ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باقتحام قوات الحكومة الصومالية مكاتب المنظمة الدولية في مقديشو واعتقالها مسؤولا في برنامج الغذاء العالمي، ووصفه بالانتهاك الصارخ لحصانة الاممالمتحدة. ودعا بيان إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن المسؤول الدولي ادريس عثمان. من جانبه، أكد بيان صادر عن برنامج الغذاء العالمي أنه لم يتلق أي تفسير عن سبب اعتقال عثمان، وأشار الى أن اجهزة الأمن الصومالية انتهكت القانون الدولي باقتحامها مكاتب الاممالمتحدة القريبة من مطار مقديشو. وأعلن البرنامج في بيان تعليق عمليات توزيع المساعدات الغذائية على 75 ألف شخص في مقديشو وقال "وفي ضوء احتجاز السيد عثمان، (..) فإن البرنامج مضطر لوقف توزيع المساعدات على الفور." وقال قريب لعثمان رفض الكشف عن اسمه أن شجارا وقع مع مسئولين بالحكومة أدى لاعتقاله، وأضاف: "أراد بعض مسئولي الحكومة أن يتدخلوا في عمله ويراقبونه بأنفسهم. واعترض على ذلك ونتيجة لهذا اعتقله الأمن القومي زاعما أن له صلات بإرهابيين." وكانت قوات صومالية خاصة مؤلفة من نحو ستين جنديا قد اقتحمت مكتب الأممالمتحدة في مقديشو، وألقت القبض على مسؤول برنامج الغذاء الصومالي الجنسية دون إبداء أسباب. جاء ذلك بعد ساعات من اشتباكات شهدتها مقديشو بين قوات حكومية ومسلحين يعتقد بانتمائهم لقوات المحاكم الإسلامية, حيث قتل تسعة مدنيين وضابط. ووصفت هذه الاشتباكات بأنها الأعنف من نوعها في الأسابيع الماضية. وقد اندلعت عقب هجوم شنه نحو مئة من المسلحين على مركز للشرطة جنوب مقديشو. وكان برنامج الغذاء العالمي قد حذر في وقت سابق من أن القتال المتواصل يعوق بشدة تسليم إمدادات الإغاثة. وقد وعدت الحكومة المؤقتة بأنها ستزيل العقبات أمام تسليم المعونات لآلاف الصوماليين النازحين بسبب الحرب. غيدي في إثيوبيا في سياق آخر توجه رئيس الحكومة الصومالي علي محمد غيدي إلى إثيوبيا للتشاور مع الرئيس الصومالي عبد الله أحمد يوسف بشأن الأزمة السياسية القائمة بينهما. ويضغط الرئيس الصومالي على البرلمان الذي يتخذ من بيداوا (250 كم شمال غرب مقديشو) مقرا للحصول على سحب الثقة من غيدي متهما إياه بعدم تحمل مسؤولياته وعدم وضع حد للعنف في العاصمة. وينقسم المجتمع الصومالي إلى قبائل وعروش، أكبرها في مقديشو قبيلة الهوية التي انتصرت في 1991 على الرئيس محمد سياد بري الذي ينتمي إلى قبيلة دارود المنافسة. وينتمي الرئيس الصومالي الحالي إلى قبيلة دارود في حين ينتمي رئيس الوزراء إلى قبيلة الهوية. وكانت العاصمة الصومالية قد شهدت استقرارا نسبيا ابان سيطرة نظام المحاكم الاسلامية على مقاليد الأمور فيها لمدة ستة اشهر خلال العام الماضي قبل أن تطيح بها قوات حكومية دعمتها إثيوبيا المجاورة.