"حاربى العنوسة واكتفى بشبكة فضة !"..شعار رفعته بعض حملات "الفيسبوك "التى تدعو الى مواجهة غلاء نفقات الزواج وتغيير العادات والتقاليدالمادية للتيسير على العروسين بعد ارتفاع نسبة من تجاوزوا سن الزواج خاصة بين البنات بسبب الظروف الاقتصادية وتزايد معدلات البطالة بالمجتمع . موقع أخبار مصر فتح باب النقاش حول جدوى هذه الحملات بين الأهالى والشباب وتجار المصوغات والخبراء ورصد الآراء المتباينة : إمكانيات مغرية ولكن ! عند طرح الفكرة فى محيط الأمهات والاباء والشباب ،قالت د. علا ابراهيم صيدلانية "ابنتى تخرجت من الجامعة البريطانية ويتقدم لها عرسان كثيرون ،وكلهم من أسر غنية ولكنها لم تقبل أى منهم رغم الامكانيات المغرية التى تجعلها تطلب "شبكة ماس" وليس ذهب دون حرج، فابنتى تبحث عن رجل يسعدها وليس عريسا تتباهى به ليلة الزفاف ثم تندم عندما يزول سحر المظاهرالخادعة" . وأكملت "أنا ووالدها نؤيدها وعندنا استعداد نساعد من تقتنع به زوجا أيا كانت ظروفه لاتمام زواجهما لأن الأسعار نار والمرتبات متواضعة والأهل لازم يساعدوا أولادهم " . وهنا التقطت مدام أميرة حسين مدرسة على المعاش خيط الحديث لتقول "بالفعل وافقت بنتى على عريس لا يستطيع أن يشترى لها طاقم الشبكة الذهب الذى أعجبها وتنازلت وقبلت شبكة متواضعة "دهب أبيض على صينى " ،وعندما عرضت عليه مساعدته بمبلغ ليشترى لها ما تحلم به رفض وافتعل خناقة معها بحجة الدفاع عن كرامته وكبريائه ووعدها بشبكة فاخرة عندما تتحسن أحواله المادية". وأكدت "أم منى" ربة بيت من شبرا أنها قبلت شبكة ذهب صينى مقابل مشاركة العريس فى الجهاز وتكاليف الفرح يعنى كأنه دفع لكن فى أشياء أهم وعندما عاتبها زوجها أو والد العروس، قالت له "بكرة تبقى أبوالعريس وتعرف اننا اتصرفنا صح وبنشترى راجل" . كفاية دبلة وخاتم وهنا أكدت منى كمال موظفة أن الشكليات لا تعنيها والمهم الشخصية وممكن تكتفى بدبلة ذهب وخاتم وليس من الضرورى شراء شبكة ولا إقامة فرح كبير. أيضا تنازلت رانيا محمد مدرس بهندسة المطرية عن الشبكة الذهب لأن عندها مجوهرات كثيرة، وقالت "اكتفيت بحجز 4موائد على باخرة نيلية ليلة الزفاف وتانى يوم سافرنا اسبوع فرنسا ولم أهتم بتعليقات الناس المهم ان احنا مبسوطين ". وهمست "نهى ، ع" دبلوم تجارة وبائعة فى محل بالمبتديان فى أذنى "بينى وببنك شبكتى كانت تركيب من دهب بنات العيلة لأن عريسى موظف وعليه ضغوط كبيرة وماما قالت معلهش نسهل عليه عشان ربنا يسهل على أولادى الشباب لما أبقى أم العريس" . لا .. للفضة بينما رفضت هدير محمود مهندسة ، الشبكة الفضة ، قائلة "مين ترضى كده يعنى خلاص مش هيقدر يجيب سلسلة أو اسورة دهب والناس تقول ايه قبلت ليه أقل من أختها أوبنت خالتها ". وأضافت أن عمتها طلبت من بنتها تأجير شبكة قيمة لمدة يوم لمجرد تجنب سخرية المدعووين للخطوبة من شبكتها "القشرة"، وكانت النتيجة ان الخطوبة فسخت لأن العريس رفض منطق الخداع لارضاء الناس . طالبة جامعية تبدى رأيها فى حملات الشبكة الفضة https:// وأبدت دنيا محمد طالبة جامعية دهشتها بقولها "ده صعب جدا واعتقد الاهالى هيرفضوا لأنه يكسر العادات والتقاليد وممكن الشبكة تبقى دبلة وخاتم أو كوليه لكنى أرفض التنازل لدرجة الفضة وهذه كلها صحيح شكليات لكن مهمة ولازم تيجى ولو بصورة رمزية ". عمرة بدل الشبكة أما محمد منير خريج كلية اثار القاهرة،فقال إن السياحة حالها واقف وعند التقدم لعروستى عرضت امكانياتى وعدم مقدرتى على الشبكة الغالية والفرح لكنى اقترحت نطلع عمرة بثمنهما ووافق والدها لكن هى كانت مكسورة ونفسها تعمل فرح ..