لم يستقر الهوى في ارض الكنانة على عاصمة واحدة لمدى طويل بل صاحب كل تغيير سياسي أو ديني أو اقتصادي تشهده البلاد اتخاذ عاصمة جديدة . ولان حضارة قدماء المصريين متفردة بسماتها الحضارية وإنجازاتها الضخمة وأصالتها ولانها الاكثر خلودا وانبهارا وشهرة بين حضارات الاقدمين فقد انتقلت السلطة وحتى يومنا جغرافيا لعواصم متعددة.. قدرتها أغلب كتب التاريخ بما يقارب ال35 انتقالا وتغييرا لعاصمة مصر في 13 مدينة مصرية مختلفة ..كانوا مقرا للسلطة وبعضهم كان في مراحل تاريخية يعتبر (عاصمة للعالم ). واختلف مكان العاصمة عبر التاريخ حسب ظروف الزمان والمكان والتوجه العام للأمة المصرية وقد نظم مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، أحد المراكز البحثية بمكتبة الإسكندرية محاضرة بعنوان "عواصم وموانئ مصر القديمة "، لتسليط الاضواء علىتلك العواصم والموانئ المصرية على مر العصور، ودورها الحضاري، والمجتمعات التي ارتبطت بها. والهدف الرئيسي للمحاضرة هو نمو الوعي بتاريخ وحضارة مصر عبر العصور التي مرت بها وأثرت فيها وتأثرت بها و توضح كيف احتضنت أرض الكنانة ما يقرب من اثنين وأربعين إقليما "محافظة" قُسمت ما بين مصر العليا والسفلى، كما امتدت موانيها على البحر المتوسط والبحر الأحمر ونهر النيل، وتغنى الجغرافيون من بلاد الإغريق بالعواصم المصرية وحواضر المحروسة منف – بي رمسيس – واست "طيبة" العصية على الغزاة التي ضُربت بها الأمثال كأقوى عواصم العالم ، حتى إنها عندما سقطت ضُرب بها المثل على أن بقاء الحال من المحال. اول عاصمة تاريخ مصر يضرب بجذوره في أعماق الارض ليرسم حضارة عريقة امتدت عبر الاف السنين ، بل إن ذكر مصر يرد مع بداية الخليقة فقد حضرت في قصص آدم وشيث وإدريس وحتى في طوفان نوح، ومازالت آثار البداري في أسيوط شاهدة على تطور وادي حضاريا حتى في عصور ما قبل التاريخ والعصور الحجرية الأولى .. لكن أصبح عام 3200 ق.م هو عام بداية التأريخ للدولة المصرية، لأنه العام الذي تأسست فيه أول عاصمة مركزية (ربما في التاريخ البشري كله) بعد أن توحد وادي النيل بالكامل ليصبح أقدم وأول دولة في التاريخ .. ففي العصور القديمة كانت البداية هي عاصمة تكون في مكان متوازن بين شمال مصر وجنوبها لتأكيد وحدة الدولة ووحدة الأمة، وعلى مر العصور المصرية القديمة كانت السلطة حريصة على أن تكون العاصمة دائما على ضفاف النيل تارة في الشمال وتارة في الجنوب حسب الظروف السياسية .. في عصور لاحقة شهدت ضعف مصر كانت العاصمة تقام قريبة من الكيان الأجنبي المسيطر ، فكان شرق الدلتا مكانا لعاصمة مصر أثناء حكم الهكسوس وأيضا في العصور المتأخر الخاضعة للسيطرة الأشورية أو الفارسية .. ومع دخول العصر الهللينستي ومن بعده عصر الإمبراطورية الرومانية وارتباط مصر ثقافيا وحضاريا بأوروبا، كانت الإسكندرية ولقرون طويلة عاصمة لمصر تربط مصر بامتدادها الحضاري في روما وأثينا وبيزنطة، ثم عادت العاصمة بعد دخول الإسلام إلي ضفاف النيل مرة أخرى، ولكن على الشرق منه في أقرب نقطة اتصال مع آسيا وساحل البحر الأحمر، لتكون تعبيرا عن الامتداد الحضاري للمشرق العربي والإسلامي.. والمتتبع