نقلاً عن الجمهورية 12/8/07 وسط الحر القائظ. جاءت دراسة علمية في الصين تذكرنا ببرد الشتاء.. أعدها خبراء مصلحة الأرصاد الجوية ببكين أكدت أن البرق والرعد من الموارد الطبيعية النفسية وأن ما تحمله من خير يفوق كثيراً الاضرار والخسائر التي تلحقها بالإنسان والممتلكات. الخبراء هنا رغم اهتمامهم بنتائج الدراسة الصينية أكدوا أن البرق والرعد زائران خفيفان لمصر لعدة دقائق لا تتكرر زيارتها سوي مرات معدودة في فصل الشتاء غالبا.. وبذلك تتمتع مصر.. بمنافعهما.. دون أن تنال من أضرارهما التي تودي بحياة البشر بفعل الصواعق الكهربائية المصاحبة لها. تعالوا نتعرف علي ظاهرة طبيعية.. أبدعها الخالق سبحانه وتعالي لتحمل الخير للبشر رغم مخاوفهم. ظاهرة مناخية في البداية يفسر مجدي عباس رئيس هيئة الأرصاد الجوية ظاهرتي البرق والرعد باعتبارهما حالة من عدم الاستقرار الشديد في الأحوال الجوية.. قائلا: يتكون البرق والرعد نتيجة لوجود منخفضات جوية شديدة العمق علي سطح الأرض وغالبا ما يصاحبها كتل هوائية شديدة الحرارة يتزامن معها وجود منخفضات جوية بطبقات الجو العليا مصحوبة بتيارات هواء نفاذة شديدة البرودة تؤدي بدورها إلي تكاثر السحب الرعدية والممطرة. ويضيف رئيس الهيئة أصبح الآن من الممكن التنبؤ بحدوث البرق والرعد من خلال قراءة توزيعات الضغط السطحية وتوزيعات الضغط في طبقات الجو العليا. بالإضافة إلي الأنظمة الحديثة مثل محطات الأقمار الصناعية القادرة علي التنبؤ بها قبل أيام وبالذات الجيل الثاني منها والموجود عندها. ولكن التنبؤ بها لا يعني التحكم فيها والكلام مازال علي لسان مجدي عباس فهي ظاهرة طبيعية ضمن قائمة الظواهر الحرجة أو الشاذة بلغة الأرصاد مثل الزلازل.. وتكون مصحوبة بالأمطار.. ويسبق البرق "إضاءة قوية في السماء" والرعد "صوت مدو" ولا يستغرق الاثنان عدة دقائق في فصل الشتاء.. بينما دول أخري كشرق آسيا ودول أوروبا تعتبر هذه الظاهرة مشكلة كبيرة يتم اطلاق التحذيرات قبل حدوثها ليلازم المواطنون منازلهم خوفا من الصواعق الكهربائية كما تنتشر "المصائد" التي تمنع وصول الشحنات الكهربائية العليا للكائنات البشرية. رعد الخير ومن جانبه يتناول د. صلاح محمد محمود رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية الوجه الآخر الايجابي للبرق والرعد مشيرا إلي أن الأمطار التي تصاحبهما تحمل مواد نتروجينية تحسن من الزراعات وتحول النتروجين إلي ثاني أكسيد النتروجين "السماد النفيس" يحسن من طبيعة التربة ويفيد في نمو المزروعات وهو ما يمكن تلمسه بعد يومين فقط من سقوط الأمطار المصحوبة بالرعد والبرق علي تلك المزروعات ويقدر خبراء الصين حجم السماد النتروجين الساقط من الأمطار الرعدية إلي الأرض بحوالي 400 مليون طن سنويا. ويضيف د. صلاح: البرق والرعد "بخيرهما وشرهما" يمكن رصده في دول جنوب شرق آسيا حيث تمر بعضها بكل الفصول في يوم واحد لخضوعها لتقلبات مناخية بحكم موقعها الجغرافي. أما مصر.. فتقع في منطقة معتدلة من الكرة الأرضية وتحفل بثبات نسبي في درجات الحرارة والضغط الجوي وتستمتع بطقس مشمس طوال العام.. ومن النادر أن نلمح السحب الكثيفة إلا في أوقات متفرقة في الشتاء. ويختم رئيس المعهد حديثه مؤكدا أن الطبيعة حمت مصر من صواعق وحرائق الأمطار الرعدية التي تدفع بعض الدول إلي التحليق بالطائرات لرش مواد تقوم بتسييل السحب الركامية علي ارتفاع 3 كم وتفريغها من البخار.. قبل أن تتجمع وتؤدي إلي الأمطار الرعدية وهي العملية المكلفة.. التي لا تحتاجها مصر.. أساسا.