كتب: هدير عصام وريهام الوجيه وإسلام نبيل وأسماء أشرف وعبدالرحمن أبورية: وسط دوامة الحياة والظروف الاقتصادية الصعبة اصطدم عدد من الشباب بحجر عثرة يمنع الكثيرين من الزواج الحلال، في ظل نسبة العنوسة المرتفعة أيضا بين الفتيات. وتسبب ارتفاع أسعار الذهب الذي تعدى حاجز 500 جنيه في تدشين عدد من الشباب حملة "بلاها شبكة" على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيها عدد من المقبلين على الزواج، مؤيدين فكرتها بالتنازل عن "الشبكة" - وزن من الذهب - المقدمة إلى الفتاة قبل حفل الزفاف أو في حفل الخطوبة، كشرط للزواج بحسب التقاليد المصرية المتوارثة. « التحرير » استمعت إلى آراء عدد من الشباب حول رأيهم في الحملة، ومدى قبول الفتيات والآباء فكرة إلغاء "الشبكة". أزمة اقتصادية محمد شاب إسكندراني ذكر أنه مرتبط بفتاة دون شبكة مكلفة، مشيرًا إلى أن الأزمة الاقتصادية يعاني منها الشعب كله، وقال: "اشتريت دبلة وخاتم بس وأهل خطيبتي موافقين، لأن الأسعار صعبة جدا"، وتابع: "الجواز مش دهب بس، أنا هتجوز واحدة هشيلها فى عيني وكفاية أوي على أي بنت دلوقت دبلة وخاتم". أما أم أحمد، ربة منزل، فاعترضت على إلغاء الشبكة، وقالت: "لازم يكون فيه شبكة حتى لو دبلة وخاتم"، وعللت رأيها: "الدهب بيحكم الشباب حتى لو محترم، فيه ناس ممكن تقلل من قيمة بالبنت لو ما التزموش بشبكة"، لكن مدحت محمد حسين، موظف، لفت إلى أن الوضع الاقتصادي بالنسبة للشباب أصبح صعبا للغاية، وتابع: "الشباب هيجيب منين، أنا مع إلغاء الشبكة وكفاية دبلة حتى لو فضة، لازم كمان نلغي المهر، ونسهل إجراءات الزواج للكل ونوفر لهم الشقق، الحياة بقت صعبة، وأكتر حد بيعاني هو الشباب. هدية.. أم فرض الناشطة السياسية الشرقاوية رضوى دندراوي أيدت فكرة مساعدة الشباب في مسألة الشبكة تسهيلا للزواج الحلال وتقديرا للظروف، موضحة ذلك بأنه لا يجب أن يتم تسمية ذلك تنازلا عن الشبكة من قبل البنات لرغبتهن في الزواج، لأن الشبكة هدية على حسب مقدرة صاحبها. الشبكة لم يعرفها الدين ولا الشرع حتى تطبق بحسب محمود على من أبناء الزقازيق، الذي أخبرنا أنها فقط عادة يتمسك الأهالي بتوارثها، ووافقه محمد أحمد على رأيه موضحا أن السنة والشريعة والدين وجهت أولي الأمر بتخفيض إجراءات الزواج لحماية الشباب حتى لا تشيع الفاحشة والزنا في المجتمع، مستدركا بأن الشبكة تعد جزءًا من المهر الذي فرضه الدين الإسلامي على الزوج في الوقت نفسه طالب بالتسهيل وعدم المبالغة في ذلك. حيلة الهروب من الذهب بعض الأسر تقوم بكتابة الذهب في قائمة العروسة لكن لا يقوم العريس بشرائه بسبب أسعاره الجنوني، بهذا أرشدنا عبدالرحيم حسن من أبناء قنا إلى حيلة البعض في مواجهة معوقات زواج الشباب، وقال محمد جمال أبو العلاء الشاب القنائي إنه سيتزوج في عيد الأضحي المقبل، لكنه لن يقم بشراء الذهب بسبب الارتفاع الكبير الذي تشهده الأسعار خاصة الذهب وأكد أنه اتفق مع أهل العروس على ذلك. أما نسبة العنوسة التى انتشرت في محافظات الصعيد، فيمكن تقليلها مع إلغاء الذهب من تكاليف الزواج، وفقا لرأي عبده محمد عبدالرحمن الشاب القنائي، معبرا عن ضيق الحالة الاقتصادية لمعظم المقبلين على الزواج في مقابل التكاليف، قائلا: "خلاص مش معانا فلوس يعني نجيب شقة ولا نجيب ذهب ولا ندفع مهر ولا نجيب هدوم.. طظ في الذهب"، وأكد فكرته صلاح نادر الذي أخبرنا أنه يقبل بزواج ابنته دون تكليف الزوج بالذهب: "هزوجها من غير دهب". قيمة العروسة مبادرة "بلاها شبكة" تأتى من أهالي الصعيد لمحاربة أسعار الذهب وليست تقليلا من قيمة العروس، بحسب تصريح القائمين على المبادرة في بني سويف، إذ قال أحمد السعد، ٢٦ سنة: "الذهب غالى دلوقتي والأسعار مرتفعة، وحرام الشاب يجيب شبكة، لكن يكفى الدبلة والمحبس". ورفض عماد حمدي ٥٥ سنة فكرة "ربط العريس بالشبكة" تخوفا من هروبه، قائلا: "يكفى إن أهل العروسة والعريس يسألوا على بعض قبل الزواج ويعرفوا كل شىء عن بعض"، لكن مي أحمد الفتاة العشرينية رفضت مبادرة إلغاء الشبكة نهائيا، ورأت وجوب دفع العريس المال والذهب حتى لا يعتقد أنه امتلك زوجته دون تعب. الدين بيقول إيه وكان لإمام مسجد السيدة عائشة بجرجا أحمد حسن الحميدي رأيه إذ قال ل"التحرير" إن حملة بلاها ذهب في محافظة سوهاج جاءت بسبب البطالة وعدم مقدرة الشباب على شراء الذهب بأسعارها التي صارت باهظة، مضيفًا أنه يجب أن يكون المقدم على الزواج صاحب خلق ويحسن معاملته لزوجته، وذكر أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يزوج المسلمين قديما بمقدار حفظ المرء للقرآن الكريم والأهم في ذلك العيش وفقا لأخلاق الإسلام وحسن معاملة الزوجة. وأبدى محمود العوامري اندهاشه من طلب بعض أسر فتيات سوهاج 100 جرام ذهب لإتمام الزواج، فيما ان غالبية الشباب لا يقدرون على أسعار هذا الوزن الذي يقدر بمبالغ مالية كبيرة، متمنيا نجاح حملة "بلاها دهب" على مستوى الجمهورية، وهو ما اتفق معه في ذلك خالد الراعي، منوها إلى أن بعض الأزواج يبيعون الذهب عقب إتمام الزواج لسد عجزه المالي أو ديون الفرح، فيما أكد إبراهيم رسلان أن نجاح الحملة مرتبط برواجها بين كبار عائلات القرى والنجوع وكذا التوعية في الإعلام والصحافة.