لتاريخ مصر يعلم جيدا أن هناك 4 عواصم رئيسية كبرى كل عاصمة منهم كانت مركز الحكم في مصر لقرون طويلة هم (منف – طيبة – الإسكندرية – القاهرة)، أما باقي العواصم فلم تبلغ من الزمن ما بلغته هذه المدن الأربعة وفيما يلي استعراض سريع لابرز عواصم مصر عبر التاريخ: تنيس كانت أول عاصمة لمصر مدينة "تنيس " وهي مدينة المنزلة حالية بمحافظة الدقهلية وكانت قبل 2950 ق. م أول عاصمة في التاريخ للوجهين القبلي والبحري. – منف (عاصمة الألف عام) 2950 ق. م. 2180 ق. م ، من الأسرة الأولى وحتى الأسرة الثامنة الفرعونية. منف أو حسب النطق اليوناني (ممفيس) كانت أول عاصمة لمصر الموحدة وتقع حاليا في محافظة الجيزة، و تشمل منطقة ميت رهينة بالبدرشين.. وكانت مركزا للسلطة ومقرا للفراعنة الأوئل قرابة الألف عام كانت مصر فيهم أهم وأقوى دولة في المنطقة بل وفي العالم المعمور آنذاك .. وماتزال بها أو محيط بها أهم وأكبر أهرامات مصر العظمى من هرم سقارة وهرم سنفرو وأهرامات الجيزة وأبو الهول وغيرهم (منف أو منفر أو ممفيس) تندرج ضمن مواقع التراث العالمي, أسسها الملك نارمر، وكانت عاصمة لمصر فى عصر الدولة القديمة وكانت فيها عبادة الإله بتاح، وعرفت باسم «الجدار الأبيض» حتى القرن السادس والعشرين قبل الميلاد إلى أن أطلق عليها المصريون اسم «من نفر» وهو الاسم الذى حرفه الاغريق فصار «ممفيس» ثم اطلق العرب عليها «منف». هيراكليوبوليس (عاصمة الضعف) مع انتقال الحكم للأسرة التاسعة عام 2180 ق.م كانت مصر في مرحلة من الضعف واللامركزية وأسس "مرى اب رع" مدينة هيراكليوبوليس التي تقع مكان مدينة "إهناسيا" الحالية ببني سويف ولم تكن العاصمة بقوة منف مما أدى لكثير من الضعف على ما يبدو وصعود نبرات الاستقلال المحلية واللامركزية وظل الوضع كذلك حتى نهاية حكم الأسرة العاشرة عام 2060 ق.م طيبة (عاصمة العالم لألف عام) الاقصر حالياً مدينة طيبة ثالث عاصمة وهي مدينة الأقصر حاليا من 2135 ق.م. وحتى 1985 ق.م أي خلال الأسرة الحادية عشر من أهم عواصم مصر عبر التاريخ وظلت عاصمة لمصر في أغلب فترات العصور القديمة وكانت في مراحل مختلفة تعتبر عاصمة لأكبر امبراطوريات العالم القديم .. أول من أسسها وجعلها عاصمة لمصر كان الملك انيوتف الأول من الاسرة ال 11 وظلت عاصمة لمصر طوال العهد المعروف بعهد الأناتفة نسبة لأسماء الملوك فيه والذين استطاعوا انهاء حكم الأسرة العاشرة واعادة القوة المركزية لمصر وبعدهم ظلت طوال الوقت عاصمة لمصر حتى في أثناء فترة الهكسوس الذين اتخذوا من أواريس في الدلتا عاصمة لهم ، حيث كانت مقر للحكام المصريين الذين كانوا يقاومون الهكسوس طوال مدة تواجدهم في الشمال ، لذلك كانت طيبة لأكثر من ألف عام عاصمة لمصر سواء عاصمة مقاومة أو عاصمة رسمية إلا اذا استثنينا فقط فترة حكم أخناتون التي نقل فيها العاصمة لمدينته الجديدة "أخيتاتون" لمدة لا تتجاوز ال 30 عاما .. وطيبة هي مدينة الاقصر الحالية والتي تمتلئ بأهم وأقوى مظاهر مجد الحضارة المصرية القديمة .. لتجتاوي ثم أصبحت مدينة لتجتاوي من 1985 ق.م. وحتى 1785 ق.