فجاءت مبادرة الاقارب بالتبرع بالمشاركة فى نفقات حفل زفاف بسيط بدلا من الهدايا . واستدرك منير قائلا إن موضة تغريم "المعازيم " نفقات الفرح ممكن تثير غضب المقربين خاصة من غير الميسورين ماديا وربما يمتنعون عن الحضور . حوار لأخبار مصر مع شاب يعلق على حملات الشبكة الفضة على الفيسبوك https:// كما ابتسم مراد عبد الحميد محامى بالمنصورة ، قائلا "نفسى أجد أسرة متفهمة ومرنة تقبل ذلك كى أتشجع وأتقدم لابنتها دون تردد تخوفا من المغالاة فى الطلبات وأقسم أن تنازلها عن الماديات لن يقلل من قيمتها بل على العكس ستكون ابنتهم فى عينى" . وأضاف انه حتى الآن لم يسمع عن خطوية بشبكة فضة إلا على "الفييسبوك"وينتظر انتشارها لخفض نسبة العنوسة والتيسير على الشباب . التكافؤ المادى أما د.أيمن حسن طبيب باطنة بالامارات ،فرفض الفكرة ،قائلا "وفرت لابنى وابنتى كل الامكانيات وطول عمرنا عايشين على مستوى راق وبالتالى أرفض التنازل لأنه سيترتب عليه تنازلات اخرى وابنتى لن تتحمل أنا أعرفها جيدا وكأب لازم أحس ان عريسها من عائلة على نفس المستوى وكذلك ابنى لديه كل الاجهزة والشقة الفاخرة والسيارة وانتظر اختياره عروسا تكمل المظهر الاجتماعى وتطلب ما تشاء إلا اذا هو تمسك ببنت فقيرة أعجبته وساعتها هيجيب لها أيضا شبكة قيمة لأنها فى وجه العائلة وأعتفد أن زمن انجى وعلى انتهى ولم يعد الحب يقرب المسافات ..النهاردة كل شىء بثمن!". وتعجب الحاج هارون السيد تاجرخشب بسوهاج، من هذه الحملات الالكترونية على "الفيسبوك "،ووصفها بانها "طيش شباب" لأن العادات والتقاليد فى الصعيد تحتم أن العريس يقدر العروس ويوزنها بالذهب ولا يقل مهرها وفرحها عن أختها أو قريباتها ،قائلا : زمان قالوا" اللى يجى رخيص يروح بالساهل"ثم إن الشبكة الذهب الثمينة تنفع وقت الأزمات . بينما رحب عبد الرحمن متولى عامل بمصنع بالفكرة ،قائلا "ابنى موظف بلغ40 سنة ولم يتزوج ،حرام يسروا ولا تعسروا ثم إن البنات بارت بسبب كثرة شروطها ،متسائلا: أين التبرعات الموجهة لحل هذه المشكلة ،سمعت ان فيه جمعيات توفر مساعدات للمتزوجين حديثا سواء شبكة أو جهاز أو فرح!". طلب "الفضة"..نادر وخلال جولة بمحال "الصاغة" ،سألنا مصطفى محمد تاجر فضة بالمنيل عن ملاحظته الاتجاه للشبكة الفضة ،فأكد أن أغلب المشترين من الباحثين عن هدايا عيد الميلاد ولكن من حين لاخر هناك عرسان يدخلون المحل بحثا عن طاقم هدية أو شبكة فضة لأن انخفاض سعرها عن الذهب يسمح للعروس بانتقاء الموديل الافخم والاحدث . وقال "الطلب ده نادرلكن عملى وموفر يعنى مثلا سعر 10جرام ذهب يمكن العروسين من شراء 25 جرام فضة وساعات بعد الفرجة تغير العروس رأيها وتخرج من عندى لتدخل محل الذهب المجاور لى" . تاجر ذهب يعلق على حملات الشبكة الفضة https:// الشبكة الذهب..تكسب فى حين يرى سمير فوزى فانوس صاحب محل ذهب بالسيدة زينب أن الشبكة لازم تكون ذهب مع التيسير بمعنى أن العريس يوافق على دبلة فضة ثمنها من 50 الى 100جنيه كسنة، والعروس تكتفى بدبلة ومحبس وخاتم ذهب من 2000الى 3500جنيها،مردد " ربنا يكون فى عون الشباب فى ظل غلاء الاسعار". وأكد "فانوس" أنه لم يصادف طلب شبكة فضة لكن ممكن تكون خاتم ودبلة ذهب بحوالى 2000 جنيه مع انسيال صينى فى حدود 100جنيه ،قائلا "عموما اى عرسان يزوروا المحل بأعرف امكانياتهم وأوفر طلبهم وأنصحهم بالذهب لأنه رصيد وسند يمكن بيعه لسد عجز فى تأثيث البيت ..فمثلا طاقم ذهب ب3آلاف يمكن بيعه بخسارة 200جنيه لكن الشبكة الفضة ب300 جنيه عند البيع ينزل سعرها الى 70جنيها فقط" . وأشار تاجر الذهب الى أنه من الغريب اطلاق هذه الحملات فى محافظات مثل قنا والأقصر لأنه من المعروف أن هناك رفضا تاما للفكرة بالصعيد لأن العادات تفرض شراء شبكة وزنها لايقل عن 70جراما بغض النظر عن السعر ويمكن التنازل عن شىء اخر . وأرجع ارتفاع سعر الذهب الى ارتفاع سعر الدولار مشيرا الى انه تقدم بمقترح لمحافظ البنك المركزى لايقاف سعر الدولار عند 9جنيهات ولم يجد صدى بعد. تاجر ذهب يفسر ارتفاع أسعاره https:// ثورة على التقاليد البالية وتعقيبا على تأثير ترويج هذه الحملات فى المجتمع ،ترى د.نجوى عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان أن المشكلة الكبرى هى حاجة المجتمع إلى ثورة على العادات والتقاليد البالية خاصة الشكليات المادية مؤكدة أن تغيير الموروث الثقافى يحتاج وقتا طويلا و فكرا جديدا . وأوضحت أن اختلاف الظروف والغلاء يحتم التنازل عن كثير من الطلبات المادية لأسرة العروس والتيسير على العروسين،قائلة " على أم العروس اليوم أن تراعى أنها قد تكون أم العريس غدا ثم ان قائمة الزواج لها أولويات تختلف فى ترتيب الأهمية من أسرة لاخرى ومحافظة لغيرها وفقا للتقاليد والمستوى الاجتماعى الاقتصادى". وتابعت د.نجوى عبد الحميد "على الأهل مساعدة العروسين دون بذخ أو اسراف بمعنى انه بدلا من إقامة فرح بقندق "خمس نجوم"، لماذا لا يكملان أجهزة أساسية فى المنزل إن كانت ناقصة أو يسافران للخارج لتمضية شهر العسل إن كانت الكماليات موجودة ثم إن الاقتصاد فكر ونهج يبدأ من اتفاقات الارتباط الاولى". وأشادت أستاذ علم الاجتماع بحملات "الفيسبوك" التى تقنع الشباب بالتخلى عن الكماليات وعدم المبالاة بكلام الناس ومعايرة الأسر لبعضها مادام العروسان متفقين وسعيدين . واستدركت د.نجوى ،قائلة "لكن العقبة فى ثقافة الأم والأب من الأجيال القديمة التى تعتبر تنازلات أسرة العروس تقلل من قيمتها وخضوع أسرة العريس للشروط ضعف واستغلال" . واستنكرت اتجاه الكثير من الأسر محدودة الدخل الى السلف والقروض فى سبيل انجاح زيجة ابنها أو بنتها حتى لوكانت التكاليف فوق طاقتها مما جعلنا نسمع عن غارمات سجينات بسبب عدم سداد قروض أو ايصالات أمانة لتمويل نفقات الزواج . وأضافت أن حل مشكلة العنوسة يقتضى الاقتداء بالسلف الصالح ، وتغيير بعض العادات الخاطئة والالتزام حديث النبي ( صلى الله عليه وسلم):"أقلهن مهورا أكثرهن بركة"،وحتى فى أوروبا ليست هناك شبكة وانما خاتم الزواج أو الارتباط كرمز بغض النظر عن نوعه . ودعت وسائل الاعلام الى نشر الوعى بتغيير الفكرالنمطى والتقاليد القديمة للقضاء على العنوسة وتلبية الضروريات لعش الزوجية قبل الكماليات حسب إتفاق العروسين.