رغم أنها مخالفة للقانون وسالبة لسلطة الدولة ومثيرة للفوضى وداعية لاتباع شريعة الغاب. إلا أنها رادعة لهؤلاء الذين أذاقونا مر العذاب وأخافونا من الخروج بعد صلاة العشاء. فالجزاء من جنس العمل ويستحقون ليس الوقوف في وجوههم. بل قتلهم ولكن دون سحل أو تنكيل بجثثهم لأن ذلك مخالف للشرع ولايرضي الله ولا رسوله. فقد نهانا سبحانه وتعالى عن ذلك. كما إنه لايضير سلخ الشاة بعد قتلها. فالهدف عدم ترويع الآمنين والاطفال كي لانؤصل الحقد والضغينة في نفوس الصغار. ونميت القلوب. أقول ذلك بمناسبة ما شهدناه في الأيام الأخيرة من قيام الأهالي بتنفيذ حكم حد الحرابة على البلطجية بقتلهم والتمثيل بجثثهم بتعليقها أو حرقها. مع إن حد الحرابة من سلطة ولي الأمر أي الحاكم. بالاضافة إلى أن قانون العقوبات لا ينص على هذه العقوبة. وأن هذه الافعال من شأنها إثارة الفوضى في البلاد. وأخذ العاطل بالباطل. أو أن تكون السمة الغالبة والمنهج الذي نسير عليه في حياتنا. فتكرار تنفيذ حد الحرابة أستوقفني وهز مشاعري. عندما شاهدت جثث لبعض البلطجية معلقة على أعمدة النور في قرية هرية رزانة بالشرقية وهي قرية الزعيم أحمد عرابي عقابا لهم للقيام بقتل شاب من أبناء القرية بعد معاتبته لبلطجية على علاقتهم باحدى السيدات سيئة السمعة. فاجتمع لهم على قلب رجل واحد. وقاموا بمطاردتهم واستطاعوا قتلهم. ولم يكتفوا بذلك بل علقوا جثتين على الأعمدة. مع أنه كان يمكن الاكتفاء بالقتل وهذا هو بيت القصيد. لأنها لم تكن الوحيدة فقد قلدهم أهالي عزبة الثمانين بقرية وادي الملاك عقب ضبط بلطجي أصاب مدرسا بالرصاص أثناء محاولته سرقة سيارته. فقام الأهالي بسحله وتعليقه على أحد أعمدة الانارة وزيادة في بشاعة التنكيل قاموا باشعال النيران في جسده وتكرر ذلك في قرية سدور بالمنوفية عندما تخلص الاهالي من 6 بلطجية من اسرة واحدة هي اسرة "قاسم" بعد قيامها بقتل أحد أبناء القرية ومنعوا قوات الشرطة من دخول القرية. ورغم أن الشرطة ضبطت اثنين منهم إلا أن الاهالي انتزعوهما وقتلوهما ومثلوا بجثتهما وسط تهليل الاهالي. ثم قاموا بعد ذلك بذبح أحدهم ووالدته. مع أنه كان يمكن الاكتفاء بقتل الباقين بعد ضبط اثنين وعلى شاكلتهم فعل اهالي قرية الرطمة بدمياط عندما قتلوا زقزوق البلطجي وحرقوا جثته. ونفس الشيء في قرية "بقيرة" بالقليوبية عندما قاموا بمطاردة أربعة بلطجية اعتادوا فرض الاتاوات عليهم وإثارة الذعر بين الاهالي الذين عقدوا العزم على تأديبهم بالعصي والشوم حتى الموت. صحيح أن البلطجية يستحقون اكثر من ذلك. ولكن حب التشافي والتنكيل والتمثيل بالجثث غريبة على مجتمعنا فلم نعهد من قبل تلك المشاهد الدموية والحقيقة لهم العذر. فالانفلات الامني بعد تقلص دور الشرطة هو الذي أوصلنا الى هذه الحالة. ولو كنت مكانهم لفعلت ذلك. ولكن دون تمثيل بالجثة. لأن الله نهي عن ذلك حتى مع الكفار وأثناء الحروب. وأيضا دون أن تكون ظاهرة وأسلوب حياة بحجة تطبيق حد الحرابة لأنه مشروط ذكرها الله في قرآنه الكريم في سورة المائدة بقوله "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض".. وقد اختلف العلماء في كيفية تطبيقها حيث قال البعض إن عقوبتها أتت بترتيب الأية فإن كان بها قتل وسرقة فتكون العقوبة القتل والصلب وان وقع القتل بلا سرقة فتكون العقوبة القتل. وان كانت سرقة بلا قتل فتكون العقوبة قطع الايدي والأرجل من خلاف. وان كان بها ارهاب فقط بلا قتل أو سرقة فالعقوبة النفي فقط. وأن حد الحرابة يسقط بتوبة الجاني توبة نصوحا ورد ماسرق. أنا مع مقاومة البلطجية وضبطهم وتقديمهم للعدالة. ومع قتلهم دفاعا عن النفس. فمن مات دون عرض فهو شهيد. فهذا الاسلوب الانفع في هذه الحالات لانها ستجعل البلطجي يتردد اكثر من مرة وتخيفهم. وبالتالي ستقل البلطجة وأعداد البلطجية. ولكن كما قلت في صدر المقال دون تمثيل بالجثة وألا يكون القتل السابق دائما في التعامل مع البلطجي. والأفضل إحداث عاهة مستديمة له اذا اقتدت الضرورة تعجزه عن البلطجة. وعلينا ألا نخشاهم فهم أجبن مما يكون. ولو رأى الشجاعة والتحدي في وجه الضحية سيهرب من المواجهة. فأغلب هؤلاء من المدمنين وغير مدركين لما حولهم وأي مقاومة حتى ولو من أنثى سيسقط أرضا. وإن كنت أتمنى أن تعود الشرطة بقوة وتنتشر في كل مكان خاصة في المناطق النائية وأن توجد وظائف أو عمل للشباب العاطل كي لا يتحول الى بلطجي أكون أنا أو أنت ضحيته. نقلا عن جريدة الجمهورية