م. العصمة الجديدة خلال الأسرة الثانية عشرة. وعادت مدينة طيبة لتكون عاصمة مصر من جديد من العام 1785 ق.م. وحتى 1650 ق.م. خلال الأسرة الثالثة عشرة ولكن لم تستمر كثير وأصبحت مدينة خاسوت ولم تستمر كثيرا خاسوت (عاصمة الهسكوس الأولى) وفي الأسرة الرابعة عشرة خاسوت سخا الحالية وهي تقع في مكان مدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ المصرية الحالية وكانت مقر حكم الأسرة ال 13 أول أسرة هكسوسية تحكم مصر وليس بها أثار تذكر تركها حكامها أواريس (عاصمة الهكسوس) أواريس وهي مدينة زوان الحالية عاصمة مصر من العام 1680 ق . م الى 1650 ق.م. وهي العاصمة في عهد الاسرتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة، و تقع مكان "تل الضبعة" في دلتا مصر في محافظة الشرقية قرب مدينة صان الحجر ويذكر أن هذه المدينة أسسها بعض التجار الكنعانيون وانتقلت إليها الأسرة ال 14 ثاني أسرة هكسوسية تحكم مصر وجعلتها عاصمة لمصرخلال الفترة 1715 ق. م. 1650 ق. م، ث وعادت مدينة طيبة مرة أخرى لتكون عاصمة مصر بعد رحيل الهكسوس من العام 1650 ق.م. وحتى العام 1353 ق.م. أي خلال الأسرتين السابعة عشرة والأسرة الثامنة عشر أخيتاتون (مدينة الإله الواحد) الاسرة الثامنة عشرة وتقع في منطقة تل العمارنة في محافظة المنيا حاليا من العام 1353 وحتى العام 1332 ق.م. . لما وصل أمونحتب الرابع للعرش غير اسمه لأخناتون وأعلن عن احياء عبادة الإله أتون الواحد وحارب كهنة آمون وقرر نقل العاصمة المصرية من طيبة لمدينته الجديدة "أخيت آتون" وظلت عاصمة لمصر طوال عهده – وتعود دائما لتصبح طيبة "الأقصر" لتكون عاصمة مصر من جديد لموقعها الجغرافي المتميز وأصبحت تلك المدينة عاصمة لمصر من العام "1332 ق.م. 1279 ق.م. أي خلال الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة قبل تولي الملك رمسيس الثاني. بر رعمسيس وأصبحت مدينة بر رعمسيس العاصمة من العام 1279 وحتى العام 1078 ق. م. أي خلال الأسرة التاسعة عشرة بدءاً من من حكم الملك رمسيس الثاني والأسرة العشرون. تانيس – سايس – بوباستيس (عاصمة السيطرة الاشورية) الثلاث عواصم هم في الواقع الجغرافي مكانا واحدا تقريبا يقع في محافظة الشرقية في مدينة (صان الحجر) الحالية التي كانت عاصمة للبلاد لمدة 550 عام تقريبا خلال مدد حكم الأسر من 21 وحتى 26 باستثناء الأسرة 25 التي حاولت إعادة العاصمة القديمة منف ولكنها هزمت من جيوش الأشوريين .. وكانت مدينة تانيس وهي مدينة صان الحجر الحالية عاصمة مصر من العام 1078 وحتى العام 945 ق.م. خلال الأسرة الحادية والعشرون ثم مدينة بوباستيس وهي مدينة "تل بسطة الحالية" من العام 945 حتى العام 715 ق.م. خلال الأسرة الثانية والعشرين. وأختيرت مدينة تانيس لتكون عاصمة مصر خلال الأسرة الثالثة والعشرون أي من العام 818 وحتى العام 715 ق.م ثم مدينة سايس وهي مدينة "صا الحجر الحالية من العام 725 وحتى عام 715 ق.م. خلال الأسرة الرابعة والعشرون. وكانت نباتا " منف" من العام 715 وحتى العام 664 ق.م عاصمة مصر خلال الأسرة الخامسة والعشرين وهي مدينة نباتا النوبية وذلك لأن الأسرة 25 هي أسرة نوبية ولكنهم حكموا مصر من منف. وأصبحت مدينة سايس من العام 664 وحتى العام 525 ق.