب المسلمين فى نيويورك انه على اتفاق مئة في المئة مع سياسة أوباما أن "أعداءنا فقط هم القاعدة وحلفائها المتطرفين" من المنظمات التي تشوه الطبيعة السلمية للإسلام. بل انه يعارض استخدام كلمة"الجهاديين" للإشارة إلى الإرهابيين الإسلاميين، لان الجهاديين، هم من يقوموا بالجهاد، وهو امر نقى و طاهر، ولغرض مشروع. ويختتم التقرير بان برينان يسيء فهم طبيعة العرب و المسلمين ، وبرينان يتمسك بفكرة أنه يمكن أن يقوض على نحو ما انتشار الأيديولوجية الإسلامية العنيفة من خلال توظيف التنمية الاقتصادية والتعليم لمكافحة "الجهل" الذي يسمح لتنظيم القاعدة بنجنيد اعضاء جدد . انه يقلل من جاذبية الأيديولوجية الاسلامية المتشددة ، لا سيما في الثقافات العربية.. فالعرب الفلسطينيين، الذين كانوا على الارجح اكبر متلق لمعونات "التنمية" أكثر حتى من أي جماعة غربية أخرى مماثلة ، وهناك ألامراض الدينية / الثقافية التي تعمل ضد الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، وكذلك تجعل الأرض خصبة للثقافة الأيديولوجيات الراديكالية.. وانه منذ عام 2010، حققت المقاومة الإسلامية تقدما كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، وأصبحت المسالة أصعب وأصعب لأولئك ممن مثل برينان للادعاء بأن عناك تشويه للاسلام و ان "التيار" الإسلامى قد تغير تفكيره.