أكد محام بريطاني موكل عن رجلين عربيين كانا معتقلين في جوانتانامو ان السلطات الاسبانية متواطئة في نقل الولاياتالمتحدة لشخصين مقيمين في بريطانيا لخليج جوانتانامو سرا وانها شاركت في استجوابهما هناك. وأشار المحامي ادوارد فيتزجيرالد الاربعاء ان اسبانيا ساهمت في المعاناة التي تعرض لها موكليه جميل البنا وعمر دغيس اللذين أطلق سراحهما الشهر الماضي بعد أن تعرضا لما وصفه بانه "استجواب وتعذيب مكثف" في معسكر الاعتقال الامريكي في كوبا. واعتقل البنا وهو اردني لديه خمسة ابناء بريطانيين في جامبيا في غرب افريقيا عام 2002 ونقلته الولاياتالمتحدة أولا الى افغانستان ثم الى جوانتانامو. وافاد موقع لانصار دغيس على الانترنت وهو ليبي تزوج في افغانستان عام 2001 انه فر من هناك مع زوجته وطفله بعد الغزو الامريكي في ذلك العام واعتقل في باكستان وهو في طريقه عائدا لبريطانيا. وابلغ فيتزجيرالد محكمة في لندن تدرس طلبا اسبانيا بترحيل الرجلين من بريطانيا ليواجها اتهامات تتعلق بالارهاب "النقطة المحورية التي سنبرزها هي ان السلطات الاسبانية كانت متواطئة بوضوح في المحنة التي تعرضا لها في الاعوام الخمسة الماضية." وأكد ان اسبانيا وافقت على نقل الرجلين سرا عبر مجالها الجوي من افغانستان الى جوانتانامو. واشار المحامي ان السلطات الاسبانية لم تكتف بامداد السلطات الامريكية بمواد تمكنها من استجواب الرجلين بل ارسلت محققيها للمشاركة في الاستجواب. وطالب بمعرفة ما اذا كانت اسبانيا قد سعت لترحيل الرجلين اثناء وجودهما في جوانتانامو وقال ان من الظلم أن تسعى السلطات لاستجوابهما بشان المزاعم نفسها التي برأتهما السلطات الامريكية منها. ومن جانبه أكد ديفيد بيري ممثل السلطات الاسبانية ان اسبانيا تريد محاكمة الرجلين للإشتباه في انهما عضوان في خلية تابعة لتنظيم القاعدة هناك، وينفي الرجلان بشدة هذا الاتهام بالانتماء لتنظيم ارهابي الذي تصل عقوبته الى السجن 15 عاما. والقضية تثير مجددا مسائل شائكة تتعلق بتواطؤ مزعوم بين حكومات أوروبية والسلطات الامريكية في عمليات نقل سرية نفذتها وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) لمشتبه فيهم عرفت باسم عمليات التسليم. وادانت الحكومات الغربية الاعتقال دون محاكمة في جوانتانامو ودعت لاغلاق المعسكر، لكن الكشف عن أن بعض هذه الحكومات ارسل ضباط مخابراته لاستجواب المشتبه فيهم هناك اثار جدلا في العديد من الدول منها فرنسا والمانيا.