م. خلال الأسرة السادسة والعشرون ثم أصبحت مدينة فارسية العاصمة خلال الأسرة السابعة والعشرون ولكن لم تستمر كثيرا وعادت مدينة سايس لتكون العاصمة من جديد بداية من العام 399 وحتى العام 404 ق.م. اي خلال حكم الأسرة الثامنة والعشرون. كانت هذه الفترة فترة ضعف شديد لمصر حيث انفصلت النوبة تقريبا عن مصر وكانت الدولة الاشورية تسيطر على كافة نواحي الحياة في مصر وتعين الأمراء وتعزلهم حسب رغبتها .. ولم تنهض مصر إلا مع بداية حكم الأسرة 26 التي أسسها الملك بسماتيك الاول وكانت عاصمته أيضا تانيس وهو الذي استطاع طرد الاشوريين من مصر وتوحيد مصر من جديد ولكنه احتفظ بنفس العاصمة هو والأسرة من بعده وحتى دخول الفرس واحتلال مصر عام 525 ق.م ولكنها عادت عاصمة مرة أخرى في عهد الاسرة 28 و 29 منديس وأصبحت مدينة منديس وهي مدينة "تل الربع " الحالية العاصمة لمصر من العام 399 وحت العام 380 ق.م. من الأسرة التاسعة والعشرون. سبينيتوس (اخر عواصم الفراعنة) وهي مقر حكم الأسرة ال 30 اخر أسر الفراعنة حسب (مانيتون) وتقع في مدينة "سمنود" الحالية وانتهت كعاصمة بعد إسقاط الفرس لها واحتلالهم المباشر لمصر من جديد .. الإسكندرية (عاصمة النور عروس المتوسط) عمار يا اسكندرية يا جميلة يا ماريا ،، هي عاصمة مصر لقرابة الألف عام وتعتبر أهم العواصم المصرية إلى جانب منف وطيبة والقاهرة .. بعد دخول الإسكندر الأكبر لمصر وقضاؤه على الاحتلال الفارسي عام 332 ق.م وضع حجر أساس مدينته الجديدة التي أسماها باسمه "الإسكندرية" والتي أتم تأسيسها الملك بطليموس فيلادلفوس، ومنذ هذا الوقت أصبحت الإسكندرية عاصمة للعالم بمكتبتها الكبرى ومنارتها التي عدت من عجائب العالم القديم وعاش فيها اجناس وأعراق وأديان مختلفة في سلام مجتمعي يضرب به المثل حتى يومنا، وحين انتهى عصر البطالمة واجتاحت جيوش الرومان مصر ظلت الإسكندرية عاصمة لولاية مصر "الرومانية" ومركزا حضاريا وثقافيا كبيرا .. وزادت أهميتها الدينية بعد دخول القديس مرقس الرسول إليها وأصبحت بعد ذلك مركزا للمسيحية في العالم حتى انتهت كعاصمة للبلاد بعد دخول العرب لمصر 641 م .. الفسطاط (عاصمة العهد الجديد) بعد دخول عمرو بن العاص مصر قرر بناء عاصمة جديدة لمصر عام 641م تكون على ضفاف النيل وأيضا قريبة من الامتداد العربي، فاختار الضفة الشرقية لنهر النيل المقابلة لجزيرة الروضة بالقرب من حصن بابليون .. مدينة الفسطاط التي تقع حاليا ضمن القاهرة وتحمل نفس الاسم ظلت عاصمة لمصر طوال حكم الخلفاء الراشدين والدولة الأموية – باستثناء فترة ولاية عبد العزيز بن مروان الذي أقام بحلوان – وتحتوي اليوم على جملة من أهم الاثار مثل جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة وكنيسة مارجرجس وقرافة مصر الكبيرة .. العسكر (عاصمة العباسيين) بعد سقوط الدولة الأموية واعتلاء العباسيين الخلافة تم إرسال صالح بن علي لمصر ليكون أول وال عليها من قبل العباسيين، والذي أسس مدينة جديدة عام 750 م شمال الفسطاط وأسكن فيها الجنود العباسيين وكانت مقرا لحكمه وأطلق الناس عليها "العسكر" لأن سكانها