هل يمكن القول ان قمة شرم الشيخ كانت خطوة في طريق ابعاد سورية عن حليفاتها إيران؟ البعض يرى هذا، فاللقاء الثنائي الذى عقدته وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس مع نظيرها السوري ابراهيم المعلم، جاء عكسيا للفشل في اجراء اى مفاوضات ثنائية بين رايس ونظيرها الإيراني منوشهر متقي بالرغم من المحاولات. «كانا في مكان واحد، في غرفة واحدة، وعلى طاولة واحدة، ولم تكن الطاولة كبيرة الحجم جدا»، ومع ذلك لم يتحدثا بحسب ما قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، الذى حاول ان يضفي جوا من الدعابة على احباط المضيفين من عدم تحقق اللقاء الذي كان سيكون تاريخيا. ولجأ كبار الدبلوماسيين الى المناورة على مدى يومين في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الاحمر لكن رايس أبلغت الصحافيينأول من امس الجمعة ان الفرصة لم تسنح أبدا لاجتماع ثنائي مع متقي. وقالت رايس في نهاية الاجتماعات مع الدول المجاورة للعراق والقوى العالمية لمحاولة اشاعة الاستقرار في العراق «حسنا بأمكانكم أن تسألوه لماذا لم يحاول.. ليس من المفترض أن أطارد أحدا». وردا على سؤال بشأن عدم مقابلته رايس قال متقي في مؤتمر صحافي «لم يتوفر الوقت ولا موعد ولا خطط». وقال عدة مسؤولين اميركيين ان رفض الدخول في محادثات في المؤتمر جاء من جانب طهران التي غضبت بسبب رفض الولاياتالمتحدة الافراج عن خمسة ايرانيين تحتجزهم القوات الاميركية في العراق. وعلى عكس اللهجة الهادئة التي سادت بين السوريين والاميركيين خلال القمة، فأن اللهجة الايرانية كانت عنيفة، اذ أتهم متقي في كلمة ايران للمؤتمر اميركا بممارسة الارهاب، موضحا انه لا يمكن التفريق بين ارهاب جيد وارهاب سيئ. وشدد المسؤول الاميركي على ان الاحتلال الاميركي هو سبب الاضطرابات في العراق وان القوات الاميركية يجب ان تنسحب. والتقت وزيرة الخارجية الاميركية على مدى نصف ساعة الخميس نظيرها السوري وليد المعلم على هامش المؤتمر الدولي حول العراق في اول محادثات سياسية على هذا المستوى بين الولاياتالمتحدة وسورية منذ مايو (ايار) 2004 عندما زار سلفها كولن باول سورية. وطلبت رايس من المعلم منع تسلل المقاتلين الاجانب الى العراق انطلاقا من الاراضي السورية رابطة تحسن العلاقات مع دمشق بحصول تقدم على صعيد هذا الملف. وأجري اللقاء وسط تكتم شديد ولم تلتقط اي صور خلاله. لكن رايس شددت الجمعة خلال مؤتمر صحافي على ان «المحادثات كانت مهمة جدا. وانا سعيدة جدا لهذه الفرصة التي اتيحت». وفي المقابل لم تتبادل رايس الا المجاملات مع نظيرها الايراني منوشهر متقي ظهر الخميس. وافاد مصدر في الوفد الاميركي ان هذه المجاملات حتى لم تحصل الا بعد تدخل مباشر من وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط. وبعد ذلك غادر متقي عشاء اقامه المصريون بشكل مبكر لتجنب الجلوس على ما يبدو على الطاولة نفسها مع رايس.