أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن علاقات مصر مع دول العالم تقوم على الشراكة لا التبعية, مشيرا إلى أن مصر تربطها علاقات استراتيجية ثابتة وراسخة مع دول العالم تحافظ عليها وتسعى إلى تطويرها. وأوضح الرئيس السيسي أن هذه العلاقات الراسخة هي علاقات شراكة تقوم على الانفتاح وتبادل المصالح والرأي والحوار السياسي والاحترام المتبادل. وأشار إلى أن الثقة في السياسة المصرية تزداد يوماk بعد يوم , كما يزاد الاستعداد للتعاون معها بمضي الوقت الذي هو عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستها ولحقائق الوضع في المنطقة , ونوه بأنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي على مصر شيئا على غير ما تراه , وذلك لأن القرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق. جاء ذلك خلال الحديث الموسع الذي أدلى به الرئيس عبد الفتاح السيسي, الأحد, لرؤساء تحرير الصحف القومية (الأهرام والأخبار والجمهورية) والذي ينشر الجزء الأول منه بعددها الصادر اليوم الإثنين. وانتقل الرئيس السيسي في حديثه إلى القضية الفلسطينية, حيث أكد موقف مصر الثابت من عملية السلام , ودعمها كافة الجهود التي تسعي إلى حل هذه القضية شديدة التعقيد, مشيرا إلى أن استمرار النزاع له تأثير سلبي بالغ على المنطقة, وأن الاتفاق له تأثير على مستقبل شعوبها. وأضاف أن مصر كانت ولا تزال داعمة للجهود الأمريكية خلال السنين الماضية وحتى الآن, وداعمة لمبادرة السلام العربية, كما أعلنت تأييدها للمبادرة الفرنسية, لافتا إلى أن علاقات مصر مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لها أن تلعب دورا محوريا لإيجاد حل لقضية السلام. وشدد الرئيس السيسي على ضرورة وسرعة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة داخل حركة "فتح", وبينها وبين حركة "حماس", وذلك لتهيئة المناخ الداخلي الفلسطيني للشروع في عملية التفاوض السياسي بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل بهدف تحقيق السلام العادل الذي يعيد حقوق الشعب الفلسطيني. وتناول الرئيس السيسي خلال حديثه مع رؤساء تحرير صحف (الأهرام والأخبار والجمهورية) العديد من القضايا الهامة في المنطقة العربية; من بينها الأزمة السورية والوضع في اليمن وليبيا, والجهود التي تبذلها مصر من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى شعوب هذه الدول العربية الشقيقة والحفاظ على وحدة أراضيها. وفيما يلي نص الجزء الأول من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يتناول فيه القضايا العربية والإفريقية والدولية: * قلت سيادتك مؤخرا أن أدبيات السياسة الخارجية المصرية في العقود السابقة لم تعد مناسبة للوضع الحالي.. هذا الكلام يحتاج إلى تفعيل.. فهل المقصود هو تغيير في ثوابت العلاقات المصرية الخارجية. أم تغيير نهج كان سائدا في التعامل؟ ** الرئيس: المقصود إننا ندير علاقاتنا مع دول العالم في إطار الشراكة لا التبعية.. فمصر ليست تابعة لأحد.. نحن لدينا علاقات استراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها وهي علاقات شراكة تقوم علي الانفتاح وتبادل المصالح والرأي والحوار السياسي والاحترام المتبادل.. ونحن من خلال اتصالاتنا ولقاءاتنا بقيادة العالم. نعطي الفرصة للآخرين لتفهم ما يدور في مصر والمنطقة.. ولقد أثبتت الوقائع التي تشكل في المنطقة صدق الرؤية المصرية.. وصحة ما نطرحه من شواغل كانت من قبل لا تحظى بالقبول أو التفهم. ولكن الآن ثبت ما كنا نقوله. ورؤيتنا الحقيقية للواقع.. لذا فإن الثقة في السياسة المصرية تزداد يوما بعد يوم. والاستعداد للتعاون معها يزداد بمضي الوقت الذي هو عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستها ولحقائق الوضع في المنطقة.. وأقول بكل وضوح أنه خلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي علينا شيئاk على غير ما نراه. فالقرار الوطني المصري يتمتع بالاستقلال بشكل مطلق.. بل أقول إننا عند إعلان بيان الثالث من يوليو عام 2013. حينما