كلهم كانوا من الجنود وظلت هكذا حتى جاء الوالي السري بن الحكم وأعطى الناس الحق في البناء فبدأ الأهالي في البناء حتى اتصلت العسكر بالفسطاط وأصبحت مدينة واحدة .. القطائع (سامراء مصر) في عام 868 م تولى أحمد بن طولون ولاية مصر من قبل العباسيين ولكنه سعى أن يكون له استقلالية عن بغداد وأسس عاصمته الجديدة بجوار الفسطاط وأسماها (القطائع) لأنها قسمها قطيعة لكل جند فكان هناك قطيعة الروم وقطيعة السودان وغير ذلك وقرر أن يبنيها لتحاكي جمال مدينة سامراء في العراق التي نشأ فيها.. وهي تعتبر حي الخليفة والسيدة زينب حاليا في القاهرة ومن أهم معالمها جامع ابن طولون .. القاهرة (قاهرة المعز) لو اعتبرنا الفسطاط والعسكر والقطائع ضمن القاهرة التاريخية فتكون بذلك القاهرة عاصمة لمصر لمدة تقارب 1400 عام واما منذ لحظة تأسيس جوهر الصقلي لها تكون عاصمة لمصر 1050 عاما .. تأسست القاهرة عام 969 م بأمر من القائد جوهر الصقلي قائد الجيوش الفاطمية لتضم الفسطاط والقطائع وتتوسع شرقا .. ثم استقبلت القاهرة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله لتصبح عاصمة الخلافة الفاطمية وتتحول إلى عاصمة للعالم آنذاك وتفوقت في عمارتها ونهضتها على بغداد وبيزنطة وقرطبة وأصبحت مقصدا للعالم وطلاب العلم والباحثين عن الرزق من الشرق والغرب .. وظلت عاصمة لمصر بعد انتهاء العصر الفاطمي حيث بنى صلاح الدين الايوبي قلعة الجبل التي أصبحت مقرا للحكم في مصر في عهد الايوبيين والمماليك وولاة العثمانيين وحتى عهد الخديوي إسماعيل الذي شيد قصر عابدين ومن بعده حتى اليوم .. موانى مصر وكان لموقع مصر الجغرافي المتميز في قلب حضارات العالم القديم خلال العصور الفرعونية أهمية بالغة في توجيه اهتمام الحكومة المصرية للاستفادة من السواحل الممتدة بطول البحر المتوسط والبحر الأحمر، والفراعنة عرفوا السفن وتطورت مهارتهم في صناعتها وبرعوا في الملاحة البحرية والنهرية مما جعلهم على دراية تامة بركوب البحر، وذلك قبل بداية الأسر. لأن نهر النيل يجري بطول البلاد، فإن القوارب والسفن كانت هي أهم وسائل النقل في مصر منذ الأزمنة القديمة وحتى عهود حكم ولاة المسلمين. منذ ما يقرب من 4500 عام تقريبا أنشأت الموانئ البحرية والنهرية حيث كشفت البعثات الأثرية عن عدد من الموانئ الموسمية المهمة التي تؤرخ بداية من عصر الملك خوفو وسنوسرت الأول وهي (ميناء العين السخنة وميناء بمنطقة أبوزنيمة وميناء بوادي جرف، بالإضافة إلى ميناء مرسي الجواسيس شمال مدينة سفاجا، موضحا أن تلك الموانئ كانت تستخدم لربط مصر ببلاد بونت وبمناطق مناجم النحاس والفيروز بسيناء . وبالنسبة لموانئ البحر المتوسط، فكانت تقع على ضفاف فروع النيل الشرقية وبمناطق قلاع طريق حورس وتربط مصر ببلاد الشام، وأهمها ميناء عاصمة الملك رمسيس الثاني بشرق الدلتا مدينة برمسيس، والميناء الذي تم الكشف عنه بتل حبوة، لافتا إلى أنه تم الكشف في أحد قلاع طريق حورس عن إناء يحمل اسم أحد السفن الملكية أو ربما اسم أحد الوحدات من القوات البحرية التي كانت ترسو بالقرب من تلك القلاع خلال عصر الملك سيتي الأول. اقدم المواني أقدم الموانئ في التاريخ، يرجع إلى عهد الملك خوفو من الاسرة الرابعة بمنطقة وادي الجرف على ساحل البحر الأحمر بالكيلو 180 جنوب السويس بطريق السويس الزعفرانة الميناء الذي كشفت عنه البعثة المصرية الفرنسية العاملة بمنطقة آثار السويس، يعد من أهم الموانئ في مصر القديمة حيث انطلقت منه الرحلات البحرية لنقل النحاس والمعادن من سيناء إلى الوادي. البعثة نجحت أيضا في الكشف عن مجموعة من مرساوات السفن الحجرية يظهر عليه مكان وضع الحبال التي كانت تستخدم في ربط السفن حتى ترسو داخل الميناء، التي يحدها رصيف داخل مياه البحر الأحمر بطول 180 x120 م . البرديات المكتشفة تعد من أقدم البرديات التي تم الكشف عنها حتى الآن، وأهمية الكشف عن مثل هذه البرديات يكمن فيما تعكسه من تفاصيل للحياة اليومية في هذا العصر، حيث تتضمن تقارير شهرية تسجل عدد العاملين بالميناء وكل ما يخص تفاصيلهم الحياتية. و، تم نقل البرديات إلي متحف السويس فور الكشف عنها تمهيداً إلي دراسة وتسجيل ما تسجله من معلومات. وأشار بايير تاليه، رئيس البعثة، إلى ضرورة التدقيق في دراسة ما تحمله البرديات من تفاصيل ومعلومات حيث أنها من المتوقع أن تضفي المزيد من المعلومات عن هذه الفترة الزمنية، كما تعكس بنسبة كبيرة طبيعة حياة المصري القديم في تلك الفترة. كما نجحت البعثة أيضا في الكشف عن بقايا مساكن كانت مخصصة للعمال آنذاك، الأمر الذي يوضح أهمية هذا المكان من الناحية التجارية سواء برا أو بحراً، كما تم الكشف عن ثلاثين مغارة بالإضافة إلى الكتل الحجرية التي كانت تستخدم لإغلاق هذه المغارات، مسُجل عليها كتابات بالمداد الأحمر تحمل اسم الملك خوفو داخل الخرطوش الملكي، إلى جانب مجموعة من الأدوات الحجرية كانت تستخدم في قطع الجبال وتجويف المغارات وكذلك بعض بقايا الأخشاب المتفحمة وغيرها من الأخشاب السليمة إضافة إلى الحبال المستخدمة للسفن . ميناء دمياط يعد ميناء دمياط من أقدم الموانىء فى مصر منذ عهد الفراعنة حيث عثرت الحملة الفرنسية على آثار فرعونية بدمياط (جزء من ناروس ) مصنوع من الجرانيت وتم نقله إلى متحف اللوفر. إزدهر ميناء دمياط بداية من حكم محمد علي حيث المشاركة في بناء الأسطول المصري الحربي والتجاري، وكانت أهم الثغور المصرية، وعن طريقها كان تصدير واستيراد معظم التجارة الخارجية ، وكانت أهم الصادرات هي الأثاث والأحذية وغزل شباك الصيد والملح والخوص، أما الواردات فاقتصرت على العرقسوس المطحون، وكانت أكبر حركة للصادرات مع فلسطين وسوريا وقبرص. أبيدوس ….. أقدم سفن فى العالم أحد أهم الاكتشافات الأثرية فى مدينة أبيدوس العريقة هذا الكشف المدهش و هو سفن أبيدوس . قام بالكشف العالم الأمريكى (David Oconner) من جامعة نيو يورك فى عام 1992 . و سفن أبيدوس هى عبارة عن مجموعة من السفن عثر عليها مدفونة فى جبانة بأبيدوس تعرف باسم "شونة الزبيب" و تعود ربما الى أكثر من 5000 آلاف عام . عثر على سفن أبيدوس مرصوصة بعناية جنبا الى جنب داخل منطقة شونة الزبيب و هى الجبانة الخاصة بالملك "خا – سخم- وى" من الأسرة الثانية (حوالى 2700 سنة قبل الميلاد) . فى البداية اعتقد فريق البحث أن تلك السفن