خالد عبدالقادر مستشار وزير العمل للسلامة والصحة المهنية ل«المصري اليوم»: توقيع عقوبات مغلظة على المنشآت المخالفة

أطلقت وزارة العمل حملة توعية بإجراءات السلامة والصحة المهنية وذلك تزامنا مع تفعيل قانون العمل الجديد، والذى أقر بأحقية العامل فى الامتناع عن العمل فى حالة عدم توافر شروط السلامة والصحة المهنية، إذ إن السلامة وفق وصف الحملة هى فارق فى ثوانٍ معدودة للبقاء على قيد الحياة أو فراقها.
وأطلقت الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية بالوزارة نحو 30 مقطع فيديو تحت شعار «سلامتك وصحتك أمانة.. حافظ عليهم»، ومن هذا المنطلق حاورت «المصري اليوم» خالد عبد الله عبدالقادر، مستشار وزير العمل للسلامة والصحة المهنية وإلى نص الحوار:
■ ما هى أشهر طرق التوعية بالسلامة والصحة المهنية حاليًا؟
- عقدت الوزارة عدة أسابيع للسلامة والصحة المهنية على مستوى الجمهورية، بمشاركة جميع القطاعات الصناعية وغيرها، لمشاركة تجارب النجاح بين الشركات بعضها البعض، وتحفيز العاملين على تطبيقها. كما نظمت ملتقيات السلامة والصحة المهنية على مستوى الجمهورية، وعقد مبادرات التوعية المختلفة على مستوى المنشآت، بهدف نشر ثقافة ووعى السلامة والصحة المهنية لدى الشركات والعاملين بها. بالإضافة لندوات السلامة والصحة المهنية بصفة دورية بالشركات، وبمشاركة مكاتب السلامة والصحة المهنية بمديريات العمل بالمحافظات.
ويمكننى أيضا أن أستشهد بحملة أطلقتها الوزارة من خلال الإدارة لتوعية عمال توصيل الطلبات للمنازل من حيث المخاطر التى يتعرضون لها أثناء العمل، وطرق السيطرة على هذه المخاطر بما يضمن سلامتهم وسلامة الآخرين. كما عملت الإدارة على عقد اجتماعات مكثفة مع موردى مهمات الوقاية الشخصية، وذلك بهدف ضمان توفير مهمات وقاية شخصية مطابقة للمواصفات والمعايير المحلية والدولية وأن تكون مناسبة للجميع.
■ ماذا عن الحملات عبر الوسائل الجماهيرية؟
- بدأت الإدارة إجراء لقاءات تليفزيونية حول موضوعات السلامة والصحة المهنية، لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية، ووصولها لقاعدة عريضة من المجتمع، وعدم اقتصارها فقط على المنشآت. كما تم تحرير فيديوهات توعوية قصيرة عن السلامة والصحة المهنية ونشرها على مواقع التواصل المختلفة، مثل فيديوهات عن السلامة فى المنازل وطرق القيادة الآمنة على الطرق العامة.
■ ما الأهداف الرئيسية التى يتم التركيز عليها دوما فى الحملات؟
- من الأهداف الرئيسية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية الحفاظ على سلامة وصحة العامل، والحفاظ على مقومات المنشأة، بما فى ذلك المبانى والمعدات والآلات والمواد الخام والمنتجات، مما يعود بالنفع والحفاظ على عجلة الإنتاج والمساهمة فى الاقتصاد الوطنى، بالإضافة إلى أن الحفاظ على العامل يؤدى إلى زيادة إنتاجيته، وزيادة جودة المنتج مما يعود فى النهاية بالأثر الإيجابى على الاقتصاد القومى.
■ ما جدوى تطبيق اشتراطات السلامة تحديدا للعمالة غير المنتظمة؟
- العمالة غير المنتظمة أو الموسمية هى عنصر من العناصر المهمة والفعالة فى المجتمع المصرى، وكان للوزارة دور كبير برعايته وضمان حقوقه، والعمل على صرف منح ومكافآت مالية داعمة لهم، والوزارة تعمل من خلال التفتيش والرقابة على أماكن عملهم، للتأكد من تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية، لحمايتهم وعدم تعرضهم للمخاطر التى قد يتعرضون لها أثناء عملهم وفى حالة حدوث إصابات أو حوادث تقوم الوزارة بصرف التعويضات اللازمة لهم.