كنت وزيراk للدفاع – فإننا وأقسم بالله – لم نستأذن أحدا أو نخطر أحدا أو ننسق مع أحد. فيما قررته الجماعة الوطنية وأعلنته علي الشعب. وفيما يلي تكملة نص الجزء الأول من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رؤساء تحرير صحف (الأهرام والأخبار والجمهورية): * في زيارتك لأسيوط قبل شهرين.. أطلقت دعوة إلى كل أطراف عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل لإعادة إحيائها من أجل إنهاء الصراع.. وبعدها أوفدت وزير الخارجية للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني; ما هو تقييمك للوضع, وكيف تري الجهود الدولية المبذولة في هذا الاتجاه؟ ** الرئيس: موقفنا ثابت من عملية السلام. ونحن ندعم كل الجهود التي تسعي إلى حل هذه القضية شديدة التعقيد. فاستمرار النزاع له تأثير سلبي بالغ علي المنطقة. أما الاتفاق فله تأثير ساحر على مستقبل شعوبها. إن مصر كانت ومازالت داعمة للجهود الأمريكية خلال السنين الماضية وحتى الآن. وداعمة لمبادرة السلام العربية. كما أعلنت تأييدها للمبادرة الفرنسية. وعلاقاتنا مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تتيح لنا أن نلعب دورا محوريا لإيجاد حل لقضية السلام. * لكن أين الدور الروسي. خاصة أن روسيا أحد راعيي مؤتمر مدريد للسلام الذي أطلق عملية السلام الفلسطينية – الإسرائيلية منذ أكثر من ربع قرن. كما أنها عضو في الرباعية الدولية؟ ** الرئيس: نحن ندعم أي تحرك إيجابي من جانب الدول المعنية والقادرة على التأثير سواء الولاياتالمتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو روسيا الاتحادية. وأذكر أن الرئيس الروسي بوتين أبلغني بأنه دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاجتماع في موسكو لإجراء محادثات مباشرة. ونحن نؤيد هذه الجهود. والكل مدعو للتحرك في هذه القضية التي تحتاج إلى جهد جبار. والتجاوب مع المبادرات المطروحة بهدف إيجاد ضوء في نهاية النفق للفلسطينيين لإقامة دولتهم جنبا إلى جنب مع إسرائيل. لكن لابد من إنهاء الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني من أجل تصفية المناخ لتفاوض حقيقي. وتحقيق المصالحة داخل حركة "فتح". أو بينهما وبين حركة "حماس". * لكن سيادة الرئيس. ألا تعتقد أن انشغال الولاياتالمتحدة بالانتخابات الرئاسية قد يؤدي إلى إرجاء أو تجميد تلك الجهود? ** الرئيس: من الضروري أن يتم التحرك الآن. وألا يجمد الوضع. وللأسف المياه راكدة تماما ولابد من جهود لتحريكها بشرط توافر إرادة لدى إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول الإقليم والمجتمع الدولي. إننا لا نريد أن نستأثر بدور بقدر ما نريد تشكيل قناعة لدى الآخرين للقيام بدورهم, وإن السلام لو تحقق هو الضوء المبهر الذي سيغير ملامح المنطقة. * من خلال رؤيتك للموقف الإسرائيلي هل تجد قدرا من التغير في النظرة الإسرائيلية تجاه السلام؟ ** الرئيس: أري أن القناعة بأهمية السلام وإيجاد مخرج تتزايد لدي الجانب الإسرائيلي وهذا مؤشر إيجابي. * بشكل عام.. ما هي النقاط الرئيسية التي تحكم الموقف المصري من قضايا المنطقة خاصة النزاعات في دول الجوار العربي؟ ** الرئيس: أولا نحن لا نتدخل في شئون الآخرين.. ثانيا مصر تدعم إرادة الشعوب.. ثالثا اننا ندعم الحلول السياسية السلمية للمسائل المتنازع عليها. * في هذا الإطار.. نسأل عن موقف مصر من المشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. ** الرئيس: مصر تشارك بعناصر من القوات البحرية في باب المندب لتأمين الممر الملاحي وتأمين وصول السفن لقناة السويس. ولدينا عناصر من القوات الجوية في السعودية. لكن لا توجد لنا أي قوات برية في أي دولة عربية. كل ما لدينا من قوات خارج مصر هي في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. * الوضع في سوريا يبدو معقدا ومتشابكا. كيف حددت مصر موقفها في ظل العلاقات التاريخية التي تربطها بهذا البلد العربي الشقيق. وكيف ترون سبل الخروج من هذه الأزمة؟ ** الرئيس: إشكالية الموقف في سوريا. يكم