خاصة بالملك "خا – سخم – وى" ,و لكنهم ما لبثوا ان اكتشفوا أنها دفنت بتلك المنطقة قبل عصر الملك "خا – سخم – وى" بقرون . و هى سفن صنعت بمهارة شديدة و بأحجام كبيرة حيث يصل طولها الى حوالى 75 قدم و عرضها من سبعة الى عشرة أقدام و يبلغ عمق الغاطس حوالى قدمين . استخدم قدماء المصريين حبالا مصنوعة من نبات البردى لربط الألواح الخشبية , و قد عثر فوق بعض ألواح السفن على بقايا من لون أصفر مما يرجح أن تلك السفن كانت مدهونة بطلاء أصفر اللون . من المدهش أن نكتشف أن صناعة السفن فى مصر وصلت الى هذا الحد من التطور بحيث تبنى سفن بهذا الحجم , و يتم استخدام ألون فى طلائها و أن هذا كله كان قبل الميلاد بأكثر من 3000 عام . يقول المهندس البلجيكى روبرت بوفال أن مدينة أبيدوس هى أعرق مدينة مصرية تحوى ميناء من أهم و أقدم موانى مصر و كان ميناءا مخصصا للحج و أيضا التجارة . كانت سفن الحج تبحر بين أبيدوس و بين ميناء آخر غاية فى الأهمية كان يقع عند حافة هضبة الجيزة , و هو ما يفسر العثور على سفن فى هضبة الجيزة مثل قارب الملك خوفو و أيضا تم العثور على حفر بهضبة الجيزة عل شكل مثمن يعتقد أنها كانت مخصصة لدفن السفن . ان اكتشاف سفن أبيدوس مدفونة بجوار جبانة شونة الزبيب هو دليل على أن طقوس دفن السفن الملكية (و خصوصا سفن الحج) بجوار مقابر الملوك هى طقوس قديمة جدا , ربما تعود الى بداية أو قبل عصر الأسرات , ثم تطورت و بلغت ذروتها فى عصر الملك خوفو و مركبه العظيم (مركب الشمس) الذى عثر عليه كمال الملاخ فى الخمسينيات . و يرى الباحث الأمريكي "جون أنتونى ويست" أن حجم مركب الشمس (مركب خوفو) هو حجم كبير جدا و مبالغ فيه بالنسبة للابحار فى النيل . فالابحار فى النيل لا يحتاج الى مركب بهذه الضخامة و أن أبعاد مركب خوفو هى أبعاد سفينة شيدت لتبحر فى أعالى البحار . وتظهر السفن في النقوش الجدارية منذ عصر حضارة نقادة (حوالي 4000 إلى 3100 قبل الميلاد)؛ واعتبارا من عصر الدولة القديمة أصبحت النماذج الخشبية الصغيرة للسفن بين الأثاث الجنائزي في الكثير من المقابر. وتمثل هذه النماذج أنواعا عديدة من المراكب التي قام المصري القديم بتصميمها للأغراض المختلفة. فالقوارب المصنوعة من البردي كانت للاستخدام فى النزهة بمستنقعات الدلتا؛ وفي الأنشطة اليومية وكانت المراكب الخشبية الضخمة تستخدم لنقل البضائع الثقيلة والاحتفالات الدينية، وفي الأغراض العسكرية. وخلال العصر البطلمي، بنى البطالمة قوة بحريَّة هائلة. وصنعت السفن البطلمية بأساليب متنوعة اشتهرت في عموم العالم الهليني. وكونت "الباريدات" نوعا هاما من السفن البحرية. واستخدمت سفن "الكيركوروس" في الأغراض التجارية والبحرية معا؛ بينما كان يطلق على النوع الصغير من السفن البحرية اسم "ليمبوس". وهذه كانت أقرب إلى القوارب، وكانت تستخدم لأغراض شن هجوم خاطف. وكانت أهم أنواع السفن التجارية، تلك التي أطلق عليها اسم "كوربيتا"؛ وقد كانت تمخر عباب البحر المتوسط خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، إلى أن أصبحت السفن من نوع "كايبيا" هي الأكثر شيوعا واستخداما. مراكز لبناء السفن وكانت لصناعة