■ هل نحن بحاجة إلى مضاعفة الغرامات والعقوبات على من لا يلتزم بإجراءات السلامة؟
- هذا قائم بالفعل من خلال قانون العمل الجديد رقم 14 بسنة 2025 وبعد التصديق عليه من رئيس الجمهورية وحيث بدأ سريانه فى أول سبتمبر الجارى يتضمن تغليظ العقوبات بشكل كبير مقارنة بما كان بالقانون القديم أصبحت فيه الغرامة على المخالفة الواحدة بدءًا من 5 آلاف حتى 10 آلاف جنيه، وتضاعف فى حالة التكرار بدلا من ألف إلى 10 آلاف جنيه، لتصبح العقوبة أكثر ردعا لضمان الامتثال لمعايير السلامة والصحة المهنية وتطبيقها بالمنشآت.
■ كيف تتعامل الوزارة مع شكوى عامل من ضعف إجراءات السلامة بالمنشأة التى يعمل بها؟
- تضع الوزارة متمثلة فى الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية طرقا عديدة يسلكها العامل فى حال وجود ضعف فى تطبيق اشتراطات السلامة بالمنشأة، يلجأ إليها لتقديم شكواه والحفاظ على سرية هويته، بأن يتم بحث الشكوى ميدانيا دون التطرق إلى الشاكى والإفصاح عنه لحمايته من الاضطهاد من خلال صاحب العمل. ومن آليات تقديم الشكوى أو «قنوات تقديم الشكوى» منظومة الشكاوى الحكومية والرقم الساخن «16528» ومكاتب السلامة والصحة المهنية المنتشرة بجميع مناطق الجمهورية. ومديريات العمل بكافة المحافظات وديوان عام الوزارة كما تتم متابعة الأخبار والشكاوى الخاصة بالسلامة والصحة المهنية بمواقع التواصل المختلفة، وبحثها دون الحاجة لتقديم شكوى. كما كثفت الحملات التوعية فى الآونة الأخيرة، بأن مسؤوليته الشخصية فى المقام الأول تحت شعار «اعرف حقك - احمى نفسك».
■ هل هناك رقم أو إحصائيات أكدت أن السلامة كان لها مردود إيجابى فى تراجع الحوادث أو زيادة الإنتاج؟
- يتم عمل إحصائية شهرية بأعمال التفتيش والرقابة على المنشآت فى أنحاء الجمهورية ومراجعتها ودراستها من قبل باحثى الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية، واستخلاص المؤشرات التى تدل على التزام المنشآت، وفى حال وجود مؤشر سلبى بالإحصائيات يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك، من خلال تكثيف حملات التوعية، وإنفاذ القانون للتغلب والسيطرة ووضع الحلول لهذه المشاكل.
■ ما أكثر المجالات الصناعية التى تلتزم بتطبيق إجراءات السلامة من خلال ما رصدت حملات التفتيش وتعد الأقل مخالفات؟
- من خلال التفتيش والمتابعة على جميع المجالات الصناعية المختلفة والإحصائيات الشهرية والنصف سنوية لا يوجد مجال معين أكثر التزاما بإجراءات السلامة والصحة المهنية، حيث تعمل الوزارة على جميع القطاعات والتأكد من التزام جميع المجالات دون استثناء أو التركيز على مجال معين، وذلك للتأكد من حماية جميع العاملين بكافة المجالات وأن المخاطر موجودة فى جميع الأماكن، ولكن احتمالية وشدة حدوثها طبقا الطبيعة العمل والالتزام بالاشتراطات والمعايير وأنها متفاوتة فى جميع القطاعات ومن أجل ذلك يتم عمل حملات التوعية والتفتيش والرقابة على جميع القطاعات وعدم تجاهل أى قطاع.
■ هل هناك تنسيق بين الوزارة ووزارة التربية والتعليم لنشر الثقافة بالسلامة؟
- يوجد بالفعل تعاون وتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وقد تم توقيع بروتوكول تعاون خاص بالتدريب المهنى، وجار العمل والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم لإمكانية استحداث مواد دراسية خاصة بالسلامة والصحة المهنية، وفى نفس الاتجاه تقوم الوزارة من خلال مكاتب السلامة والصحة المهنية فى نطاق الجمهورية بعقد ندوات توعوية فى المدارس والجامعات لنشر ثقافة السلامة والصحة المهنية عند الطلبة والمنشآت التعليمية.