خمسون عاماً على غزو الفضاء الخارجي

قبل 50 عاما أطلق سيرجي كوروليف مؤسس برنامج الفضاء السوفياتي صاروخه الأول الذي كان يزن 84.6 كجم من المعادن والالكترونيات ووضعه في مدار حول الأرض. وفي ذلك اليوم القارص في 4 اكتوبر من عام 1957، اطلق سيرجي كوروليف، الذي كان يحيط نفسه بسرية تامة مرحلة جديدة من الحرب الباردة بوضعه «بليب بليب» الذي حملته المركبة الفضائية «سبوتنيك» ليدور حول كوكب الأرض مع رسالة واضحة لقادة العالم: ان حاملة الصواريخ (R-7) التي وضعت سبوتنيك في مدارها قادرة ايضا على حمل الرؤوس النووية واطلاقها في أي مكان في اوروبا. وبهذا انتقل سباق التسلح الى الفضاء الخارجي.
وأول محاولة لوضع جسم حديدي من صنع الانسان في مدار بالفضاء الخارجي تضمنت مركبة طولها 58 سم وعرضها 58 سم ملئت بالنيتروجين المضغوط، وكانت تحمل جهاز بث يبعث بموجات الى سطح الأرض ولكن بعد 22 يوما من الارسال انتهت صلاحية بطاريتها وتوقفت سبوتنيك عن البث، وبعد عدة اسابيع وإتمامها 1440 دورة حول الأرض تبخرت سبوتنيك مع دخولها مدار الأرض.
ومنذ تلك المحاولة وخلال العقود الخمسة الماضية، اطلقت اكثر من ستة آلاف مركبة الى الفضاء الخارجي. وبعد المركبات الصغيرة الحاملة لأجهزة البث، اطلقت مركبات كبيرة تحمل الحيوانات.
وبعد اربع سنوات اصبح يوري جاجارين اول انسان يقوم بالدوران حول الأرض، وبعد 12 عاما من ذلك لمست قدما الانسان الرمل على سطح القمر. وسبوتنيك كانت الأولى التي فتحت الطريق امام سلسلة من المركبات الفضائية والاختراعات التكنولوجية والكومبيوتر والملاحة الجوية الدقيقة ووسائل الاتصالات الجوية واجهزة التلسكوب التي تتخذ من الفضاء الخارجي قاعدة لها.
كما ادت تلك المحاولات الفضائية الى اختراعات اخرى مثل المقالي المصقولة التي تستخدم في طهو الأطعمة. والمهمات الفضائية مثل «مارينارز» و«فايكينج» فتحت الطريق الى الكواكب الأخرى.
اما المجس «فوييجار»، الذي اطلق قبل ثلاثة عقود فما زال يرسل المعلومات من مدار على حدود المجموعة الشمسية يبعد 15.4 مليار كم. واليوم مع انتهاء الحرب الباردة، اصبح تعاون المحطات الفضائية الدولية مع روسيا حدثا يوميا. واعلنت «غوغل» و«اكس برايز فاونديشن» عن جائزة بمقدار 30 مليون دولار لأي شركة خاصة قادرة على انزال جهاز بث على سطح القمر يرسل صور فيديو عالية الوضوح الى الأرض.
الولايات المتحدة والصين والهند واليابان جميعها تخطط حاليا لبناء محطة فضائية دائمة مع طاقمها من العاملين على سطح القمر مع حلول عام 2020، وكذلك الحال بالنسبة لشركة سلسلة فنادق هيلتون التي تفكر ايضا في بناء فندق من خمسة آلاف غرفة. اما ناسا فانها تعمل على انزال انسان على سطح المريخ.