امر قاضي محكمة ويستمنستر البريطانية بالافراج عن جميل البنا (ابو انس الفلسطيني) بكفالة 50 الف جنيه استرليني، بعد يوم واحد من اطلاق سراحه من معتقل غوانتانامو الاميركي بكوبا، حيث قضى اربعة اعوام ونصف العام. وكان البنا البالغ من العمر 45 عاما قد اعتقل فور وصوله الى مطار لوتن شمال لندن، بأمر اعتقال اوروبي اصدرته السلطات الاسبانية، كما خضع لتحقيق قبل تحويله إلى القضاء. وفرض تيموثي وركمان القاضي البريطاني قيود الاقامة الجبرية على البنا، وتقضي بمراقبته على مدار الساعة بحلقة الكترونية، وعدم مغادرته منزله من الساعة الثامنة مساء الى الساعة السابعة صباحا، ومنعه من الحصول على وثائق سفر». وقد تجمع امام محكمة ويستمنستر، حيث يمثل البنا، عدد من المتظاهرين احتجاجا على اعتقاله. واستمعت المحكمة البريطانية الى مزاعم من ممثل الادعاء الاسباني تشير الى ان البنا ارتبط ب«القاعدة» وكان يجند اشخاصا لمعسكرات تدريبها ما بين 1996 و2001. وقد يضطر البنا، الذي يعيل خمسة اطفال لحضور جلسات مطولة، كما قد يتم ترحيله الى اسبانيا ان تمت الموافقة على امر تسليمه». وقال ابو بكر الدغايس الذي حضر جلسة الامس انه شاهد جميل البنا في قفص الاتهام بالمحكمة، ولكنه شاهد رجلا كهلا بشعر اشيب بفعل سنوات السجن». واتهم كلايف ستافورد سميث المحامي واحد مسؤولي مؤسسة «ريبريف»، التي تهتم باخبار المعتقلين في معسكر غوانتانامو، الحكومة البريطانية بالكذب لاعتقالها موكليه الثلاثة فور وصولهم الى الاراضي البريطانية، قائلا ان «فعل ذلك بهم بينما هم قريبون من اسرهم فعل مشين». واضاف سميث انه «حاول تشجيع السلطات الاسبانية على طلب تسلم البنا من اجل اخراجه من غوانتانامو، لكن السلطات الاسبانية لم تكثرت بهذا الامر». وقد حظي البنا باهتمام السلطات الامنية لكونه يعرف الاصولي الفلسطيني ابو قتادة سفير «القاعدة» في اوروبا. وقال سميث ان السلطات الاسبانية بحوزتها تسجيل صوتي لمكالمة جرت بين البنا وابو الدحداح، الذي اتهم بقيادة خلية ارهابية في اسبانيا، تم تفكيكها في 2001. يذكر ان ابو دحداح يقضي حكما بالسجن 27 عاما في اسبانيا، بتهمة التخطيط للقتل العمد في الولاياتالمتحدة. وكان جميل البنا والليبي عمر الدغايس والجزائري عبد النور سامر قد وصلوا إلى مطار لوتون اول من أمس على متن رحلة تجارية قادمة من كوبا، وتسلمهم ضباط في الشرطة البريطانية. وكان دغيس، 38 عاما، وسامر، 34 عاما، قد اعتقلا فور وصولهما، ونقلا إلى مركز شرطة في وسط لندن لاستجوابهما. وكان برفقة المعتقلين الثلاثة أطباء وافراد من شرطة مكافحة الارهاب على متن الرحلة. وتقول الولاياتالمتحدة ان الرجال «يشكلون خطرا». وتقول بريطانيا انهم لن يبقوا على اراضيها بالضرورة. ويواجه عمر الدغايس أيضا إمكانية ترحيله إلى إسبانيا. واعتقل الثلاثة من دون توجيه اتهامات لهم أو محاكمتهم في معتقل خليج غوانتانامو. وكانت الولاياتالمتحدة قد اعتقلت البنا، وهو فلسطيني الجنسية، للاشتباه في أنه يحشد مقاتلين لتنظيم «القاعدة» ويموله، كما اعتقلت دغايس، وهو ليبي الجنسية، للاشتباه في علاقته ب«القاعدة». أما الجزائري سامر فاعتقل لتلقيه التدريب على القتال في أفغانستان. يذكر أن معتقل خليج غوانتانامو أنشئ في كوبا عام 2002 لاحتجاز الاشخاص الذين يشتبه في أنهم «إرهابيون» في أفغانستان. وطالبت الحكومة البريطانية بالافراج عن خمسة رجال في أغسطس (آب) الماضي بعدما رفضت في بادئ الامر التدخل، لانهم لا يحملون الجنسية البريطانية. وأجرت السلطات البريطانية والاميركية مفاوضات مكثفة خلال الاشهر القليلة الماضية حول عودة الرجال الخمسة. ومن المقرر أن يبقى البريطاني بنيامين محمد، وهو من أصول إثيوبية في غوانتانامو، بينما سيعود معتقل آخر أفرج عنه، يدعى شاكر عبد الرحيم عامر إلى بلده الاصلي السعودية. وأفاد بيان صادر عن وزارة الداخلية البريطانية بأن «هذا لا يحمل أي التزام من جانبنا بأن يبقوا في بريطانيا إلى الابد. سينظر في وضع الهجرة الخاص بهم بمجرد عودتهم». وقالت اسكوتلانديارد إنه من المقرر أن يخضع الرجال الخمسة إلى الفحص الطبي لضمان أهليتهم للاعتقال والاستجواب من جانب الشرطة وإنهم أيضا سيحصلون على حق توكيل محام يختارونه للدفاع عنهم.