بناء السفن أهميتها أيضا خلال عهود حكم ولاة المسلمين؛ التي شيدت خلالها عدة مراكز لبناء السفن، بطول نهر النيل. ومن بين هذه المراكز: الفسطاط وتل القلزم والإسكندرية وصان الحجر. ميناء الإسكندرية كان ميناءا كبيرا جاءت إليه السفن بالبضائع من الحبشة والهند والصين؛ وكافة موانئ البحر المتوسط. وقد أصبحت مصر، خلال عهد حكم الفاطميين، واحدة من أعظم القوى البحرية. أول مشروع مصري لربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض بداية من القرن السابع قبل الميلاد توسعت علاقات مصر الخارجية وبات من الضروري تنفيذ المشروع القومي لربط البحرين رغبة في تسهيل التجارة وتأمين حدود مصر البحرية، ولذلك تم تنفيذ أول مشروع مصري لربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض عن طريق النيل خلال عصر الملك نكاو الثاني حوالي 608 قبل الميلاد، وكانت تلك القناة تتسع لمرور سفينتين وتستغرق رحلة عبورها حوالي 4 أيام. المؤرخ هيرودوت ذكر وصفا تفصيليا مطابقا للواقع بأن الملك نكاو الثاني أرسل بحارته في رحلة استكشافية بحرية انطلقت عبر البحر الأحمر إلى طريق رأس الرجاء الصالح، وعادوا عن طريق جبل طارق، وأوضح هيرودوت أن البحارة أصابتهم الدهشة من أن الشمس دائما كانت تشرق من على يسارهم بينما خلال الرحلة أشرقت من على يمينهم ولم يجدوا وقتها تفسيرا لذلك. وتواصلت يد التطوير والتحديث ممثلة في هيءة المواني البحرية سواء من حيث استحداث مواني جديدة ومتخصصة او تطوير ما هو قاءم بالفعل وتزويدها باحدث الامكانيات لتصبح قادرة على تحقيق التنمية الشاملة ومنافسة مثيلاتها في العالم والان يوجد بمصر حوالي 15 ميناء تجاري أهمها ميناء الإسكندرية والكثير من الوانيء التخصصية وتنقسم الي موانيء بترولية وعددها 11 وأهمهاميناء رأس غارب وموانيء تعدينية وعددها 7 وأهمها ميناءسفاجا التعديني (أبوطرطور) وموانيء سياحية وعددها 5 وأهمها ميناء بورت غالب وموانيء صيد وعددها 4 وأهمها ميناء الصيد البحري ببور سعيد كما يوجد بمصر 17 نقطة سروج وأهمها الانفوشي وابو قير وميناء مطروح الموانيء التخصصية[عدل] 1- موانيء بترولية رأس غارب وادي فيران (النزازات – أبو رديس) رأس شقير رأس سدر الحمرا (العلمين) مرسي بدران جبل الزيت البحري شرق الزيت البحري بتروجيت (المعدية) ادكو الغاز المسال بتروجيت (خليج الزيت) 2- موانيء تعدينية أبو زنيمة الحمراوين الرصيف البحري (رأس حجرية) أبو غصون القصير سفاجا التعديني (أبو طرطور) سفاجا التعديني (المصريين) 3-موانيء سياحية مارينا بورت غالب مارينا مرتفعات طابا مارينا الجونة مارينا الغردقة مارينا وادي الدوم 4- موانئ صيد الصيد البحري ببور سعيد بوغاز المعدية الصيد الاتكة البرلس الجديد 5- المراسي ونقط السروج ميناء مطروح أبو قير الانفوشي الميناء الشرقي السويس بوغاز رشيد العريش الغردقة جمصة الطور مرسي سفاجا نقطة السخنة نقطة دهب مرسي شلاتين مرسي برنيس الحربي مرسي أبو رماد عزبة البرج الموانيء التجارية وهي الاسكندرية ، السويس ، بورسعيد ، دمياط ، الدخيلة ، نويبع ، سفاجا ، العين السخنة ، الغردقة ، شرم الشيخ ، الطور ، العريش ، الادبية