بدأت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية اجتماعا الأحد مع إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد أن كانت قد إجتمعت مع زعيم حزب العمل وزير الدفاع أيهود باراك. واستهلت رايس جولتها فى المنطقة من إسرائيل على أن تزور الأراضى الفلسطينية ومصر فى محاولة منها لتذليل العقبات التى تعترض مؤتمر الخريف المقرر عقده فى ضاحية انابوليس بالولاياتالمتحدة نهاية نوفمبر القادم. وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية أنها ستلتقى العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى نهاية الاسبوع فى لندن حيث سيكون متواجدا هناك وليس فى عمان كما كان مقررا .. وقالت "سأمضى بعض الوقت في القدس ورام الله .. وسأقوم بزيارة قصيرة إلى مصر ثم اتوجه إلى لندن حيث يتواجد العاهل الأردنى". وذكر التليفزيون الإسرائيلى أن رايس دعت قبيل وصولها لإسرائيل إلى عدم توقع "انفراجات كبرى" خلال جولتها وقالت للصحفيين الذين يرافقونها في الجولة "لا أتوقع أن تكون هناك أية نتيجة محددة فيما يتعلق بحدوث انفراجات تتصل بالوثيقة (بين الفلسطينيين والإسرائيليين) .. أود فقط أن أحذر سلفا من توقع ذلك". ويعكف فريقا تفاوض فلسطينى وإسرائيلي على صياغة وثيقة مشتركة تعالج "القضايا المحورية" لعرضها على المؤتمر المرتقب. وأشارت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أنها ستؤكد للمسئولين الإسرائيليين خلال مباحثاتها معهم أن مصادرة أراض فلسطينية إجراء يقلص الثقة بالتعهد الإسرائيلى لحل قائم على الدولتين وذلك في إشارة إلى مصادرة إسرائيل لأراض عربية واقعة بين القدسالشرقيةالمحتلة ومستوطنة معاليه أدوميم الرئيسية في الضفة الغربية الأسبوع الماضى ودعت إسرائيل إلى الامتناع عن القيام بما "يقلص ثقة" الفلسطينيين. ونأت كوندوليزا رايس نفسها عبر هذا التصريح عن القرار الإسرائيلى بمصادرة أراض فلسطينية .. وقالت "أود القول إنه يجب توخي الحذر الشديد .. ونحن نحاول السير باتجاه اقامة دولة فلسطينية .. على صعيد التحركات والتصريحات التي تقلص الثقة فى تعهد الأطراف لحل قائم على دولتين". وردا على سؤال حول التوضيحات التى طلبتها من إسرائيل بشأن مصادرة الأراضى قالت رايس إنها تلقت جوابا من إسرائيل أكدت فيه أن تنفيذ مشروع شق طريق بين القدس ومستوطنة معالى ادوميم اليهودية (والذى سيقسم الضفة الغربية عمليا إلى شطرين مما يعقد اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة) "ليس وشيكا ويهدف إلى تحسين حركة تنقل الفلسطينيين". وأضافت رايس "سنواصل الحديث عن ذلك .. وحتى ولو أن النوايا طيبة .. حتى ولو أن الأحداث الميدانية ستؤدى إلى بعض التأثيرات فإن الجميع يعرف أن هذه الفترة حساسة للغاية". وتابعت "فى فترة نحاول فيها ايجاد مناخ من الثقة بين الطرفين .. ونحاول الاقناع بأن حلا يقوم على قيام دولتين يمكن أن ينجح .. ونحاول الاقناع أنه لن تكون هناك أعمال على الأرض تسيء إلى نتيجة المفاوضات ينبغى أن نكون حذرين إلى اقصى حد". وأكدت أن "العمل جار .. وسأحاول الدفع بالعملية واعتقد أنى سأعود فى غضون بضعة اسابيع للتحضير للاجتماع الدولى الذى نرغب عقده فى أى وقت فى الخريف". ومن جهة أخرى يتجه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى الولاياتالمتحدة الاسبوع الحالي لتشجيع مشاريع مشتركة مضادة للصواريخ والتي تعتبرها اسرائيل شرطا مسبقا لاي تسليم في المستقبل للضفة الغربية للفلسطينيين. ووزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) شريك في نظام أرو 2 الاسرائيلي المصمم لاعتراض الصواريخ ذاتية الدفع من النوع الذي تستخدمه ايران وسوريا. ويعمل مهندسون اسرائيليون وأمريكيون على مشروع مواز يطلق عليه اسم دافيدس سلينج للتعامل مع الصواريخ. وفشلت اسرائيل في القضاء على الهجمات الصاروخية عبر الحدود من غزة التي انسحبت منها القوات الاسرائيلية عام 2005 بعد 38 عاما من الاحتلال. وتخشى اسرائيل من تهديد مشابه من الضفة الغربية اذا غادرتها القوات الاسرائيلية. وصرح باراك لوسائل الاعلام الاسرائيلية في أغسطس اب بأن أي انسحاب كبير من الضفة الغربية سيتطلب نشر أنظمة مضادة للصواريخ أولا. وقال رونين موشي المتحدث باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية ان محادثات باراك في الولاياتالمتحدة ستشمل " العديد من القضايا الثنائية الاستراتيجية" بما في ذلك النظام الدفاعي الصاروخي. وفي الوقت الذي يصد فيه النظام دافيدس سلينج الصواريخ متوسطة المدى مثل الصواريخ التي أطلقها مقاتلو حزب الله أثناء حرب لبنان عام 2006 تطور اسرائيل بشكل منفصل نظاما يطلق عليه اسم القبة الحديدية والذي يهدف الى اسقاط الصواريخ الفلسطينية قصيرة المدى. وتقول مصادر أمنية اسرائيلية ان النظامين دافيدس سلينج والقبة الحديدية ما زالا بحاجة الى عامين اخرين على الاقل للانتهاء من تطويرهما. وقال باراك للمشرعين الاسرائيليين الاسبوع الماضي ان الانتهاء منهما "سيوفر الحماية من نحو 90 بالمائة من كل محاولات اطلاق الصواريخ علينا." وأضاف أن مزيدا من العمل لازم فيما يتعلق "باعتراض الصواريخ طويلة المدى" في اشارة فيما يبدو الى نظام أرو الذي تعتبره اسرائيل حصنها الواقي الرئيسي من صواريخ شهاب الايرانية طويلة المدى في حالة شن ضربة أمريكية أو اسرائيلة على المنشات النووية الايرانية. ومر النظام أرو بالعديد من التجارب الحية وقال عوزي روبن أحد مطوري النظام ان باراك والادارة الامريكية قد يناقشان التصريح بتطوير كبير للنظام. ومن المقرر أن يجتمع باراك يوم الثلاثاء مع وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس.